أكد عبود الزمر، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، أن مليونية "لا العنف" التي احتضنها ميدان رابعة العدوية أمس الأول، لم تكن دعمًا للرئيس ولا لجماعة "الإخوان المسلمين"، وإنما كانت دعمًا للشرعية وإرادة الشعب الذي اختار محمد مرسي رئيسًا لمدة أربع سنوات، بل تعد حماية للديمقراطية .. ومبادئها المعترف بها دوليًا. وقال إن هذه المليونية شكلت رسالة واضحة للرئيس بضرورة الاستجابة للمطالب العاجلة والمشروعة للشعب، وفي مقدمتها الدعوة لانتخابات عاجلة لمجلس النواب، وتحقيق حزمة من المطالب الاجتماعية والاقتصادية التي تنسجم مع أهداف الثورة "عيش حرية عدالة اجتماعية". وخاطب الزمر أحزاب المعارضة وجبهة الإنقاذ وحركة تمرد، قائلا: "عليكم أن تدركوا وفق تداعيات المليونية الأخيرة أنكم لستم وحدكم في الساحة، وأن الإرادة الشعبية يجب أن تحترم"، معتبرًا أن الإسلاميين يعدون الرقم الأصعب في الحياة السياسية المصرية، وبالتالي لا يمكن تجاوزهم أو تجاهل ثقلهم. وطالب الزمر فلول النظام السابق بضرورة التحرك بشكل عاجل لتوفيق أوضاعهم والكف عن إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في الشارع السياسي انطلاقا من قاعدة واضحة وثابتة تتمثل في أن النظام السابق ذهب ولن يعود، مشدًدا على قدرة الإسلاميين على التدخل وإعادة الأمور لنصابها في حالة نجاح القوى المعارضة في إسقاط مرسي. وانتقد الزمر بشكل حاد تأكيد وزارة الداخلية بأنها لن تحمي المقار الحزبية، معتبرا أنها غير موفقة وتمثل رسالة لمتظاهري 30 بأن اقتحامهم لمقر الأحزاب السياسية لن يواجه مقاومة. من جانب آخر، كشف الزمر عن وجود توجه لسحب المهندس عادل أسعد الخياط من منصبه كمحافظ للأقصر، مؤكدا أن الجماعة الإسلامية لا تتحمل إسالة نقطة دم واحدة من أجل تمكين الخياط من دخول المحافظة. وأوضح أن "الجماعة الإسلامية" لا تعبأ بمنصب ولا تسعى للحصول على مكاسب، إلا إذا كان ذلك يصب في مصلحة الوطن، وفي ظل قاعدة توافق وطني، وهو ما دللت عليه الجماعة الإسلامية في العديد من المواقف التي أثارت فيها مصلحة الوطن على مصالحها. وقال إن نظام مبارك وأجهزته هو من فرض العنف على "الجماعة الإسلامية"، متسائلا: كيف يحاسب الشعب الجماعة على مواجهات فرضتها عليها أجهزة مبارك، في حين أن المعارضة تناست ما ارتكبه فلول مبارك في حق الوطن.