سألتني الفتاة المقبلة علي الزواج وفي عينيها حيرة المحبين وبراءة الأسئلة البكر : هل يحبني خطيبي أم لا ؟ وكيف أعرف ؟ لا تنفرد وحدها بالسؤال ، فكل امرأة مهما كان عمرها أو وضعها يلح علي خاطرها هذا السؤال ، إنه أحد أسئلة الأنوثة الرئيسية ، وهو أهمها علي الإطلاق . السؤال الأول الذي يشغل الفتاة منذ الصغر : هل أبدو جميلة ؟ والسؤال الأخير الذي يشغل المرأة كلما تقدم بها العمر : كيف أحصل علي الأمان ؟ ولكن السؤال الأوسط هو الأهم : هل يحبني زوجي ؟ لأنها لو وثقت بحبه وتقديره له ،سيشعرها حبه بأنها أجمل الجميلات وفي كنف حمايته ستنام ملء عينيها آمنة مطمئنة . كلام الرجل مدخل هام لمعرفة شعوره ، فإذا عبر بصدق وصراحة عن حبه سعدت الزوجة واطمأنت ، ولكن هناك المجامل الذي يجيد استخدام الألفاظ المنمقة والخالية من المعني ، والعكس صحيح هناك أيضا من يمتلأ قلبه حبا ولا يعرف لسانه كيف يعبر ، سيظل الكلام وسيلة محببة وليست مؤكدة للوصول لقلب المرأة ، سيظل الترمومتر الداخلي للمرأة هو المقياس فقد تسعدها كلمة بسيطة جدا وليست عاطفية مثلا ( كيف حالك ؟ ) ولكن جاءت في وقتها وأحست هي من نبرة الصوت ولهفة العينين أنها تحمل عطر الحب الحقيقي . أفعال الرجل أكثر مصداقية وأهمية من أقواله ، الحب جوهره الاهتمام ، يهتم المحب بكل ما يخص حبيبه من تفصيلات ، ويحاول بالفعل أن يجلب الدنيا كلها لها ، حتي الحريص علي ماله تجده ينفق عن سعة لشعوره أن النفقة في محلها تماما مادامت ستسعد من يحب ، ومن لا يملك المال الكثير يتصرف في حدود إمكانياته ، يستبدل بوكيه الورد بوردة واحدة ، والهدايا الفاخرة بهدايا علي قد الحال والنزهات المكلفة بجلسة علي كورنيش النيل . تظهر المشاعر الحقيقية أكثر في أوقات الغضب والخلاف ، ولن تخلو علاقة من لحظات الغضب أو الخصام ، وهي ليست علامات سلبية بل هي علامة مؤكدة لصحة وقوة العلاقة ، علاقة الحب التي تخلو تماما من المشاكل هي علاقة فاترة جدا أو مفتعلة جدا وليست عميقة أو حقيقية ، يأتي الغضب غالبا بسبب الغيرة أو التجاهل أما الخصام فهو الوقت المناسب لتتضح أهمية الطرف الآخر في حياتك ، لو شعرت بالفراغ والوحشة والحنين فهذا هو الحب ، أما لو شعرت بالراحة النفسية وأن حياتك بدونه أفضل فالأمر يحتاج مراجعة . أمران ليسا في صالح علاقة الحب الوليدة في فترة الخطوبة أو الفترة المبكرة عقب الزواج ، محاولة السيطرة تماما علي الطرف الآخر اختبارا لحبه ، فهي علاقة تبادل محبة وسعادة وليست علاقة رق و إذعان ، ولا داعي للدلال الزائد وكلما اتسمت المعاملة بالرقي والعذوبة ازدادت قوة وعمقا . الأمر الثاني المرفوض محاولة انتزاع الطرف الآخر من أهله وأصدقائه ، وكأنها عملية تأميم أو نقل ملكية ، هذه المحاولات تخنق العلاقة الوليدة وقد تجهز عليها تماما ، الخطوبة هي مصاهرة ونسب بين أسرتين ، وهي أيضا إضافة عنصر جديد لهما وليست بالمرة خصما منهما ، الزواج توسيع لدائرة العلاقات الاجتماعية للطرفين وليس انتزاعا لشخص من جذوره . التعاون بين الطرفين علي طاعة الله ورسوله عنصر هام لإرساء أرض صلبة تستند إليها العلاقة وغرس نبتة زواجهما في أعماق الأرض لتنمو قوية ثابتة لا تهزها الرياح والزواج في الإسلام رابطة شرعية محكومة بضوابط محددة ( من ترضون دينه وخلقه )، احتياج المرأة الروحي ليس في الإسلام فقط ففي بحث أمريكي حديث تحدثت النساء عن احتياجاتهن الأساسية ( طعام وحب وصلاة ) الطعام كناية عن الاحتياجات المادية الأساسية للحياة والحب يشمل الإحساس بالجمال والمحبة والأمان أما الصلاة فهي الاحتياج الروحي الذي يدعم المرأة ، والمرأة برقتها وشفافيتها أكثر تدينا من الرجل وأكثر احتياجا لسياج صلب يحميها ويحصنها . سوف تعرفين مدي حب خطيبك لك إذا كان حريصا علي راحتك ومصلحتك ومحترما لأسرتك وسمعتك ، وللحب عطره الخاص الذي لا تخطئه فتاة مهما كانت ساذجة ، الحب هو ارتياح متبادل ووقت يمر سريعا ورصيد إنساني إضافي بلا توتر ولا نزاع ، وهو تلوين للحياة بألوان البهجة والفرح وإحساس داخلي بجمال الدنيا وروعتها . [email protected]