في غمار هذا الجو المشحون بالكراهية والسباب ونعيق الغربان ونحن نقترب من يوم 30 يونيه الذي حددته فصائل ثورية لعديد من المطالب غير العقلانية والتي لا تستقيم مع أي عقل أو منطق فمن المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة إلى إسقاط الرئيس المنتخب إلى اقتحام الاتحادية ومحاصرة كل مؤسسات الدولة الحيوية ويستمر مسلسل التطرف والانحدار الأخلاقي إلى المطالبة بسحل الرئيس ثم تمتد السفاهة لترى إحدى السفيهات ترقص بالحجاب بصورة بذيئة ليستغل بعض الجهال هذا المناخ المرضى ليصبح السباب والهجوم على الإسلام نفسه، وكأن الإسلام هو الإخوان إلى الحد الذي يدفع بعض جهلة المدعو عكاشة إلى سحل مواطن ليس إلا لأنه ملتح، وإلى الحد الذي يدفع كما أوردت المواقع الإلكترونية فيديوهات لبعض البلطجية بالسيوف يسبون أي ملتح، وإلى الحد الذي يدفع بعض البلطجية لمهاجمة رجل ملتح وامرأته ليس إلا للحية والنقاب الذي ترتديه المرأة والعجب العجاب أن يحدث ذلك، ولا نجد أي استنكار له من أقطاب المعارضة أو أي محاولة لتصويب ذلك التطرف ولكن نجد أحدهم يخرج علينا ليخبرنا أنه ليس هناك ما يسمى فلولًا فطالما العدو إسلامي فكل الخيارات والتحالفات مفتوحة من أجل إسقاط التجربة الإسلامية متخذين من أخطاء الإخوان ذريعة للهجوم على الإسلام وما يمثله بينما ينكرون ذلك ليل نهار ولكن تفضحهم سقطات ألسنتهم. في ظل هذا الجو المريض لا تجد رمزًا معارضًا إلا فيما ندر يتحلى بالحكمة لأنه للأسف أصابت الميكيافلية المقيتة أكثرية أقطاب المعارضة، فطالما هم آمنون في بيوتهم لا بأس أن ينخرط الشباب الذي هو أغلى ما تملكه مصر. ينخرط الآن في تلك المواجهات، مكتفين بشحنه بالغل اللازم عن طريق إعلام فاتن مفتن لا يعنيه البلاد ولا أهلها بشيء ويكتفي السادة بمتابعة المشهد من بعد لينزل هؤلاء الشباب غير الراضين عن الإخوان مفعمين بكراهية وغل غير مسبوق ولم يكتفوا بهذا بل تفننوا في استفزاز الطرف الآخر، ليدفعوه دفعًا إلى النزول للرد على تصرفاتهم الاستفزازية القبيحة بينما هم يتابعون عن بعد منتظرين أن تكون هذه الدماء الزكية التي ستراق من شباب كلا الطرفين هي وقود ومركبة وصولهم إلى السلطة وللأسف الكل منخرط في هذا الشحن والشحن المضاد من جهة الإسلاميين أيضًا الذين يعلمون كما يعلم الجميع حرمة دم المسلم على أخيه المسلم ولكن عندما يتعلق الأمر بالسلطة والنفوذ فتصم الآذان وتعمى القلوب التي في الصدور.
السيد الرئيس إننا على أبواب أزمة عميقة سيدفع ثمنها دماء الشباب المضلل الذي يحركه مخططون ومنافسون دافعهم ليس إلا السلطة والنفوذ، وكلنا يعرف ذلك ولذلك ندعوك وندعو جماعة الإخوان لنزع فتيل هذه الأزمة ضنًا بدماء أبنائنا في تلك المواجهات العبثية التي يحركها من لا يرقبون في الله إلًا ولا ذمة ولأنكم أنتم من تحكمون الآن، فالوزر الأكبر سيقع عليكم في تلك الدماء فنرجوكم احقنوا دماء الشباب وانزعوا فتيل هذه الأزمة سواء من خلال مخاطبة الشعب وتغيير الحكومة أو من الدعوة لاستفتاء على بقاء الرئيس أو الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة أو تقديم وعود بالدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة فور انتخاب برلمان ديمقراطي وتقديم التأكيدات اللازمة لإجراء انتخابات برلمانية نزيهة، كما حدث سابقًا فذلك ضروري جدًا الآن لنزع فتيل الأزمة وسحب البساط من تحت أقدام دعاة الفتنة والصائدين في الماء العكر والداعين إلى عودة الجيش إلى السياسة بعد أن أشبعوه همزًا ولمزًا وسبابًا أثناء الفترة التي كانت السلطة بيد المجلس العسكري.
نحمد الله أن لدينا جيشًا وطنيًا انتماؤه لمصر وليس لأي طائفة أو حزب ويجب أن نتوحد للحفاظ عليه ولا يصح بأي حال من الأحوال أن يطلق عليه جيش النكسة فإن كنا نستنكر دعوات المناوئين لأن يحكم الجيش فإننا وبنفس القدر نستنكر أي تطاول أو استهزاء بالجيش وقادته ورجاله ولنبحث جميعًا عن التوحد من أجل مصر وأهلها الذين نسيهم الجميع سلطة ومعارضة وتفرغوا للشحن والشحن المضاد وكل منهم لديه خطوط حمراء فشرعية الرئيس خط أحمر لدى بعض الإسلاميين، والعودة إلى فساد مبارك وعهده خط أحمر للفلول والمنتفعين من عهد المخلوع والسلطة والكرسي خط أحمر للبرادعي وصباحي ومن على شاكلتهم كل من في مصر لديه خط أحمر، ولكن للأسف لم نر من يحترم أو يأبه لدم الشباب الأحمر إذا لا قدر الله سال في مواجهات عبثية لن تأتي لمصر بأي استقرار.
رسالة أكررها إلى الإخوة الإسلاميين وأنا أفخر أن أكون منكم فإذا لم يستطع الرئيس نزع فتيل الأزمة قبل هذا اليوم فرجاء دعوا الشارع لهم ولنلزم منازلنا ليرى العالم على الهواء ماذا هم فاعلون وهل يستطيعون تحقيق ما يقال بأنها مظاهرات سلمية، وإن كنت أشك في ذلك وأطالب رموز المعارضة الثائرين بالحفاظ على سلمية التظاهرات، لأن طبيعة الأمور تفرض عليكم إن كنتم في الشارع وحدكم فهي مسئوليتكم في السيطرة عليه وعلى أي خروج على آداب الاعتراض والتظاهر، كما أن أجهزة الدولة من شرطة وحرس جمهوري وجيش مطالبة جميعًا بالتدخل بقوة ضد أي مندس يحاول استغلال تلك الأجواء في استخدام أسلحة أو مولوتوف أو أسلحة حادة أو ما إلى ذلك لنضع كلًا أمام مسئولياته سواء معارضة أو أجهزة الدولة السيادية المسئولة عن السيطرة والأمن.
لك الله يا مصر أتمنى أن يلهم الله الرئيس والإخوان لإجراءات سريعة تنزع فتيل الأزمة قبل وصولنا إلى ذلك اليوم الذي يحرص فيه المصري على قتل وجرح أخيه ورفيقه بالميدان والذي ربما وقف لحراسته أثناء صلاته أو تلقى ضربة عنه أو طبب جراحه أثناء أحداث يناير المبهرة عندما كانت الثورة للشباب، فاسألوا الله معي أن يحفظ مصر وشبابها وأن يحقن دماءهم ويلهمهم الصواب ليوجهوا جهدهم في النهوض بمصر بدلًا من استغلال تلك الجهود في تنفيذ أجندات إقليمية ودولية تستهدف وحدة البلاد والوقيعة بين أبنائها وشابها الذين هم أغلى ثرواتها أسال الله أن يحفظهم جميعًا وأن يلهمهم الرشاد والإخلاص وتحكيم العقل قبل الفعل.......... اللهم آمين.