بين الحين والآخر تصلني رسائل من أصدقاء ، لا أعرفهم ، وهم من قراء المصريون ومن يحسنون الظن بها وبكتابها ، وبعض هذه الرسائل تحمل أحيانا معلومات وحكايات لها حساسيتها بل وخطورتها أحيانا ، الأمر الذي يقتضي منا وقتا وجهدا ومتابعة للتحقق من جديتها وصدقيتها ، وبطبيعة الحال في مجال العمل الصحفي من الصعب أن تحصل على وثيقة أصلية مختومة بختم النسر لكل حالة حتى يتسنى نشرها ، وإن كان يصلنا ذلك بالفعل أحيانا ، ولكن هناك حالات كثيرة تكون القرائن والشواهد والروايات المتعددة لنفس الحالة مشجعا على ترجيح صحة المعلومات أو الشكاوى ، ولعل هذا ما يجعل نشر بعض الرسائل يتأخر بعض الوقت ، والرسالة التي أعرضها على قراء المصريون اليوم والتي أعتذر لصاحبها عن تأخر نشرها هي من ذلك النوع الذي ترجح بالشواهد والروايات صحتها إلى حد كبير ، ولذلك يكون من باب الأمانة أن ننشرها كجرس إنذار ، ودفعا للظلم عن مواطنين ربما لا يملكون من الوطن إلا مساحة نشر صغيرة لتوصيل أوجاعهم وآلامهم إلى من يهمه الأمر ، تقول سطور الرسالة : الأستاذ جمال سلطان ، تحيه طيبه و بعد ، استحلفك بالله رب العالمين أن تكتب عن توريث كليه الآداب بجامعه أسيوط . يا سيدي إنها مسألة مستقبل أمه و بلد. و ليس لنا إلا الشرفاء من أمثالك للحديث عن الأمر. أتوسل إليك يا أستاذ جمال و أرجوك بكل معاني الغيرة لله و للوطن . أقسام الكلية الآن أصبحت فى طريقها لأن تكون ملك فئة لا تملك من المهنية الاكاديميه شيء و هناك مجاملات (تظبيطات) تحدث من قبل فئة معينه لصالح من لا يستحق. أعضاء هيئه التدريس اتخذوا من الكلية وكرا لتعيين بناتهم و أبنائهم على مرأى و مسمع على حساب الطلاب المجتهدين: حدث هذا فى كليه الآداب في أقسام اللغة الانجليزية و الاجتماع و التاريخ و الإعلام و اللغات الشرقية و علم النفس و اللغة الفرنسية و الوثائق و المكتبات (حوالي 20 حاله حتى الآن !!!!!). و النتيجة هي جيل صعد أو فى طريقه للصعود إلى مناصب جامعيه مرموقة زورا و بهتانا. لقد رفض تعيين الأوائل على قسمي اجتماع و فرنسي مثلا قبل3 أعوام و عامين على التوالي لحساب فئة بعينها. ويتم الترتيب الآن كما تم من قبل في أقسام انجليزي و عربي و لغات شرقيه و غيرها. و المشكلة أن معظم هؤلاء اللذين يتم الترتيب لتعيينهم بنات لم يعرفن من التعب و الاجتهاد و الكد و السهر و التوتر و الضغط العصبي أيام الامتحانات إلا شيئا يسيرا معتمدين على بابي و مامى!!!!!!! و أصبح تواجد هؤلاء في الكلية نادرا ، انتهت الرسالة التي حملت توقيع أحد أعضاء هيئة التدريس بالكلية ، وأنا على يقين من أن مثل هذه الشكوى متكررة في جامعات مصر ، لأن المناخ الذي نعيش فيه افتقد الكثير من معايير الشفافية وتراجعت أخلاقيات كثيرة كنا نعتز بها في الحياة الجامعية كما في شؤون الحياة المختلفة في بلادنا ، ولعل القارئ الكريم يذكر أثناء حملتنا على فضيحة منح سيد القمني جائزة الدولة التقديرية ، كيف أن هناك وظائف تم تفصيلها بالمقاس على أنجال وبنات بعض المسؤولين ، حتى أن أحدهم وهو من كبار رجالات الثقافة الرسمية في مصر وظف ابنته في جامعة كبيرة دون أن يكون لتخصصها أي وجود في الجامعة كلها ، وكافأ عميدة الكلية التي قبلت هذا "السلوك المشين" بمنحها جائزة الدولة التقديرية ومائة ألف جنيه من المال العام ، وما يؤلم في هذه "السيرة" هو ما تورثه من مشاعر الإحباط في وعي ومشاعر الأجيال الجديدة ، التي ترى بأم عينها أن معايير التفوق والنجاح والتميز والجدية والعطاء والتفاني والأمانة ، لم تعد هي المقاييس "العادلة" للحصول على الحقوق في الوطن . [email protected]