هاجم الناقد الرياضي علاء صادق بشدة اللقاء الذي جمع في 17 سبتمبر الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، والقياديين الإخوانيين محمد على بشر وزير التنمية المحلية السابق، وعمرو دراج وزير التخطيط السابق, لبحث سبل الخروج من الأزمة الراهنة. وفي تغريدة له على حسابه بموقع "تويتر" في 18 سبتمبر، قال صادق, المعروف بتأييده للرئيس المعزول محمد مرسي, إن جلوس الإخوان مع هيكل "خيانة ومهانة"، خاصة بعد أن اتهمهم بحرق مزرعته علناً. وفجر صادق مفاجأة مفادها أنه لا يمكن للكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل, الذي وصفه بأنه العقل المدبر لما سماه "الانقلاب العسكري", أن يجلس مع قيادات الإخوان, إلا بترتيب مع وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي, نظرا لما تردد من أن هيكل هو من وضع الخطوط العريضة للبيان, الذي ألقاه السيسي في 3 يوليو الماضي, وتم بموجبه عزل مرسي. وكانت مصادر مطلعة داخل جماعة الإخوان المسلمين أكدت فى تصريحات خاصة ل"بوابة القاهرة" أن لقاء "الإخوان وهيكل" ناقش عرضا قدمه هيكل للجماعة يقضى بوقف الاعتقالات المستمرة منذ 3 يوليو الماضى وحتى الآن، والإفراج عن قيادات الجماعة، وإيقاف القرارات المتعلقة بتجميد أموالهم. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الدولة –وفق عرض هيكل- لن تصدر قرارات بحل الجماعة، وستسمح لها بالاستمرار فى العمل من خلال الجمعية الخيرية للإخوان المسلمين، التى أسستها الجماعة أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسى. وتابعت أن هذا العرض, الذى اعتبره هيكل "سخيا"، يأتى فى مقابل انخراط الجماعة فى الحياة السياسية وفق خارطة الطريق التى أعلنها السيسى فى 3 يوليو الماضى، ووقف التظاهرات والمسيرات اليومية، والاستعداد لخوض غمار الانتخابات البرلمانية القادمة. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن عرض هيكل تضمن اختيار عدد من قيادات الإخوان لتولى بعض الحقائب الوزارية، موضحا أنها لن تتجاوز ثلاث وزارات على الأكثر. وأكدت المصادر ذاتها أن هذا العرض لاقى رفضا قاطعا من بشر ودراج، وأكدا لهيكل أنه لا بديل عن الشرعية واستمرار التظاهرات، وهو الكلام الذى جعل الكاتب الصحفى يخرج غاضبا من الاجتماع. وكان هيكل قدم في 16 سبتمبر اعتذارًا ضمنيا لجماعة الإخوان المسلمين عن اتهامه لهم بحرق مزرعته ومكتبته في "برقاش", بالتزامن مع فض اعتصامي رابعة والنهضة. وجاء اعتذار هيكل عبر رسالة بعث بها إلى الكاتب الصحفي فهمي هويدي، ردًّا على مقال للأخير كشف فيه "كذب" ادعاءات هيكل وكذلك الإعلام المناوئ للجماعة، والذي ادعى بأن أوامر حرق مكتبته صدرت من رابعة العدوية، في إشارة إلى الإخوان. وكانت الشرطة المصرية ألقت القبض على المتهم بحرق مكتبة هيكل واتضح أنه "قهوجي" لا علاقة له بالجماعة، وتبين أنه مسجل خطر وصدرت ضده العشرات من قضايا السرقة ومن بينها سرقة مقر للشرطة, وهو الكشف الذي اعتبر "فضيحة كبيرة ما انفكت تلاحق هيكل والفضائيات التي تضامنت معه وخدمت على الأكذوبة". ووجَّه هيكل في ختام رسالته لهويدي - والتي نشرها الأخير بجريدة الشروق - الاتهام ل"الشيطان" بحرق مكتبته، وهي المرة الأولى التي لم يتهم فيها الجماعة بالاعتداء على ممتلكاته، ما اعتبر اعتذارًا ضمنيًّا ل "الإخوان"، منعه "كبرياؤه المعروف" من الاعتراف به صراحة.