تصدرت الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها دفع عملية السلام، وبحث سبل إنهاء الانقسام الداخلي المستمر على الساحة الفلسطينية منذ ثلاث سنوات، والقضايا الأخرى بالمنطقة، لقاء القمة بين الرئيس حسنى مبارك والرئيس التركي عبد الله جول الذي عقد بمقر رئاسة الجمهورية أمس. وكان الرئيس التركي شهد مع الرئيس مبارك أمس الاحتفال بتخريج دفعات جديدة من طلبة الكلية الحربية، قبل أن يتوجها إلى مقر الرئاسة بمصر الجديدة لعقد قمة ثنائية طغى عليها روح التآخي وإبراز دور التكامل في الموقفين المصري والتركي، ونفي ما يتردد عن وجود علاقة تنافسية بين البلدين المحورين بالمنطقة. وصرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد، أن مغزى زيارة جول لمصر في هذا التوقيت يعد رسالة واضحة على أن العلاقات بين البلدين علاقة تكامل وليس تنافس في الأدوار سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي. وأشار إلى إلي أن الرئيسيين بحثا العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا وسبل دعمها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية إضافة إلى القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتطرقت المشاورات إلى الأوضاع في العراق خاصة بعد قرب الانسحاب الأمريكي والعمليات التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني شمالي العراق وجنوبي تركيا، كما تناولت أيضًا الوضع في لبنان وإيران. وحين سئل عن رؤية مصر للتحالف الاستراتيجي الجديد بين تركيا وسوريا ولبنان والأردن رفض عواد ها الوصف بالتحالف، لكنني أستخدم نفس التعبير الذي استخدمته الأطراف المعنية ذات الصلة حيث أنشأوا مجالي تعاون إستراتيجي مثل المجلس الذي اتفق الرئيسان مبارك وجول على المضي في إجراءات توقيعه قريبا مجالس للتنسيق والتعاون الإستراتيجب برئاسة رؤساء الوزراء في هذه البلاد، معتبرًا أن أي تقارب تركي مع دول عربية شقيقة هو مكسب للجميع. ورجحت مصادر دبلوماسية أن تكون للقمة التركية المصرية تداعيات إيجابية على ملف المصالحة الفلسطينية، لاسيما أن زيارة جول لمصر سبقها لقاء عقد في دمشق بين خالد مشعل ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو تناول سبل دفع المصالحة الفلسطينية، ووصفه الأخير بأنه كان إيجابيا وقدم إشارة على مرونة في موقف "حماس" حيال الورقة المصرية. من جهته، قال السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق ل "المصريون" إن زيارة الرئيس التركي إلى مصر ستعيد الدفء للعلاقات المصرية التركية بشكل يصب في صالح العديد من قضايا المنطقة. وأعرب عن اعتقاده بأن التطورات الإيجابية على مسار العلاقات المصرية التركية، وتصريحات الجانبين حول تكامل الدورين المصري والتركي سيعطيان دفعة لملف المصالحة الفلسطينية، وأشار إلى أن هذا التفاهم يعطي فرصة لتحقيق انفراجة فيما يخص ملف المصالحة الفلسطينية.