قلنا إن د. مرسي، هو الرئيس الشرعي المنتخب حتى الآن وهي مسألة لا تحتاج إلى تأكيد.. ولذا فإن المليونية التي نظمها قطاع من الإسلاميين يوم أمس الأول 21/6/ 2013 أمام مسجد رابعة العدوية، لم تضف إلى "شرعيته" شيئًا.. فهي تحصيل حاصل.. فضلًا عن أنها مليونية "منظمة".. أي ب"السمع والطاعة".. ومن تستطيع حشده اليوم بهذه الطريقة لن تستطيع حشده غدًا. د.مرسي نعيد ونكرر هنا هو الرئيس الشرعي.. ولكن خلال أيام، ستشهد البلاد تطورات خطيرة، ربما تعيد النظر في تلك الشرعية. يوم الثلاثاء القادم 25/6/2013.. تنظر اللجنة العليا في الانتخابات، طعن أحمد شفيق، على فوز د. مرسي بالرئاسة.. ولا ندري حتى الآن، السبب الحقيقي، الذي أقنع اللجنة، بنظر الطعن.. وقد يكون من المرجح، أنها اقتنعت بما قدم إليها من أدلة، تحملها على الاعتقاد بجدية الطعون المقدمة.. ناهيك، عن توقيت انعقاد اللجنة، لمراجعة "شرعية" مرسي، إذ أنها تأتي قبل "الزلزال" المتوقع في30 يونيه.. ولا ندري ما إذا كانت اللجنة ستصدر حكمها في ذات اليوم الثلاثاء القادم أم ستحدد موعدًا آخر لاستكمال إجراءات التقاضي؟! شرعية الرئيس إذن أمام اختبارات صعبة جدًا، قد يفصل فيها "القضاء" أو "الشارع".. وستظل معلقة على حالها، إلى أن تقول اللجنة العليا للانتخابات كلمتها.. أو أن يقول الشارع كلمته في التالي من يوم 30 يونيه. مليونية الإسلاميين الأخيرة.. وضعت مؤيدي الرئيس في موقف صعب، لأنها نظمت تحت لافتة "الدفاع عن الشرعية".. فماذا لو قضت اللجنة العليا ببطلان إعلان النتائج التي رجحت كفة د. محمد مرسي على الفريق أحمد شفيق؟! كما أنها وضعت الإسلاميين أيضًا أمام اختبار أصعب، حال خرجت الملايين بعفوية إلى الشوارع وطالبت بإقالة الرئيس، أو بانتخابات رئاسية مبكرة.. خاصة وأن من اعتلوا منصة مليونية "الشرعية" توعدوا الخارجين إلى الشوارع في هذا اليوم، بالويل والثبور وعظائم الأمور، بلغت حد التكفير.. وتقسيم الضحايا المحتملين في ذلك اليوم والأيام اللاحقة عليه إلى فسطاطين: قتلى في الجنة "مؤيدو الرئيس".. وقتلى في النار "معارضوه"! شرعية الرئيس.. موجودة بحكم ما سبق من إجراءات.. ولكنها اليوم أمام تحديات صعبة وربما يعتريها تغيير أو تبديل.. وفق إجراءات أخرى لها استحقاقاتها.. وإذا فلتت من الأولى اللجنة العليا للانتخابات.. فهل ستفلت من الثانية يوم 30 يونيه؟! المشكلة في تقديري لم تعد تتعلق ببقاء الرئيس أو رحيله.. وإنما شديدة التماس، بموقف الإسلاميين المؤيدين.. ورد فعلهم في الحالتين.. لأن مليونية جمعة "لا للعنف" كانت مترعة ب"العنف" وأنهم لن يقبلوا إلا بوجود مرسي رئيسًا للبلاد.. ولم يقدموا أية مقترحات أخرى، أو حلًا آخر.. حال جاءت المظاهرات بما لا يشتهي الإسلاميون المؤيدون للرئيس. إنها اللحظة الفارقة التي ستحدد مستقبل "وجود" تيارات الإسلام السياسي بمصر في اليوم التالي من 30 يونيه. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.