بشكيك واشنطن وكالات الأنباء: استمرارا لتداعيات الازمة السياسية المشتعلة في قرغيزستان,حذر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف من ان قرغيزستان تقف علي شفا حرب اهلية و قد تتحول الي افغانستان اخري. وقال ميدفيديف في كلمة ألقاها في مركز ابحاث في واشنطن اعتقد ان قرغيزستان علي شفا حرب اهلية, وان خطر انقسامها الي شطرين, شمالي وجنوبي, هو خطر قائم بالفعل. واضاف علي بعض القادة السياسيين في قرغيزستان ان يتخذوا قرارات بشأن مستقبلهم, في اشارة ضمنية الي الرئيس المخلوع باكييف. ورفض ميدفيديف ما تردد حول غضب موسكو من قرار باكييف بالابقاء علي القاعدة الامريكية ماناس في قرغيزستان قائلا بلهجة ساخرة كيف يمكن لروسيا ان تعارض قرارات احدي الدول السوفيتية. وكانت روسيا قد عرضت اعانة قدرها150 مليون دولار ومساعدة نفطية علي الحكومة القرغيزية الجديدة حسبما اعلن المبعوث الروسي الذي زار بشكيك قبل بضعة ايام. ومن ناحية أخري, اعلن روبرت بليك مساعد وزيرة الخارجية الامريكية و مبعوث الولاياتالمتحدة الي قرغيزستان ان واشنطن مستعدة لتقديم المساعدة للحكومة المؤقتة في قرغيزستان وذلك بعد اسبوع من سيطرة المعارضة علي السلطة عقب الاحتجاجات العنيفة المطالبة بالاطاحة بالرئيس كرمان بك باكييف. وقال بليك خلال اجتماعه بعدد من مسئولي الحكومة القرغيزية المؤقتة أمس انه يشعر بالتفاؤل حيال الخطوات التي اتخذتها الحكومة المؤقتة و ان الولاياتالمتحدة مستعدة للمساعدة.و اضاف بليك انه لم يتم التطرق خلال محادثاته مع القادة القرغيزيين الي الحديث عن مستقبل القاعدة الامريكية ماناس في العاصمة بشكيك. ولا تزال سياسة الشد و الجذب مستمرة بين الرئيس القرغيزي المخلوع كرمان بك باكييف وقادة المعارضة الذين سيطروا علي الحكم في البلاد,حيث جدد باكييف امس استعداده للاستقالة اذا ضمنت الحكومة المؤقتة سلامته هو وعائلته. وقال باكييف للصحفيين في جلال اباد انني لا أتشبث بمقعدي ولم أقل انني لن أتنحي تحت اي ظرف ولكن ما قلته هو انه اذا حلت القضايا المتعلقة بسلامتي الشخصية وسلامة افراد اسرتي واذا كان هناك استقرار في قرغيزستان فانني سأكون مستعدا حينئذ للتفكير في هذه المسألة. وردا علي اعلان باكييف, قالت رئيسة الحكومة المؤقتة روزا اوتونباييفا في تصريحات نقلتها هيئة الاذاعة البريطانية بي. بي. سي إن حكومتها علي استعداد لضمان سلامة الرئيس المخلوع في حال مغادرته البلاد, لكن دون تقديم ضمانات بسلامة أسرته التي تتهمها الحكومة المؤقتة بالتورط في أعمال فساد. وفي الوقت نفسه, اعلنت اوتونباييفا انها لن تتنازل عن المطالبة بالاطاحة بالرئيس باكييف و لن تقبل باي مساومات في هذا الشأن.و طالبت اوتونباييفا في الوقت نفسه بمحاكمة باكييف لما تسبب فيه من إراقة دماء ضحايا الاحتجاجات التي اطاحت بحكومته وقالت ان الرئيس المخلوع تعدي حدود الحصانة التي كان يتمتع بها عندما امر باراقة الدماء والان يجب ان يمثل امام القانون لمحاسبته علي جرائمه, علي حد قولها. وعلي النقيض, ذكرت وكالة انباء اسوشيتد برس ان اوتونباييفا أبدت للمرة الاولي منذ سيطرة المعارضة علي السلطة عن استعدادها للتفاوض مع الرئيس المخلوع. وجاءت تصريحات اوتونباييفا عقب اجتماعها امس مع المبعوث الامريكي روبرت بليك حيث تعهدت بالنظر في مسألة التفاوض مع باكييف.