اتهم عدد من مشايخ الطرق الصوفية، الشيخ عبد الهادي القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، بتوريط الصوفيين والأشراف من أبناء وأحفاد الحسن والحسين والمنتسبين لآل البيت في معارك مع السلفيين و"الإخوان المسلمين" لحساب النظام الحاكم والحزب "الوطني" الذي ينتمي إليه، مطالبين إياه بالتخلي عن عضويته للحزب، على غرار الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذي تقدم باستقالته من الحزب عقب تعيينه في مارس الماضي، لتفادي الانتقادات والاتهامات بتسييس قراراته. جاء ذلك في إطار ردود الفعل على الاتفاق الذي أبرمه القصبي، والسيد الشريف نقيب الأشراف مع مؤسسة "الأهرام" في الأسبوع الماضي لنشر الفكر الصوفي ومواجهة المد السلفي وتحجيم انتشار "الإخوان المسلمين" في الشارع المصري، والاتفاق على تنظيم مؤتمر دولي سنوي، بحضور ممثلين عن جميع الطرق الصوفية من مصر والبلاد العربية والإسلامية، على أن تتكفل المؤسسة بعملية التنظيم والتمويل. وأبدى الشيخ محمد عبد المجيد الشرنوبي، شيخ الطريقة البرهامية، استنكاره للاتفاق الرامي إلى مواجهة المد السلفي ومحاصرة انتشار الفكر الإخواني، مؤكدًا أن الصوفيين أعجز من أن يدخلوا في معارك مع السلفيين و"الإخوان"، حيث تنقصهم القدرة والآليات اللازمة لخوض الحرب ضد هذين الفصيلين، اللذين يعدان أكثر تنظيما وقدرة واستعدادا لخوض المعارك الفكرية، بالمقارنة بالصوفية الذين يغلب عليهم عدم الانضباط والتنظيم والتنظير، على حد قوله. وأشار أيضًا إلى الخلافات والنزاعات بين مشايخ الصوفية التي تجعل من تحقيق الهدف المشار إليه صعب التحقيق، واضعًا هذا في إطار ما اعتبرها محاولة من النظام الحاكم والحزب "الوطني"- من خلال مؤسسة "الأهرام" المملوكة للدولة- ل "جرجرة" الصوفيين لخوض معركة سياسية بالوكالة لحسابهما ضد السلفيين و"الإخوان"، رغم أن الصوفيين زاهدون في العمل السياسي. وتساءل الشرنوبي عن السبب الذي يجعل مؤسسة "الأهرام" تتكفل بالإنفاق على تنظيم مؤتمرات للصوفية؟، معربًا عن اعتقاده بأنها لا يمكن أن تُبرم هذا الاتفاق مع الصوفيين والأشراف دون أن يكون هناك توجيه سياسي من الدولة، في إشارة إلى سعيها توظيف الصوفيين لخوض المعارك بالوكالة الدولة ضد الفصيلين اللذين يمتلكان أرضية شعبية كبيرة بين المصريين. واتهم الشرنوبي مشايخ الطرق الصوفية ونقيب الأشراف، اللذين ينتميان للحزب "الوطني" وقام النظام الحاكم بتعيينهما فى منصبيهما، بأنهما يهدفان من تحركاتهما لمواجهة السلفيين والإخوان إلى التقرب بذلك من قيادات الحزب سعيًا إلى الحصول على رضاهم، في إطار تطلعهما إلى الحصول على عضوية مجلس الشعب القادم ضمن الأعضاء الذين يقوم رئيس الجمهورية بتعيينهم بالمجلس. وانضم إليه في الرأي الشيخ محمد الشهاوى رئيس المجلس الصوفي العالمي، مؤكدًا أن القصبي والشريف يبذلان جهودا مكثفة لشغل عضوية مجلس الشعب بالتعيين، حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة المؤسستين التي يرأسانها. وحذر من مغبة خوض الصوفيين معارك ضد السلفيين بالوكالة عن النظام والحزب الحاكم، حتى لا يثير فتنة تهدد الاستقرار بالبلاد، متسائلا عن سبب تحرك القصبي والشريف في هذا التوقيت مع اقتراب الانتخابات البرلمانية، رابطًا بين هذا الأمر وسعي النظام الحاكم إلى إبعاد "الإخوان" عن دخول مجلس الشعب الجديد، مستخدمًا في ذلك مشيخة الطرق الصوفية ونقابة الأشراف. وطالب الشهاوي بضرورة بتنحية شيخ مشايخ الصوفية ونقيب الأشراف عن العمل السياسي، مشددا على ضرورة الفصل بين السياسة والدين وأن يستقيل شيخ مشايخ الصوفية ونقيب الأشراف من الحزب "الوطني" ولجنة "السياسات" بالحزب، أسوة بما فعله الدكتور أحمد الطيب الذي استقال من عضوية الحزب بعد توليه مشيخة الأزهر.