هذه الرسالة أعتقد أنها تكشف لنا جوانب مؤسفة عن الطريقة التي تدار بها السياحة في مصر ، ونظرا لطولها النسبي أترك القارئ الكريم مع سطورها ، فهي كافية : السيد المحترم .... تحية وتقدير لأشخاصكم الكريمة ولمواقفكم الرائعة فى خدمة الوطن والعروبة والإسلام, وتحية غالية لجميع العاملين بصحيفتكم الغراء التى تعد من علامات الصحافة المصرية ودرة تاجها, ودعاء للمولى عز وجل بأن يجعل أعمالكم فى ميزان حسناتكم يوم القيامة. أما بعد فاننى من قراء صحيفتكم الغراء, ومن المعلقين على موضوعاتها بإسم (محمد بدر), ويشرفنى ذلك, ولأنى من المهتمين بصفحات الإنترنت لغة العصر, ولأنى من المهتمين بالوجود الإسلامى على الشاشة العنكبوتية فقد اعجبت كثيراً بأحد المواقع الذى ينشر مجاناً ملفات تصور بعض الأماكن الإسلامية فى كل من السعودية و تركيا و سوريا و اليمن بصورة بانورامية ثلاثية الأبعاد, (http://www.3dmekanlar.com/sites.html), والموقع كما ستشاهدونه لاتوجد به أى إعلانات تجارية فهو يعتمد على تمويل ذاتى كما سأشرح لاحقاً, وكان أن قمت بتنزيل معظم الملفات الموجودة بالموقع, وخصوصاً لبلاد الحرمين, و لقد أصابتنى الغيرة فلماذا لا يكون هناك صور مماثلة للمعالم الإسلامية بالقاهرة على هذا الموقع وبنفس تلك الجودة المبهرة, فمع تقديرى الشديد لجميع الدول المذكورة فإن هناك معالم إسلامية متميزة فى بلدى ربما تفوق فى إهميتها وجمالها ما هو موجود بالموقع؟؟؟ وبعد رسائل إليكترونية متبادلة مع الموقع, قمت بتجميع ملف عن الأماكن الإسلامية الموجودة فى القاهرة والتى تصلح للتصوير البانورامى الثلاثى الأبعاد, سواء من حيث الشكل أو الحالة الإنشائية أو الأماكن المحيطة بها حيث يتطلب التصوير توافر بعض الشروط الفنية تخص الموقع ذاته,,, وخلال فترة قصيرة وبعد التعاون مع الموقع فى ترجمة بعض الملفات من اللغة الإنجليزية للغة العربية, وذلك لإصدار النسخة العربية الأولى للموقع, والتى تم إصدارها بالفعل مع النسخة التركية, قام المسئول عن الموقع بإرسال رسالة برغبته فى الحضور للقاهرة و أخذ لقطات لمعالمها الإسلامية, وكذلك لأهرامات الجيزة,وذلك بالرغم من أن سياسة الموقع هى تصوير الأماكن الإسلامية فقط, ولكن الآثار المصرية ومنها الأهرامات تعتبر من المواقع الهامة التى يحرص المسلمين حول العالم على مشاهدتها, وبشرط ألا يقوم بتصوير أى تماثيل أو رسوم بشرية وخصوصاً النسائية منها. وهنا وجدت الكثير من المفاجآت (أو لعلها ليست كذلك) تتعلق بالأداء الحكومى فيما يخص السياحة الإسلامية بالقاهرة, أو السياحة بوجه عام, حيث بدأت فور وصول الرسالة الإلكترونية بتحديد موعد وصول مسئول الموقع وهو مهندس إلكترونات هولندى من أصل تركى( Ergan Gigi ), ومساعده التركى ( Kazim ) (وهو صهره فى نفس الوقت) يوم الأربعاء 5/5/2010 بدأت فى إجراء إتصالات رسمية مع الهيئة العامة للإستعلامات و وزارة الثقافة و هيئة الأثار المصرية, عن طريق الإتصال الهاتفى المباشر و الرسائل الإلكترونية, ومن موظف صغير لموظف أكبر مع شرح للهدف من الزيارة حتى أخذت أرقام هواتف القيادات و المسئولين وهى بالطبع لاتجيب, لأن أرقامى غير مدونة لديهم, وكذلك عناوين بريد إلكترونية خاطئة أو ترجع الرسائل مرة أخرى لعدم التسليم إلخ,,, وهكذا أضعت عدة أيام دون نتيجة!! فكان أن إستعنت بالله و بدأت أطلب النصح من مسئولين سابقين بشرطة السياحة والجوازات وبعض المعارف, ولأن المهندس ( Ergan ) قد طلب منى أن أقوم بإيجار فندق رخيص الثمن, ففهمت أنه يقوم بهذا العمل بالجهود الذاتية (وهى معلومة أكدها عند وصوله, وبرغم لغته الإنجليزية قد قال أن العمل كله بغرض الثواب, قالها باللغة العربية) وخلال أيام وبمساعدة مالية بسيطة من أحد الشركات الخاصة, تم تدبير كل شئ سواء السكن فى شقة مفروشة, أو إيجار سيارة وبعض عزومات العشاء على حساب بعض الأصدقاء المسلمين الذين أدركوا أهمية الموضوع, وبمساعدة بعض من أفراد أسرتى للترجمة من التركية للعربية وببعض خبرات الأماكن نظراً لأنى أصلاً من الجمالية وقضيت جل شبابى فى الأزهر والحسين, والقلعة والسلطان حسن وعابدين,,, وبدأت الزيارة وفيها حدثت مواقف عجيبة من المسئولين الصغار عن السياحة المصرية, معظمها تم حله بالجنيه والخمسة والعشرة جنيهات, (ولا تسالنى عن صورة مصر), فما سيبقى هو الصور التى إلتقتطها الكاميرا وستعرض على الموقع خلال شهر بإذن الله, وهى صور كثيرة سيستمر الموقع فى إصدار الجديد منها لمدة سنة كاملة لأن الوقت والمجهود المبذول فى الصورة الواحدة طويل جداً, ولينتظر الناس دائماً الجديد والمزيد!! أساتذتى الفضلاء إننى إنما أرسل هذا الخطاب طالباً منكم المساعدة فى نشر إسم موقع الصور البانورامية حتى تعم الفائدة للجميع, ولربما يقرأ المسئولون و يشاهدوا (بعد نزول صور مصر للموقع) رد فعل الناس عن الصور و الموقع ومدى الفائدة للسياحة, لعل وعسى!!! أما بخصوص المصاعب التى قابلتنا فأعتقد أنه من السهل الربط بين أسماء الأماكن والموظفين العاملين بها, مما قد يؤدى إلى مجازاتهم بشكل أو بآخر, ولكن يمكننى أن أذكر لسيادتكم كل ما حدث وبالتفصيل الممل إذا طلبتم ذلك فى رسالة أخرى قادمة, كما أنه يوجد كثير من المسئولين عن الأماكن السياحية الإسلامية والتاريخية, قد ساعدونا بكل تعاون وسعة صدر, وربما يكون تعاونهم هو من خفف من سوء الصورة التى أخذها الأتراك عن المسئولين عن السياحة والآثار و الأوقاف فى مصر المحروسة,, وأخيراً فقد كانت سبعة أيام سياحة إجبارية, إستعدت فيها هوايتى السابقة وعشقى للفن و العمارة الإسلامية وأحب أن يشاركنى قراء جريدتكم العظيمة تلكم السياحة و الإستمتاع,, انتهت رسالة المهندس محمد عبد الفتاح بدر رئيس قطاع المخازن و المشتريات شركة كريستال عصفور ولا أملك إلا أن أحييه على تلك الروح الجميلة رغم اللوحة الكئيبة التي يصرون على رسمها لمصر أمام من يحبونها في الخارج والداخل سواء . [email protected]