دفع عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، عضو مجلس الشورى ثمن الانقسامات والصراعات داخل المجلس الأعلى للطرق الصوفية، بحرمانه من خوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة، بعد أن مُنع من تقديم أوراق ترشحه للمجمع الانتخابي بأمانة الحزب "الوطني" بطنطا، في حين سمح للسيد الشريف نقيب الأشراف بتقديم أوراق ترشحه عن دائرة أخميم بسوهاج. علمت "المصريون"، أن الحزب "الوطني" أعطى الضوء الأخضر للشريف بالتقدم بأوراق ترشيحه- الذي جاء في الساعات الأخيرة قبل إغلاق باب الترشيح- نظرا لما يتمتع به من شعبية كبيرة وقبول من قبائل وعائلات دائرة أخميم، كما أنه سبق وشغل عضوية مجلس الشعب لأكثر من دورة انتخابية، بالإضافة إلى نجاحه في قيادة نقابة الأشراف والسيطرة على الأمور فيها. في حين قابل الحزب بالرفض رغبة القصبي بالترشح عن دائرة طنطا. وأفادت مصادر مقربة من القصبي، أنه كان يسعى بقوة للحصول على ضوء أخضر من "الوطني" للترشح, وتقديم استقالته من عضوية مجلس الشورى في حال فوزه، إلا أن محاولاته باءت بالفشل لدى جهات نافذة بالحزب ردت على طلبه بالقول: "كفاية عليك الشورى". وعزت المصادر قرار حرمان القصبي من الترشح إلى الجدل المثار حوله في ظل الصراعات التي يشهدها المجلس الأعلى للطرق الصوفية رغم صدور قرار "رسمي" من رئيس الجمهورية بتعيينه شيخًا للمشايخ في أبريل الماضي، إلا أنه لم ينه حالة الانقسام بين قيادات الصوفية، وعجز عن توحيد صف المشايخ. ويواجه القصبي حملة يقودها عدد من مشايخ الصوفية، وعلى رأسهم الشيخ محمد الشهاوي والشيخ محمد عبد المجيد الشرنوبى للمطالبة باستقالته من عضوية الحزب "الوطني"، على غرار الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وضرورة الفصل بين الدين والسياسة وعدم توريط المشيخة العامة للطرق الصوفية في السياسة وحتى لا يستخدمها الحزب في تحقيق مآرب سياسية. من جانبه، بدأ الشريف نقيب الأشراف حملته الانتخابية في أخميم بسوهاج، بعد أن تقدم بأوراق ترشحه في اللحظات الأخيرة المخصصة للتقدم بأوراق الترشح, رافضًا في الوقت ذاته الاتهامات لرؤساء المؤسسات الدينية الأعضاء بالحزب "الوطني"، وعلى رأسها نقابة الأشراف ومشيخة الطرق الصوفية بالخلط بين السياسة والدين، مؤكدًا أن رئاسته لنقابة الأشراف لا تسلبه حقه القانوني والدستوري في ممارسة النشاط السياسي. وأكد الشريف أنه سيعمل في حال انتخابه عضوًا مجلس الشعب على خدمة آل البيت من المنتسبين لسلالة الحسن والحسين من خلال وجوده تحت قبة البرلمان, وأنه سيكرس جهده لخدمة أهالي دائرة أخميم دون تفرقة بين مسلم أو مسيحي أو منتسب للأشراف وآل البيت وباقي المسلمين.