انقلاب الثالث من يوليو بقيادة العسكر قضي علي الحريات بإغلاق القنوات واعتقال المئات وقصف الأقلام وتجميد الأموال والممتلكات ، وقتل الديمقراطية و الشرعية ولغي دولة القانون والدستور وخطف الرئيس الشرعي المنتخب ، ودشن حملة غير مسبوقة لاراقة دماء المصريين بارتكاب مجازر بشرية في معظم ربوع مصر ، وفتح الطريق لانقسام لم يحدث له مثيل في الوطن العربي فضلا عن العالم بأسره ، كما جاء بحكومة تبحث عن قروض بالمليارات ، وتعتزم زيادة اسعار الغاز والكهرباء ( موقع المصريون ) ، وابرمت عقدا باستيراد 240 الف طن من القمح في اول اسبوع من تشكيلها ، بعد أن بدأنا فعلا ننتج غذاءنا ، ثم الغت العلاوة الاجتماعية قبل ان تعدلها من 15% الي 10% ، وغير ذلك من الكوارث التي خلفها الانقلاب العسكري للشعب المصري في إقل من شهر وهذا كله خراب غير متوقع لمصر وتهديد الامن القومي والسلم الاجتماعي للمصريين . ثم جاءنا خطاب الحراب في الرابع والعشرين من نفس الشهر ( يوليو 2013) ليعلن عن حرب اهلية ويوجه إلي أنهار دموية مصرية خالصة ، وكان الدماء التي سالت لاتشبع الإنقلابيين ، فعمدوا الي ان يقتل الشعب نفسه بنفسه ، وهي سياسة صهيو امريكية جربوها في العراق سابقا حتي قضوا علي جيشه بمباركة الخليجيين ، وفي سورية الان بمباركتهم ايضا ، إنها كارثة الكوارث ، انه تحريض ظاهر ، إنه خطاب مفخخ للشعب المنقسم أصلا ..!! إنها دعوة لقتل المصريين والقضاء علي الجيش بمساندة إقليمية وأوامر خارجية ، علي حد قول بعض المحللين أن القاسم المشترك بين الانقلاب والخطاب هو من يقود العسكر ..!! إن المصريين لن يسمحوا بذلك ابدا ، فالساجدين لا يقتلون ، والصائمون يصبرون ولا يجرمون ، والمتهجدون يخافون ربهم و لا ينتقمون ، وإنما يقرأون في كتاب ربهم " لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ "(المائدة:28) أما اولئك الذين تلطخت أيديهم بدماء المصريين والذين باعو مصر بمليارات كلنا يعلم مصدرها يوقدون الحروب يوميا ، وسيخيب الله سعيهم وسيفشل انقلابهم ، وسيطفئ حربهم " ... كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ "( المائدة:64) .تعلمنا من موقعة الفرقان في بدر قديما و في معركة الفرقان في غزة الرحمن حديثا أن النصر من عند الله ، كان العدو ينتفخ وينتفش ، وكان أعوانه ينتفخون أكثر ، ينافقون ويعبثون ويجمعون ..!! وكان المجاهدون بحبل الله يعتصمون ، وفي ركن الله يرابطون ، ومن عون الله يستمدون ، فانتصروا وان قل العدد ، و فازوا وان ضعفت العدة ، واعتزوا وان طالت المعركة ، أما أعداءهم فانهزموا نفسيا وعسكريا ومعنويا ، ومازالت أذيال الحسرة والندامة تلاحقهم والي الأبد بإذن الله " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ "(آل عمران174:173) . نعم فهذه الأمة لا تصلح إلا بنبوة ، ولا تقم إلا بدين ، ولا ترقي إلا بشرائع السماء والمنتمون إليها في مواقفهم قوة ، وفي مبادئهم صلابة ، و في مواهبهم امتداد ، لا يكلون من جهادهم ، ولا يملون من رباطهم ، لا يبيعون مبادئهم مهما كانت التضحية ، ولا يتنازلون عن كرامتهم مهما بلغ الثمن ، فلا تتعبوا انفسكم أيها الانقلابيون في دعوات فارغة أو تحريضات طائشة أو تهديدات ساقطة ..!! راجعوا أنفسكم فالحق ابلج والباطل لجج " والله يقول " بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ "( الأنبياء:18) ..حفظ الله مصر وحمي شعبها وجيشها ورئيسها الشرعي المنتخب ..