اشتد الصراع على زعامة الحزب "الناصري"، مع تكثيف جبهتي سامي عاشور النائب الأول لرئيس الحزب، وأحمد حسن الأمين العام للحزب، لتحركاتهما واستقطاب أنصار لهما في المعركة على رئاسة الحزب المقررة قبل نهاية العام الحالي. وكثف سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب في الآونة الأخيرة من لقاءاته مع عدد من الشخصيات الناصرية، سواء من أعضاء الحزب أو أعضاء سابقين جمدوا عضويتهم، احتجاجًا على تراجع دور الحزب على الساحة السياسية، والانتكاسة التي مني بها خلال السنوات الأخيرة. ويسعى عاشور إلى العمل على استقطاب هؤلاء الأعضاء إلى جبهته، وتحميل مسئولية الانهيار الذي يعانيه الحزب على كاهل الأمين العام للحزب، بسبب افتقاده لأي دور سياسي وتركيزه على الدخول في صفقات مع الحزب "الوطني" الحاكم للحصول على مقعد هنا أو منصب هناك، على حد ما نُقل عنه. ويراهن عاشور في مساعيه لانتزاع رئاسة الحزب، على تأييد عدد من قيادات الحزب البارزين، أمثال أحمد الجمال والدكتور حسام عيسى والسفير أمين يسري، الذي جمد عضويته داخل الحزب اعتراضًا على قبول أحمد حسن للتعيين في مجلس الشورى، ضمن الأعضاء المعينين. ويعتزم عاشور القيام بجولات إلى جميع المحافظات، لتأمين دعم أكبر عدد من أعضاء الجمعية العمومية، فضلاً عن تركيزه على تنظيم عديد من الإفطارات الرمضانية لأعضاء الحزب، لترتيب الأوضاع والأعداد للجمعية العمومية القادمة. في المقابل، لن تقف جبهة أحمد حسن مكتوفة الأيدي إزاء محاولات عاشور، حيث تتبنى مخططًا لإفشال خططه لجذب مزيد من الأنصار خلال المرحلة القادمة، استنادًا إلى اتهاماته الموجهة لزعامة الحزب خلال الفترة الأخيرة وهجومه على ضياء الدين داود في وسائل الإعلام. ويتردد أن حسن يسعى إلى الدخول في صفقة مع الحزب "الوطني" لضمان فوز عدد من أعضاء الحزب في انتخابات مجلس الشعب القادمة المقبلة، لمساعدة الحزب على استعادة أرضيته في الساحة السياسية، ودحض اتهامات عاشور للجبهة بالوقوف وراء تراجع الحزب في الفترة الأخيرة. يذكر أن ضياء الدين داود رئيس الحزب لم يحضر إلى مقر الحزب المركزي بالقاهرة منذ ما يقرب من عام بسبب تردي حالته الصحية، وعدم قدرته على إدارة شئون الحزب، وهو ما أدى إلى تأجيج الصراع على خلافته.