ماذا لو رغب الميت بأن يخبر الأحبة أو الأصدقاء أو حتي الزوجات بأمور معينة بعد وفاته؟ ربما كان التخاطر الروحي بين المحيين (الرؤيا) هو الوسيلة الوحيدة ،لكنه قد يسبب الكثير من المشاكل تصل إلي تكذيب الشخص صاحب الرؤيا خصوصا اذا كان هناك امر متعلق بميراث او تركة او سر معين،لكن بفضل الإنترنت وبعض المواقع علي الشبكة، أصبح الميت قادراً علي إرسال رسائل أو بريد إلكتروني إلي أهله وأصدقائه ،عبر موقع لتواصل الموتي مع الأصدقاء وأفراد الأسرة..!وذلك يتم من خلال موقعين متخصصين بتواصل الموتي مع الأصدقاء وأفراد الأسرة، وهما "ديث سويتش" (Deathswitch.com) و"سلايتلي موربيد" (Slightlymorbid.com)، وكلاهما يوفر خدمات إرسال البريد الإلكتروني من "الموتي" الذين كانوا قد تركوا مثل تلك الرسائل في عهدتهما من أجل إعادة إرسالها إلي أولئك الأصدقاء، أو إلي أشخاص بعينهم، بعد وفاتهم.وأشار الباحثون إلي أن البريطانيين الذين يشعرون بحاجة للتواصل مع أحبائهم بعد وفاتهم، سيمكنهم استخدام خدمة بريد إلكتروني جديدة تسمح بإرسال ما يصل إلي 100 رسالة عقب الوفاة. نادي الرسائل الأخيرة : وأطلقت خدمة "نادي الرسائل الأخيرة" الإلكترونية، التي تسمح بكتابة ملحوظات شخصية قبل وفاة الشخص لإرسالها إلي أحبائه مستقبلاً بعد وفاته.وتضم تلك رسائل الحب الأخيرة أو لفت النظر لأشياء تركها الراحلون وراءهم أو قائمة بالتعليمات أو بيانات وثيقة التأمين علي الحياة، وغيرها من المعلومات المالية، كما يمكن وضع وثائق مهمة مثل الوصايا وبيانات التأمين ليتم الحصول عليها عن طريق تلك الخدمة، فضلاً عن إرفاق الصور وأشرطة الفيديو.ويصر القائمون علي خدمة نادي الرسائل بأن الفكرة ليست بالبشاعة التي أثيرت حولها، بل علي العكس، هي تهدف إلي تخفيف التوتر والاضطراب المرتبط بفكرة الموت.وأكد القائمون أن العضو في الخدمة يمكنه كتابة ما يصل إلي 100 رسالة إلكترونية، لإرسالها بعد وفاته، وفي الوقت الذي يحدده، عندما يتزوج أحد المقربين منه أو يرزق بطفل، علي سبيل المثال.ويعمل نادي الرسائل الأخيرة باعطاء الأعضاء مساحة خاصة، ومن ثم يمكنهم كتابة الرسائل وتحديد من سترسل إليه.وأوضح جيف ريس مؤسس نادي الرسائل الأخيرة، أن من بين أول المسجلين في تلك الخدمة، جيليجان سيمون "63 عاما" من كامبريدجشير، حيث كتب رسائل لزوجته، وأطفاله وأصدقائه ليتلقوها بعد وفاته.وربما تشتمل المعلومات الواردة في تلك الرسائل علي أمور شخصية للموتي، مثل كلمات السر أو الرغبات الأخيرة أو خواطر حب أو مجرد رسائل بسيطة تذكر بوفاة ذلك الشخص.ومن أجل تحقيق تلك الرغبات بإرسال رسائلهم بعد موتهم، علي الموقعين أن يتحققا بين فترة وأخري من الشخص المعني قد مات فعلاً، وذلك بإرسال رسائل إلي المعنيين أو المشتركين لديهما، الذين ينبغي عليهم الرد علي تلك الرسائل، وفي حال لم يرد أحدهم، فهذا يعني أنه مات، وبالتالي يقوم الموقع بإرسال رسائل الموتي إلي المعنيين بالموضوع.وتتراوح التكلفة السنوية لهذه الخدمة بين 20 دولاراً، كما هو الحال في موقع "ديث سويتش"، و10 إلي 50 دولاراً كما في موقع "سلايتلي موربيد". موقع للوصايا بعد الموت : وانضم الي (نادي الرسائل الاخيرة ) مؤخرا موقع Deathbook.com لخدمة الموتي والأحياء،حيث يستطيع أي شخص أن يبرمج موقعه، وهو حي، كي يرسل بطاقات المناسبات وما تتضمنه من تمنيات، حتي بعد رحيله الي الآخرة، أو حتي أن يبلغ الأبناء والبنات بالأرقام السرية للحسابات الجارية وأسرار المصارف، وحتي أحيانا كتابة وصية تمنح متلقيها أو المستفيد منها أموالا. ومع أن "الوصية الالكترونية" لم تتخذ بعد بعدا قانونيا، لكنها قد تسهل أحيانا علي الورثة الحصول علي وسيلة لاسترداد أموال أو دخول الحسابات المصرفية قبل إجراء المعاملات الرسمية التي تؤهلهم للإرث. وذكرت صحيفة صنداي تايمز أن البريطاني سايمون جيليجان أسس الموقع الجديد بهدف جعل الوصية الالكترونية سهلة، ويمكن الحصول عليها عبر موقع(lastmessagesclub.co.uk) ويقول سايمون "إن الفكرة راودتني بعد سماعي قصصا عن حالات لم يستطع فيها الورثة الحصول علي أموال كافية لدفن الميت علي الرغم من أن الأخير يملك ثروة كبيرة!". من جهة اخري أطلق الأمريكي جيرمي تومان موقع "Legacy Locker" الإلكتروني الذي يتيح للمشتركين كتابة وصاياهم علي الإنترنت، بحيث يوضحون ما لهم وما عليهم ويوزعون تركتهم بالطريقة التي يريدونها.فعلي الموقع يمكن للمستخدمين أن ينشئوا حسابات لهم بحيث يتيحون عناوين الأشخاص الذين يحق لهم الإطلاع علي وصاياهم بعد موتهم وذلك، بالإضافة إلي "message earth" أو رسائل يودون إيصالها إلي أحبائهم بعد وفاتهم.فعندما تصل رسالة تفيد وفاة أحد مستخدمي الموقع، يقوم الأخير بإرسال أربع رسائل الكترونية للمستخدم، للتأكد من صحة الخبر وينتظر 48 ساعة، فإذا لم يرد فيبدأ بإرسال رسائل الكترونية إلي الأشخاص الذين وضعت عناوينهم للتأكيد علي خبر وفاته.وبالمقابل أكد تومان أن الموقع لن يتيح المجال للورثة للإطلاع علي ممتلكات المتوفي الالكترونية، حتي يقوم فريق عمل موقعه بفحص نسخة عن شهادة وفاته.وبحسب تومان، فإن فكرة الموقع كانت قد راودته عندما كان مسافرا علي متن طائرة وحينئذ كان قد تساءل عن مصير حساباته وممتلكاته علي الانترنت والتي لا تعرف عائلته عنها شيئا، ما حفزه علي إيجاد حل لهذه المسألة عبر تصميم "Legacy Locker".