لغة الأمة فى خطر إذن الأمة فى خطر..هذه حقيقة من الحقائق الحضارية والتاريخية الهامة لأن اللغه ليست الالفاظ والجمل ولكنها أعمق مكون فى تكوين الأمة وحجرالزاوية فى بنائها الفكرى الثقافى والعلمى والحضارى وهى مركز الدائرة فى وجودها. وحينما يتعرض أى مجتمع للغزو والاحتلال الذى يورث الهيمنةعلى مقدراتةواختراق خصوصياتة نجد أن أول أثار ذلك كله يكون فى الهوية والثقافة والفكروالادب والفن..وقد مثلت فرنسا نموذجا لذلك فى كل الاماكن التى احتلتها..والاحتلال الفرنسى كما يقول د حسين مؤنس أقذر احتلال لأنه لا يكتفى باحتلال الارض والثروات فقط بل يحتل العقول والافكار.والمغرب العربى والدول الافريقية تمثل حالةكاملة لهذا النموذج القبيح..على الرغم من أن فرنسا تعتبرالمس بسلامة اللغةالفرنسية انتهاكا للقانون وعدوانا على السيادة الوطنية .لأنه بضياع اللغه تضعف مكونات الكيان القومى والوطنى .لذلك يعتبرالبعض اللغة القومية قضية تمس(الأمن الحضارى)وتمس السيادة و الاستقرارالاجتماعى والوطنى..كل الدول الاوروبي تحمى لغتها بالقانون..وتعتبر أن انتشار لغاتها هو توسيع لنفوذها السياسى والاقتصادى وتنفق على ذلك أموالا كثيرة. مجمع اللغة العربية تأسس سنه 1934..للحفاظ على اللغة العربيةومواكبة التطورالعلمى الذى استحدث اشياء ما كانت اللغة تعرفها من قبل.وأيضا لمواجهة موجة غريبة كانت منتشرة وقتها لإلغاءالفصحى واستخدام العاميةمكانها فى الكتابة والتعليم .. والغريب أن هذه الدعوه الهدامة كان لها أنصار قد نفهم دوافع بعضهم كسلامة موسى ويعقوب صروف وفارس نمر ولويس عوض الذى ألف كتابا كاملا بالعامية (مذكرات طالب بعثة )لكنك تتعجب من أسماء مثل احمد لطفى السيد ومحمد فريد ابو حديد ومحمود تيموركيف كانوا يشايعون دعوة غريبة كتلك الدعوة على انهم تراجعوا ولم يلبثوا طويلا..إذ كان أمامهم فيها العقاد وشاكروشوقى وحافظ الذى ألف قصيدة جميلة تعتب فيها اللغة العربيةعلى قومها(رجعت لنفسى فاتهمت حياتى)والتى تتضمن البيت الجميل الذى يحفظه معظمنا من مقدمة برنامج لغتنا الجميلة للشاعر الكبيرفاروق شوشه (امين عام المجمع اللغوى) بصوت الاذاعية القديرة نادية صالح: انا البحر فى احشائه الدر كامن **فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتى. مجمع اللغة العربية لا يكف عن التاكيد على دورالاعلام العربى فى التزام اللغة العربية الصحيحة وعدم افساح المجال للعاميات التى تؤدى الى تفكيك المجتمعات العربية واضعاف اللغة العربية التى تمثل الرابطة القومية بين هذه المجتمعات والعمل المشترك للقضاء على التلوث اللغوى المنتشر حولنا .. الطريف والمدهش ان هناك قانونا صدرعام 1958 (يمنع ويحرم كتابه أسماء المحال والمتاجروالمنشأت التعليمية والسياحية والتجارية ومرافق الدولة والقطاع الخاص بلغة أوحروف أجنبية ويفرض كتابتها باللغةالعربية فاذا كانت موجهة للاجانب كتبت هذه التسميات بلغة اجنبية أصغرحجما تحت الكتابة العربية )مجمع اللغة العربية لا يكف عن المطالبة بتفعيل هذا القانون ولا مجيب...د.احمد جويلى وقت أن كان وزيرا للتموين أعلن أنه سيبدأ فى تطبيق القانون على المحلات وفى الاعلانات التجارية .. إلا اننا فوجئنا بخروجه من الوزاره وقيل أن هذا الأمر كان سبب خروجه ..ولعل الخبثاء من الثعالب الصغيرة همسوا فى أذن المعنيين بالأمرأن ذلك سبيدومن تأثيرات التيار الإسلامى وفى الخارج سيقولون وسيعيدون فيما يقولون..وأصحاب (محلات التنوير) سيقولون انها دعوة لأسلمة المجتمع وأن الدولة ضعفت أمام الاسلاميين..هم لا تعنيهم الدولة وقوتها فى تطبيق القانون(قانون 1958)أوغيره من القوانين ولا تعنيهم أية قوانين على الإطلاق هم فقط معنيون بالأساس بإبعاد شبح(الإسلام) من واقع الحياة!! المجمع فى إحدى المؤتمرات الأخيرة طالب (بالتصدى بكل قوة وحزم للدعوات المشبوهة بنشرما يسمى باللغة المصرية العامية فى وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك من خلال شبكة المعلوات الدولية والسينما والمسرح..)هناك قناة فضائية تذاع فيه نشرة الاخباربالعامية..ورغم ان التجربة ظهرت فى(ثوب من السخف القشيب) ومنفرة للغاية ..كما كتاب لويس عوض مذكرات طالب بعثة..إلا أنهم مصرون على الاستمرار.أنا أعلم طبعا ان المسأله لا تتعلق بموقف(أساسى)من الفصحى لانها مرتبطة بالاسلام والقرأن.لكن هذا لا يمنعنا من أن ننظر إلى المسألة ببعض الدهشة. أكد المجمع أيضا أنه على أتم استعداد للمشاركة فى برامج التدريب المقترحة للعاملين فى الإعلام..وشدد المجمع على ضرورة الاحتفاء بيوم اللغةالعربية فى أول مارس وأن يكون مقرونا بالعمل على مناصرتها والحفاظ عليها والتوعية بما تواجهه من تحديات.