مفاجأة فجرتها إحصائية رسمية صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالأرقام.. 87 ألف مسئول مقترن بسكرتيراتهم في شركات الحكومة الرسمية منهم 57 ألفا حلالا و30 ألفا عرفيا وتظل هذه الزيجات في »سري جدا«.. فلا يخلو مكتب مدير في إحدي الشركات سواء صغرت أم كبرت إلا والضوء الأحمر رمز للسيادة فلا يعبره إلا واحدة، ولايطفئه إلا واحدة.. جميلة.. منظمة الأعمال.. كاتمة الأسرار.. الكل يعمل لزوزو ألف حساب شعلة نشاط.. ذهن متوقد.. بدونها العمل يتوقف.. السكرتيرة الخاصة للسيد المدير أما سر الضوء الأحمر الذي عرفناه من المسلسلات التي تتكلم عن واقع ملموس، أو من عزال المديرة أو من أصحابها. فلا يكاد يمر حديث عن سكرتيرة ومديرها إلا وتخرج آهات من بين ثنايا الحديث وقصص تحكي ألف ليلة وليلة بين المدير وسكرتيرته الفاتنة، وكم مرة خرج الضوء الأحمر.. زواج شرعي أم غير شرعي الأرقام لاتكذب ولا تتجمل.. الحكاية باتت ظاهرة آخذة في النمو بعد أن تحول القطاع العام إلي خاص وبات كل صاحب عمل يطلب سكرتيرة جميلة مثقفة.. تتقن اللغات ربما لايعرفها.. هذه هي المشكلة.. فماذا حلها؟ »آخر ساعة« توقفت أمام المفاجأة المذهلة ل 87 ألف سكرتيرة زوجة مديرها لتدق ناقوس الخطر وتحذر الزوجات للمديرين للانتباه قبل فوات الأوان وينطفئ الضوء الأحمر علي حكاية أخري بعض الأسئلة لترصد مدي تطور الظاهرة بين الزوجات وآثارها الاجتماعية الناشئة عن ذلك من الإحصائية. مع العلم أنه لا يتجاوز عدد الزيجات التي يتم الإعلان عنها وفق الإحصائية 5٪ فقط من إجمالي الزيجات التي تتم بين السكرتيرات ورؤسائهن في العمل. الدراسة بررت الظاهرة إلي وجود سببين رئيسيين، الأول: متعلق بالزوج، والثاني: خاص بالسكرتيرة التي تقرر الزواج من رئيسها في العمل رغم فارق السن وعلمها بزواجه، خوفا من شبح العنوسة الذي يفترس 9 ملايين فتاة وشاب بحسب تقارير رسمية . كما أوضحت أن ارتفاع المستوي المادي للمسئول يجعله قادرا علي تحمل نفقات الزواج الثاني ومتطلباته دون أن يقصر في التزاماته نحو زوجته الأولي ومتطلبات بيته .. ويعتبر المسئول صيدا ثمينا لبعض من الفتيات الباحثات عن المال والنفوذ والمركز المرموق بغض النظر عن اعتبارات السن وما إذا كان متزوجا ولديه أولاد. »آخر ساعة« طرحت علي السيدات "هل تخافين علي زوجك من السكرتيرة التي تعمل معه؟" أجابت مني أحمد 27 عاما أن زوجها يعمل رجل أعمال ولديه سكرتيرة ولكنها لا تخشي علي زوجها من هذه الفتاة لأن زوجها لا يميل إلي الطبيعة التعددية ، كما أنه رجل متدين علي حد تعبيرها وبالتالي فهي تثق فيه لأبعد الحدود وأضافت أنه طالما المرأة تملأ حياة زوجها فلا خوف عليه من أي فتن خارجية بينما رفضت سهي إسماعيل 32 عاما أن يكون لزوجها سكرتيرة نظرا لخوفها من هذا المفهوم حيث أنها تري أن أفضل سكرتيرة لزوجها أن تقوم هي بنفسها بهذا الدور. وأوضحت أن الدراما المصرية هي السبب الرئيسي في انتشار المخاوف من السكرتيرة لأن النهاية تكون عادة الزواج من مديرها أسس وقواعد فيما تري سعاد محمد 35 عاما أن اختيار السكرتيرة يجب أن يتم بناء علي أسس وقواعد سليمة وبناء علي معايير أخلاقية قبل أن تكون معايير مهنية حتي لا يكون هناك شك دائم من الزوجة علي زوجها وتتحول حياتها إلي جحيم ومن ناحية أخري ، تري إيمان القماح أستاذ الاجتماع جامعة عين شمس إن انتشار هذه الظاهرة ترجع إلي عدة أسباب أهمها انتشار العنوسة داخل المجتمع المصري خاصة في ظل تدني المستويات المعيشية في المجتمع مما يجعل الزواج أمرا صعبا في الأيام الحالية ، وبالتالي يجعل الفتاة دائما ما تبحث عن الحب في محاولة لإيجاده بغض النظر عن الشخص الذي سترتبط به هذه الفتاة وهل يناسبها سواء من الناحية الاجتماعية أو في فارق العمر بينهما فتكون هنا الفتاة لا شاغل لها سوي إيجاد الحب والزواج فقط مهما كانت النتائج التي تنتظر هذا الزواج من فشل محتوم.. وأضافت أن الإحصائية التي رصدها المركز ما هي إلا إثبات لأرض الواقع والتي تؤكد سوء الأحوال التي آل إليها مجتمعنا فالزواج لم يعد مثل ما كان عليه في الماضي يتم علي أسس سليمة ووفقا لقواعد معينة ولكن سوء ما وصل إليه المجتمع جعلنا نصل إلي هذه المرحلة. وعلي صعيد آخر ، تري نادية رضوان – أستاذ علم الاجتماع جامعة قناة السويس -إن الزوجة عليها العامل الكبير في أن يكون الرجل علي علاقة بغيرها لاسيما إذا كانت سكرتيرته خاصة إذا كانت هذه الزوجة مهملة في نفسها. ولا ننسي أن هناك عاملا أكبر يقع علي الزوج وحسب شخصية هذا الزوج الذي عادة ما يكون أمام خيارين إما أن تكون شخصيته هادئة وثابتة وراسية ولا يهتم بأي إثارات خارجية قد يتعرض لها من أي نساء أخريات غير زوجته لأنه متزوج امرأته عن اقتناع وحب ولا يمكن أن ينظر لامرأة غيرها لأن هذا الرجل يكون ذا عقلية ناضجة وعلي قدر كبير من التدين فلا يكون ذا طبيعة مزواجة وهناك علي النقيض الرجل ذو الطبيعة التعددية الذي يميل إلي الجمع بين أكثر من زوجة لأنه بطبعه خائن. أنواع الرجال وأضافت أن الرجال أنواع كل يتصرف حسب طبيعته هناك الرجل المخلص والذي يكون ولاؤه عادة لزوجته فقط وهناك الرجل الخائن الذي تجري جينات الخيانة في دمه وحذر أنور عطية – أستاذ علم الاجتماع جامعة المنصورة - من الخلافات الزوجية لأنها عادة ما تكون منشطات غير منعشة للحياة الزوجية. . بالإضافة إلي أن تبتعد المرأة عن كونها لحوحة كثيرة السؤال الفضولية الطبع تدفع بالزوج للهرب من البيت. وأشار إلي أن الدراما المصرية قد تناولت هذه القضية بشكل شائك وألقت عليها الضوء كي تكون بمثابة توعية ومثال حي لكل امرأة كي تحرص علي زوجها من براثن سكرتيرته .