سمعت لاعب المصري عمرو الصفتي وهو يعيد تأكيد ما نقلته بعض الصحف على لسانه بأن مدربه "محمد صلاح" يمارس عليه الابتزاز!!.. كيف؟.. أنا شخصيا لم أفهم المقصود! وسمعت محمد صلاح وهو يعلن - بأسف - أنه قام برفع دعوى قضائية ضد اللاعب الذي أشاع - حسب مدربه - بأنه سينتقل للزمالك مقابل أن يفوت الأخير مباراته مع المصري! إلى هذا الحد تصل الممارسات في المؤسسات الرياضية.. لاعب يتهم المدرب بالاسم اتهاما مباشرا بالابتزاز مدركا ان ذلك يضعه تحت طائلة القانون بدون دليل يمسكه في يده سيما أنه وضع معه كمونه وابراهيم حسن وحسام حسن كضحايا! أنا مع نجمنا الكروي السابق هاني رمزي في تعليقه بأن لغة الاحتراف غائبة في العلاقة التي تربط بين النادي واللاعبين، وان ما يحدث ليس احترافا، لكنني في الوقت نفسه مندهش من اسلوب الصمت على ما جرى، خاصة أن الصفتي لم يتراجع أو يكذب التصريح الصحفي الذي نشر له، وذلك عندما شاهدنا اللقاء معه عبر احدى القنوات الفضائية في البرنامج الذي يقدمه أحمد شوبير نائب رئيس اتحاد الكرة، كذلك فان صلاح في الاتصال الهاتفي معه نفى ما قاله ذلك اللاعب عن زملائه الآخرين، مشيرا إلى أن حسام حسن يتدرب معه بكل جدية رغم اصابته. المشهد التمثيلي الذي اذاعه البرنامج مرتين اثناء الحلقة جعلني اعتقد والعياذ بالله ان هذا هو الابتزاز الذي يتهم به الصفتي مدربه، يعني جاء له بطبق فول مدمس ورغيف مصري وبصل أخضر، فأقسم له بأنه لن يخرج من الاحتياطي طوال تدريبه له! أنا بالطبع اتكلم عن المشهد التمثيلي الذي أضحكني ضحكا كالبكاء، ولا أقصد ان ذلك الجانب المادي هو الذي يقصده عمرو الصفتي لأنه احجم عن التفسير والشرح، وجاء كلامه كأنه "حلم ليلة صيف" يحتاج الى مفسر شهير للأحلام من عينة سيد حمدي ليبشرنا او يحذرنا بما سيكون في الواقع! وإذا كان عمرو الصفتي لا يقصد جانبا ماديا فما هو الجانب المعنوي المقصود؟!!.. هل هو موضوع اللعب للزمالك مثلا والذي قال صلاح لشوبير إن اللاعب يشيع بأن الزمالك يفاوضه وأن الأخير سيفوت للمصري المباراة الأخيرة مقابل الانتقال اليه! هو إذن كلام غير برئ بالمرة ويحتاج الى بيان رسمي من ادارة الزمالك لأنه يتهمها في العظم وينال من أخلاقياتها ومؤسستها الرياضية العريقة، ولو كان الصفتي هو أحسن لاعب في العالم فلا يجب التعاقد معه بعد تلك التصريحات. ويبدو لي كمحلل للكلام والأحداث ومراقب عن بعد أن المشكلة تنحصر في هذه الدائرة، لأن محمد صلاح ذكر ان ادارة المصري قررت نقل الصفتي ليتدرب مع الناشئين وعدم عرضه للبيع! المسألة أخلاقية خطيرة ومن المشين تركها تمر هكذا بين دعوى قضائية قال صلاح انه استأذن فيها النادي، وبين قرار "أهبل" للادارة بنقله لفرق الناشئين، علما انه لا توجد فرق من هذا النوع في "المصري" فهو يشتري من "الحراج" لاعبين انتهى عمرهم الافتراضي ونقلوا الى مقبرة الملاعب! هناك بلا شك فضائح تجد مناخا مناسبا تنمو وتكبر فيه، كرة ثلج نقف منها جميعا موقف المتفرج. والخوف ليس من تلك الفضيحة نفسها، فلا عمرو الصفتي لاعب معروف أو يستأهل، ولا الطريقة التي تكلم بها تدل على انه لاعب صادق فيما يقول، لكنها تمرر للآخرين أن الفضائح قابلة للمناقشة والحدوث وأنها لم تعد عيبا ولن يكلف احد نفسه عناء التحقيق فيها ومعاقبة أصحابها! هذا هو مناخ الفساد الذي تحدثت عنه في نهاية مقالي أمس.. ولست في حاجة لأكرر تلك العبارة الأزلية عن رب البيت الضارب بالدف، فكلنا الآن للأسف الشديد أصبحنا راقصين بين سكارى!! [email protected]