رفضت القوى الإسلامية، إعادة إدارات الأمن السياسي والأمن الديني لجهاز الأمن الوطني (أمن الدولة سابقًا) كما أكد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، معتبرو أن هذا المسعى يشكل ردة على أهداف ثورة 25يناير وعودة للدولة البوليسية مجددًا، مشددة على أن "إرادة الشعب لن تمرر هذا المخطط الخبيث لتكريس الديكتاتورية وزوار الفجر". وقال الدكتور سعد عمارة، عضو الهيئة العليا لحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين"، إن "تصريح وزير الداخلية يعد إحدى حلقات الثورة المضادة ومسعى لإعادة عقارب الساعة للوراء ما يقرب من 60 عامًا". ورأى أن "إعادة هذه الأجهزة للأمن الوطني يؤشر لدخول البلاد لنفق مظلم واغتيال كل قيم الحرية والديمقراطية التي كرستها ثورة يناير وعودة النظام القمعي بكل آلياته". فيما اعتبر حزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية ل "الجماعة الإسلامية" أن هذه التصريحات تعكس أجواء الاستبداد والقمع، وبل إنها تجهض جميع مكتسبات ثورة يناير وتعيد الاعتقالات وزار الفجر والاعتقالات وكتم الأنفاس، بحسب تأكيدات خالد الشريف المستشار الإعلامي للحزب. وقال الشريف، النظام الجديد يريد أن يعيش على أنقاض ثورة يناير، مرجحًا ألا تنجح هذه المساعي بفضل الوعي الكبير لشعب مصر الرافض لجميع خطوات الدولة البوليسية بشكل أكثر بشاعة من دولة مبارك. ونبه إلى أن شباب مصر في ميداني رابعة والنهضة سيتصدون لهذه المحاولات بكل ما أوتوا من قوة وسيعلمون على إعادة الوجه الماضي لثورة 25 يناير التي اشتعلت ضد استبداد أمن الدولة. فيما رأى محمد أبوسمرة، الأمين العام ل "الحزب الإسلامي"، الذراع السياسية ل "جماعة الجهاد"، أن استشهاد ما يقرب من 200مواطن في محيط النصب التذكاري فجر السبت بدم بارد وإعلان وزير الداخلية عن عودة الأمن السياسي لجهاز الأمن الوطني يؤكد وفاة ثورة 25يناير وعودة نظام حسني مبارك بكل أركانه. ودلل بتصريحات سابقة للفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع عندما أكد أن تدخل الجيش في السياسة سيعيد مصر أربعين عامًا للوراء بشكل يطيح بكل مكتسبات ثورة 25 يناير. واعتبر أن تصريحات وزير الداخلية تناقض كل ما تحدث به من أن الشرطة استوعبت الدرس ولن تكون طرفًا في صراع سياسي وهو ما أثبتت مجزرة رابعة زيفه. ووجه أبو سمرة رسالة لمن أسماهم رفقاء التيار الإسلامي في الثورة "6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، بالقول: السجون ستكون مشرعة أمام الجميع وإذا صممتم الآن على إبادة هذا التيار فالدور سيأتي عليكم لاحقًا وسيسيطر نظام مبارك على جميع مفاصل الدولة وسيعود معه البلطجية وزوار الليل مجددًا. من جانبه، أكد الدكتور يسري حماد، نائب رئيس حزب الوطن، أن الرسالة التي وجهها وزير الداخلية بعودة جهاز أمن الدولة تظهر الوجه القبيح للانقلاب، وأن ما حدث كان ردة لما قبل 25 يناير ومسعى للإجهاز عليها وإعادة الدولة البوليسية القمعية بشكل واضح.