طلبت قرغيزستان مساعدةَ روسيا اليوم السبت، لوقف الصراع العِرْقي الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 62 شخصًا وأحرق مناطق من ثاني كبرى مدنها فيما يمثل أسوأ أعمال عنف منذ الإطاحة بالرئيس في أبريل الماضي. وقالت الحكومة المؤقتة في قرغيزستان التي تستضيف قاعدتين عسكريتين إحداهما أمريكية والأخرى روسية: إنّها عاجزة عن منع العصابات المسلحة من إحراق المنازل والشركات التابعة للأوزبك في أجزاء من أوش، حيث استمرت المعارك بالأسلحة النارية طوال الليل. وقالت رئيسة الحكومة المؤقتة روزا اوتونباييفا للصحفيين: "نحتاج تدخل قوات مسلحة خارجية لتهدئة الوضع.. "لقد ناشدنا روسيا المساعدة ووقعت بالفعل مثل هذا الخطاب للرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف." وأضافت أوتونباييفا أنّ أوش تواجه أيضًا أزمة إنسانية؛ لأن الطعام ينفد، وذكرت أن حكومتها قررت فتح الحدود إلى أوزبكستان للسماح بفرار الأوزبك رغم أنه لم يتضح بعد من يسيطر على الحدود. وأعلنت قرغيزستان الجمهورية السوفيتية السابقة التي يسكنها 3 ر5 مليون نسمة حالة الطوارئ في أوش وفي عدة مناطق ريفية محلية يوم الجمعة بعد أن اشتبك مئات الشبان بالأسلحة والقضبان الحديدية وقنابل البنزين. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية رحمة الله أحمدوف عن العنف المندلع في مدينة أوش "شوارع بأكملها تحترق"، وأضاف: "الوضع بالغ السوء ولا مؤشر على توقفه، النار مشتعلة في المنازل." وذكرت متحدثة باسم وزارة الصحة القرغيزية أن ما لا يقل عن 62 شخصًا قتلوا وأصيب 790 شخصًا بجروح في العنف الذي اندلع في القاعدة الجنوبية التي كان يستقي بها الرئيس السابق كرمان بك باقييف قوته قبل أن تطيح به ثورة شعبية في أبريل. وتعانِي قرغيزستان التي حصلت على الاستقلال مع انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 من الاضطرابات منذ أطاحت ثورة بباقييف في السابع من أبريل وأججت المخاوف من اندلاع حرب أهلية. وسيطر أنصار باقييف- الذي يعيش حاليًا في المنفى بروسياالبيضاء- لفترة وجيزة على مبانٍ حكومية في الجنوب في 13 مايو في تحد للسلطات المركزية في بشكك. واتهمت اوتونباييفا انصار باقييف - وهو قرغيزي مثلها - بتأجيج العنف لعرقلة خطط حكومتها إجراء استفتاء وطني يوم في 27 يونيو للتصويت على إجراء تعديلات في الدستور. ويمثل التوتر العرقي مصدر قلق دائم في وادي فرغانة على الحدود بين قرغيزستان وأوزبكستان، وفي حين يشكل الأوزبك 14.5 في المائة من العدد الإجمالي للسكان القرغيز تتساوى الجماعتان تقريبًا في أوش. والاشتباكات الأخيرة هي أسوأ مصادمات بقرغيزستان منذ إراقة الدماء عام 1990 عندما أرسل الرئيس الروسي في ذلك الوقت ميخائيل جورباتشوف قوات سوفيتية بعدم مقتل مئات الأشخاص في اشتباكات بين القرغيز والأوزبك في أوش والمناطق المحيطة بها. وفي 19 مايو قُتل شخصان وأصيب 74 في اشتباكات بين القرغيز والأوزبك في مدينة جلال آباد، وفي اليوم نفسه قالت اوتونباييفا: إنها ستحكم البلاد حتى نهاية 2011 ملغية خططًا لإجراء انتخابات رئاسية في أكتوبر المقبل.