السيسى نجح فى منح عشرات الملايين من المواطنين شعورًا بالأمن والانتماء وفى شهر واحد حقق الكثير الشرعية التى طلبها السيسى من الشعب ستساعده أمام واشنطن التى تبحث منذ فترة طويلة عن رجل لها فى مصر مراكز القوى موجودة بيد الضباط والاستخبارات والشرطة والقضاء إلا أن مصدر القوة الأساسى للجيش هو الشعب كيف سينجح السيسى فى التعامل مع تحديات كثيرة على رأسها الوضع الاقتصادى غير المستقر؟ ماذا سيحدث للشرعية الشعبية الواسعة إذا اكتشف المواطن المصرى أن مستقبله محاط بالغموض ولا توجد سبل للعيش؟ لقد تدفقت الجماهير المصرية للميادين لدعم السيسي ولم يفعلوا ذلك بالأمر بل برغبتهم وإرادتهم وأعدادهم أكبر من مؤيدي مرسي. في أعقاب مذبحة رفح أدرك السيسي أنه إذا لم يفعل شيئًا قد يستيقظ ذا صباح ويجدوا أن أجزاء واسعة من سيناء انتقلت لحماس حركة الكماشة بين الإخوان في القاهرة وحماس بسيناء حظيت بدعم مالي من قطر وتحولت لمثلث خطر بالنسبة للضباط عاصفة الصحراء تدار بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي وبتصديق من حكومة تل أبيب وهذه إجراءات خارجية ضد عدو مشترك النتائج العملية للتعاون رآها مواطنو رفح والعريش عندما علموا فجأة أن سلاح الجو المصرى لديه طائرات من نوع الأباتشي "أحداث الأسابيع الأخيرة أبرزت الجنرال السيسي ليكون القائد المقبل في مصر"، هكذا بدأت صحيفة "جلوبز" الإسرائيلية تقريرًا لها أمس، لافتة إلى أن تلك الأيام هي أيام مولد قائد جديد في مصر، اسمه عبد الفتاح السيسي. وأضافت أنه من غير الضروري البحث عن معلومات سرية عنه أو عن طريق القادة الأمريكيين الذين التقوه، يكفي تعقب التصريحات العلنية له لملاحظة أن الرجل خلق من مادة رؤساء الدول، بعد عامين ونصف منذ الإطاحة بمبارك لم تظهر في مصر شخصية مثله، نجحت في منح عشرات الملايين من المواطنين شعورًا بالأمن والانتماء. وأضافت: "هذا ما استطاع أن يحققه السيسي قائد الجيش المصري في شهر واحد فقط، خلع الرئيس والإخوان من مراكز التأثير التي وصلوا إليها، أغلق وسائل إعلام محسوبة على الإخوان، وأعلن عليهم حربًا شاملة فيها بالميادين، وذلك عندما دعا الملايين للخروج للشارع والتعبير عن تأييدهم لخطواته، وحظي باستجابة مثيرة للإعجاب". وقالت الصحيفة إنه في خطوة نادرة من التأييد الشعبي، منحت غالبية الشعب المصري دعمًا للسيسي لمواجهة مؤيدي الرئيس المخلوع محمد مرسي، في ظل الحاجة لاستعادة النظام، لافتة إلى أن الشرعية التي طلبها السيسي من الشعب ستساعده أمام واشنطن، التي تبحث منذ فترة طويلة عن رجل لها في مصر، بل إن السيسي أعلن عن عاصفة الصحراء العملية العسكرية الموسعة ضد المتطرفين الذين يهددون بفصل سيناء عن قبضة نظام الحكم المركزي في القاهرة. ولفتت "جلوبز" إلى أن مراكز القوى موجودة اليوم في يد الضباط، ومنظومة الاستخبارات والشرطة والمنظومة القضائية، كذلك غالبية وسائل الإعلام في أيديهم، إلا أن مصدر القوة الأساسي للجيش في تلك الأيام هو الشعب. وأشارت إلى أنه برغم الشعوب بالانتصار إلا أن نظام حكم الضباط يحارب معارضة عنيدة لم تقل كلمتها الأخيرة بعد، كما أن هناك أسئلة وجودية تنتظر هؤلاء الضباط منها على سبيل المثال كيف سينجحون هم والسيسي في التعامل مع تحديات كثيرة على رأسها الوضع الاقتصادي غير المستقر، ماذا سيحدث للشرعية الشعبية الواسعة، إذا اكتشف المواطن المصري أن مستقبله محاط بالغموض ولا توجد سبل للعيش. وقالت إن أحداث الأسابيع الأخيرة في مصر هي درس للإسرائيليين الذين قالوا إن مصر وقعت في يد الإخوان بعد رحيل مبارك، لقد تدفقت الجماهير المصرية للميادين لدعم السيسي ولم يفعلوا ذلك بالأمر بل برغبتهم وإرادتهم، أعدادهم كانت أكبر من تلك الخاصة بمؤيدي مرسي الذين دعوا لإعادته لقصر الرئاسة بحجة انتخابه بشكل ديمقراطي، لقد أثبت الشعب المصري أن الاتجاه الديني لدى الإخوان لا يلعب دورًا مركزيًا عنده ولا يخلب لبه، فالمواطن يريد استقرارًا ورزقًا ومستقبلًا مضمونًا. وبعنوان فرعي "إجراءات خارجية ضد عدو مشترك"، قالت الصحيفة العبرية إنه قبل عام وفي أعقاب مذبحة 16 شرطيًا مصريًا في رفح على يد المتطرفين، أدرك السيسي ورجاله أنهم إذا لم يفعلوا شيئًا ما على الفور، فإنهم قد يستيقظون ذا صباح ويجدوا أن أجزاء واسعة من سيناء انتقلت إلى قبضة حماس، وكشفت لهم التحقيقات أن الذراع العسكرية للأخيرة يقف وراء العمل الإرهابي، مضيفة أن حركة الكماشة بين الإخوان في القاهرة وحماس بسيناء حظيت بدعم مالي من حكومة قطر، وتحولت إلى مثلث خطر بالنسبة للضباط. وأضافت أن خلع الإخوان المسلمين من قصر الرئاسة أدى إلى خلع تأثير قطر المتزايد على السياسة المصرية، وعلينا أن نتخيل كيف كان شعور الضباط عندما بعث رجالهم لإغلاق استديوهات قناة الجزيرة في القاهرة، ومنذ هذا الوقت لم تعمل أطقم المحطة على أرض مصر. واختتمت تقريرها بالقول إن عملية عاصفة الصحراء التي تقوم بها القاهرة ضد مسلحي سيناء تدار بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي وبتصديق من حكومة تل أبيب، لقد عاد الجيشان للتنسيق بينهما وعلى المستويات العالية جدًا فهذه إجراءات خارجية ضد عدو مشترك، موضحة أن النتائج العملية لهذا التعاون رآها مواطنو رفح والعريش الأسبوع الماضي عندما حلقت مروحيات حربية مصرية فوقهم، هناك وفي قطاع غزة علموا فجأة أن سلاح الجو المصري لديه طائرات من نوع الأباتشي.