مرةً أُخرى يرفع أخي الشيخ جلال الشرقي مجدُ البحرين وذكرها...مرةً أُخرى يعودُ التاريخ ليُسجّل من جديد أنّ الخليج العربي والبحرين تنبض بفلسطين وأنّ تاريخها العروبي والإسلامي العريق واللصيق بأهلنا في فلسطين لا يزال متصلاً بعهدها ومنذ أوائل حركة النهوض في سبيل تحرير فلسطين في الثقافة العربية المعاصرة . كان الشيخ الجليل الذي رَكَزت صورتُه فوق منابر غزة بعد دخوله في زمن وقف النار بعد العدوان رمزاً في وجدان أهل البحرين وأهل الخليج وقد بدا حاضراً فوق مقاعد التحية لحفل التوديع لمغادرة إحدى سفن الأسطول وكانت ابتسامته المشرقة وبحرينيته الأصيلة تَطّل عبر التلفاز ولم نكن نعلم أن الشيخ وإخوانه الأبطال خالد بو جيري ويوسف محمود وحسن مراد قد عزموا على الالتحاق بالسفينة الثانية ونحن إذ نحمد الله على سلامتهم وعودتهم للوطن لنؤكّد حجم ما أدته هذه الرسالة العظيمة في حركة التضامن التاريخية لأسطول الحرية ووقع سِجّل المشاركة فيها من كل دولة من شركاء الحرية التي أضحت هذه المناسبة لكل قُطر مدعاةً للفخر والاعتزاز بأبنائها . ونخص الوفد المصري في الاسطول بعاطر التحية والتقدير للرمزية التي تحملها مصر في قلوب العرب تذكيراً بان هذا الوفد المصري في اسطول الحرية والقافلة المباشرة التي تصدرها العائد من قلب البحر د محمد البلتاجي وعبرت الى غزة من رفح هذه القافلة من برلمانيي الشعب المصري هي واجهة مصر وهوية مصر وشهامة مصر في قلب العرب , حتى مع منع شاحنات التبرع فتبقى الرسالة كبيرة في وجداننا للبطل البلتاجي وكل مصري فوق اسطول الحرية ضم الشهيد التركي في وسط البحر فكبر الموج للشهداء من خط بارليف حتى غزة ليربط العبور بالعبور وغداً سيسقط خط العزل الأخير كما سقط خط العزل الأول لتبقى مصر كما عرفناها في المقدمة . ونعيدُ التحية لهم جميعا ولكل أبناء الخليج العربي ووفد الكويت المبارك بقيادة د وليد الطبطائي والأخت العظيمة التي أوقفت شبابها لأجل فلسطين هيا الشطي وكل أبناء الأسطول من الوطن العربي والإسلامي والعالم الحر على اختلاف دياناتهم وأعراقهم , وأقف مجدداً كما وقف غيري بل كما وقف التاريخ للعثمانيين الجدد أقف امتناناً وخجلاً في نفس الوقت من هذه التضحيات والروح التي بُذلت رخيصةً في سبيل الله وفلسطينوغزة المحاصرة وهي غالية لدى أهلها ولدينا , أقفُ إجلالاً لتلك المقاومة المدنية بالأيدي والأجساد المجردة التي وقفت في وجه الصهاينة الإرهابيين فأمطرهم الجبناء بوابل من الرصاص الحي وهم عُزّل مضت أرواحهم تهتف بالشهادة ومضى التاريخ يُسجّل لعنتُه على الصهاينة الإرهابيين . إنني أهنيء إخواني بشرف هذه الرفقة مع شهداء الحرية الأتراك و أهنيء اهل الخليج وخاصة الكويت والبحرين و أن عَلمَيهما بأبنائهم البررة قد خَفق في معيةِ وشراكةِ هذه العملية التاريخية التي أضحت باعتراف العالم مقدمة الطريق لكسر الحصار الظالم الجائر , و إن خدمة فلسطين يا أبناء الخليج العربي هي عبادةٌ شرعية وشرفٌ نضالي وعروبي وهي خدمة لقضايا الوطن القومية والإستراتيجية وراياته الإسلامية حين يُسجّل التاريخ ويتناقل العالم الحر ويوثّق ما جرى فيُثبت في سِجّله كانت البحرين واهل الخليج هناك في غزة ولأجل غزة هاشم ...وعند الله الأجر الأعظم والأكبر لمن خرج في سبيله وسبيل المستضعفين .