أعلن حزب النور انه سوف يعتزل العمل السياسي، ويكتفي بالعمل الدعوي، ثم تراجع عن إعلانه، وقال انه لن يشارك في لجنة تعديل الدستور، ثم عدل عن ذلك، ولم يحضر الجلسة الافتتاحية للجنة دون تقديم اعتذار، واعترض علي تشكيل اللجنة متهمة اياها باستبعاد الإسلاميين، ولوح بالانسحاب منها إذا ما انتهت أعمالها بالموافقة علي حذف المادة 219 فما الذي يريده حزب النور؟ وما هي الأسس التي يمنح بها نفسه صلاحية الاعتراض والموافقة؟ وماذا لو أن الدستور الجديد، قد حظر انشاء الاحزاب علي أساس ديني أو حتي مرجعية دينية؟ عن هذه الاسئلة يجيب سياسيون وقانونيون في التقرير التالي: حزب ديني سيد عبدالعال رئيس حزب التجمع يقول ان حزب النور لم يشارك في ثورة 25 يناير ولاثورة 30 يونيو كما ظهر العديد من أعضائه في اعتصامي رابعة والنهضة وشارك في انتاج الدستور الاخواني المعيب المفترض تعديله ويريدون الان الضغط علي لجنة تعديل الدستور للحفاظ علي المواد التي وضعوها من قبل. ويرفض عبدالعال استمرار تواجد حزب النور السلفي علي الساحة السياسية خاصة وانه حزب قائم علي أساس ديني ومهمته الدعوة الدينية والعمل الخيري مشيرا إلي أهمية حظر استمرار الاحزاب التي لها خلفية دينية. وأشار «عبدالعال» إلي أن تتويج حزب النور بالانسحاب من اللجنة إذا تم إلغاء المادة 219 هي رسالة للشعب المصري بأن وجوده كحزب داخل اللجنة من أجل الحفاظ علي الهوية الدينية لمصر رغم ان هوية مصر الاسلامية لايمثلها لاحزب النور ولا جماعة الإخوان بل هي راسخة منذ قديم الأزل من خلال المادة الثانية للدستور التي تنص علي أن مباديء الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع. عدم الاقصاء ويري «عصام شيحة» عضو الهيئة العليا لحزب الوفد ان حزب النور برجماتي يسعي لمصالحه الشخصية وسر الاهتمام به من جانب العقلاء في الأمة المصرية هو رغبة في عدم اقصاء التيار الاسلامي من الساحة السياسية علي اعتبار ان هناك ايمانا عميقا لدي القوي السياسية ان مصر بها أربع تيارات سياسية رئيسية هي التيار الليبرالي والقومي والاشتراكي والاسلامي وللاسف حزب النور فسر رغبة القوي السياسية في تواجده بأنه احتكر التيار الاسلامي وفي حقيقة الامر إذا اراد الحزب الانسحاب فلن يمنعه احد خاصة وأن لجنة الخمسين هي حوالي 45 عضوا مسلما يمثلون التيار الاسلامي والخاسر الوحيد هو حزب النور. وطالب «عصام شيحة» بضرورة ان يدرك العقلاء داخل حزب النور بأن ثورة 30 يونيو قامت ضد المشروع الاسلامي في مصر سواء الإخوان أو السلفيون والشارع المصري لا يمكن ان ينسي موقف حزب النور من ثورة 30/6 ولكن رغبة في توحد الامة والاجماع الوطني وانهاء المرحلة الانتقالية وافقت القوي المدنية علي تواجد حزب النور في الوقت الراهن. أما خالد داود المتحدث الرسمي لحزب الدستور فيري ضرورة لتواجد حزب النور ضمن لجنة الخمسين حتي تستطيع إلغاء فكرة ان التيار الاسلامي مستهدف في مصر وهي الفكرة التي يروج لها الإخوان. وأضاف انا لا أتعجب من يتمسك الحزب من بقاء المادة 219 المفسرة لمباديء الشريعة الاسلامية لأنها نابعة من مواقفه الفكرية. وأكد «خالد داود» أن الحزب يفكر بطريقة برجماتية واستطاع قراءة المشهد السياسي في مصر ورأي ان مشاركته كممثل للتيار الاسلامي أفضل من الانسحاب التام من الساحة السياسية بدليل مشاركته في خارطة المستقبل رغم كل التهديدات التي وجهت له من جماعة الإخوان واوضح ان حزب النور من حقه عرض وجهة نظره خلال مناقشات لجنة الخمسين ولكنه في النهاية لن يستطيع فرض إرادة علي باقي اعضاء اللجنة وسيتم الاخذ برأي الاغلبية هذه هي الديمقراطية.