تباينت ردود فعل القوى السياسية والحزبية ورجل الشارع حيال حركة المحافظين الأخيرة التى أقرها الرئيس محمد مرسي مساء أمس الأول ، حيث اعتبرها البعض تأكيدًا على تنفيذ مخطط الأخونة، فيما طالب البعض المحافظين الجدد بتحقيق الإصلاح والتنمية وحل مشاكل المواطنين اليومية وتحقيق العدالة والقضاء على الفساد والمحسوبية. ففي الإسكندرية أعلنت بعض القوى السياسية والحركات الثورية برفضها تعيين المستشار ماهر محمد الظاهر بيبرس، محافظًا لها، معتبرة أن ذلك استمرار لخطة سيطرة جماعة الإخوان على سلطات الدولة ومؤسساتها بالكامل. وأكد عبد الرحمن الجوهري، المتحدث الإعلامى لحركة كفاية، أن تعيين محافظا من غير أهل الإسكندرية هو بمثابة عقاب للمحافظة التي ترفض «الأخونة»، مضيفًا أن الجماعة قررت معاقبة الشعب السكندري بالكامل على رفضه الإخوان بتعيين محافظين لها ليسوا من أهل المحافظة، ولا يعلمون شيئًا عن مشاكلها. وأكد محمود الخطيب، المتحدث الرسمى لحركة 6 إبريل، رفضه التام لتعيين «بيبرس» محافظًا للإسكندرية، وطالب بانتخاب آخر بديل يحظى بتوافق شعبي وثوري سكندري. بينما أشار محمود الخضيري، النائب السابق بمجلس الشعب ، إلى أن المحافظة في حاجة إلى رجل يعمل بهمة تساوي قيمتها، حيث عانت الفترة الماضية من إهمال كبير جدًا وترهلت كل مرافقها. وفي مطروح اعتبر الأهالي صدور القرار الجمهوري رقم 426 لسنة 2013 بتعيين اللواء بدر طنطاوي الغندور محافظًا لمطروح البعض مرحلة تغيير حقيقي نحو تحقيق مطالب أهالي المحافظة. فيما اعتبر البعض الآخر، أن قرار التغيير جاء متسرعًا دون الاستفادة من المحافظ السابق، لأنه بدأ يتعرف على شئون المحافظة وإمكانياتها لاتخاذ قرارات بشأنها، أما المحافظ الجديد فسينتظره الأهالي فترة كبيرة حتى يطلع على شئون المحافظة. وتأتي معاناة المواطنين من مشكلات نقص المياه والتعدي على خطوط المياه، وانتشار التعدي على الأراضي والمباني والعشوائيات بمطروح، مع عدم اتخاذ قرارات جدية للحفاظ على ثروة الملح بسيوة ونشوب نزاعات بين أهالي سيوة لأول مرة لسيطرة البعض على تلك الثروة ، على رأس المشكلات التي تواجه المحافظ الجديد. وفي بور سعيد سيطرت حالة من الارتياح والسعادة على أهالي بورسعيد بعد قرار الرئيس محمد مرسى بإصدار حركة تنقلات للمحافظين وكان من بينها محافظ بورسعيد اللواء سماحة قنديل خلفًا للواء أحمد عبد الله.
كما أشار الأهالي إلى أن توقيت الإطاحة بعبد الله جاء متأخرًا ونحن ننتظر بترقب ماذا سيحدث خلال أيام؟، مؤكدين أن فترة المحافظ السابق شهدت الكثير من الأحداث المؤسفة والموجعة كان أولها حادث الاستاد وآخرها عشرات الشهداء.
ويأمل الأهالي في الإصلاح والتغيير على يد المحافظ الجديد ومساعدة الأهالي والشباب وحل مشاكلهم وقد تم اختياره كأحد الشخصيات العسكرية لتولى منصب المحافظة. وفي دمياط تصاعدت وتيرة ردود الفعل عقب الإعلان عن حركة المحافظين، حيث انشغل الرأى وتباينت الآراء ما بين الفرحة، والصدمة، والاندهاش، حول القادم والراحل. ونظم العشرات من أبناء محافظة دمياط فور إعلان أسماء حركة المحافظين، وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة اعتراضًا على تعيين محافظ ينتمى لحزب غد الثورة، وهو اللواء طارق فتح الله خضر، بدلا من اللواء محمد على فليفل. وخيم الحزن الشديد على جماهير المحافظة وداخل الديوان العام وبين القطاعات المختلفة، وخاصة بين المواطنين، بعد استبعاد اللواء محمد على فليفل، وعدم الإبقاء عليه فى المنصب، رغم حالة الرضا عن أدائه خلال الفترة الماضية. وقام عدد من المواطنين وعدد من مختلف القوى والتيارات السياسية بدمياط بغلق أبواب المحافظة، بعد قطع الطريق الرئيسى وذلك فور إعلان حركة المحافظين. وأعلن المحتجون رفضهم لأي تغييرات فى المحافظين ليس فى دمياط فحسب، ولكن فى جميع محافظات الجمهورية. وفي الغربية صرح محمد المسيرى، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد بمحافظة الغربية، أن المحافظة قد خسرت المستشار محمد عبد القادر محافظ الغربية السابق، وذلك عقب إعلان نتائج حركة المحافظين وتعيين الدكتور أحمد البيلى محافظًا للغربية والذى يعد كادرًا بجماعة الإخوان المسلمين بمحافظة دمياط.
وأضاف"المسيرى" فى تصريح خاص أن "عبد القادر" محافظ طاهر اليد وعفيف اللسان وفاتح قلبه ومكتبه للجميع ومن انتقده بأنه إخواني فعليه بالتراجع وأن يتجرع المرارة من المحافظ الإخوانى الجديد. من ناحيته، أكد المحافظ الجديد فى أول تصريحاته أنه يجب علينا التعايش سياسيًا كما نتعايش اجتماعيا حتى نرتقي بمستقبل البلد ونستطيع تطويرها. وفي البحيرة أكد زهدي الشامي، أمين حزب التحالف الشعبي، أن حركة المحافظين أثبتت تناقض كلام الرئيس مرسي على أنه رئيس الجميع في حين أنه عين رجاله وأعضاء جماعته، لافتا إلى أن حركة المحافظين السابقة من الإخوان الذين سبق تعيينهم لم يحققوا نجاحًا، مشيرًا إلى أن الرئيس مرسى مُصرّ على المضي فى خطئه أن يتعامل مع مصر كبلد تدار بواسطة الكاميرات مؤكدًا أن من يطالبون برحيله في 30 يونيه على حق. وأعلنت جبهة الإنقاذ عن تنظيم وقفة احتجاجية صباح اليوم الثلاثاء أمام ديوان المحافظة اعتراضًا على تعيين المهندس أسامة سليمان أمين حزب الحرية والعدالة محافظًا للبحيرة. في المقابل قال طه الشريف، أمين البناء والتنمية أن الانتماء إلى الإخوان وحده ليس مبررًا لرفض الرجل قائلا: "فلندع المزايدة جانبًا ولنعطى الفرصة للرجل حتى يعمل ثم نحاسبه". وفي الدقهلية رفض العديد من النشطاء السياسيين تعيين الدكتور صبحي عطية خلفًا للواء صلاح المعداوي، مؤكدين رفضهم لما أطلقوا عليه "أخونة المحافظة"، وهدد البعض بمنع أي محافظ ينتمي للتيار الإخواني من دخول مبنى الديوان. وأعلن العشرات من أعضاء القوى السياسية والحركات الثورية والنشطاء السياسيين من أبناء المحافظة الدخول فى اعتصام مفتوح أمام ديوان المحافظة احتجاجًا على هذا القرار وقاموا بكتابة العديد من العبارات الرافضة لصبحى على مداخل وجدران المحافظة. وفي المنوفية أكدت القوى الثورية رفضها تولى الدكتور أحمد شعراوي منصب المحافظ لانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين، منددة بتجاهل الرئاسة لمطالبهم بتعيين محافظ لا ينتمي للإخوان وتجاهل ترشيحاتهم. وأكد الدكتور أحمد أبو السعود، أمين حزب مصر القوية بالمنوفية، أن تعين محافظ من الإخوان ما هو إلا استمرار لانغلاق الجماعة على نفسها مناشدًا الدكتور محمد مرسى التوقف عن اتخاذ قرارات تؤدى إلى أخونة الدولة.
واعترض المهندس أسامة عبد المنصف، أمين حزب النور، على تعيين محافظ إخوانى خاصة بعد التجربة المريرة السابقة بتعيين الدكتور بشر، وأكد أن القوى السياسية سوف تجتمع اليوم الثلاثاء بمقر النور لمناقشة الأمر. وفي القليوبية رفضت القوى السياسية المدنية تعيين الدكتور حسام أبو بكر، محافظًا للإقليم واعتبرت هذه القوى هذه الخطوة مصيبة على المحافظة، ودعت هذه القوى المواطنين لرفض المحافظ الجديد والتصعيد السلمي ضده بالتنسيق مع كل الأحزاب والقوى والحركات المدنية والثورية، لمواجهة مخطط الهيمنة والتمكين. بينما رحبت القوى الإسلامية بالقرار، وأكد وليد مصطفى، عضو أمانة التنظيم بحزب الوسط بالمحافظة، أن أساس التعامل مع أي محافظ على أرض المحافظة هو كفاءته وليس توجهه السياسي، وقال سنحكم على المحافظ الجديد من خلال عمله وما سيقدمه. وفي بني سويف تباينت ردود فعل القوى السياسية إزاء تعيين الدكتور عادل عبد المنعم، عضو جماعة الإخوان المسلمين محجافظا خلفا للمستشار ماهر بيبرس ، حيث رحبت الجماعة بتعيين عبد المنعم محافظًا ورأته اختيارًا صائبًا. بينما أعلنت القوى المدنية تحفظها ورفضها للقرار فيما اعتبرتها الأحزاب الليبرالية خطوة متوقعة نحو أخونة جميع مؤسسات الدولة. وأوضح الدكتور عمر عبد الجواد، أمين حزب الوفد، أن عبد المنعم لا يعتبر مفاجأة من الرئيس وحكومته وحزبه فقد كان معلومًا أن الرئيس وحزب الحرية والعدالة يسعيان للسيطرة على أجهزة الحكم المحلي في الدولة ضمانًا لانتخابات قادمة تضمن الأغلبية لجماعة الإخوان في مجلس النواب خاصة بعد تدهور شعبية الجماعة في الشارع. من جانبه، أكد الدكتور عادل عبد المنعم الخولى محافظ بنى سويف الجديد، أنه سيبدأ ولايته بنقطة ومن أول السطر بمعنى أنه سيغلق صفحة الماضى تمامًا، موضحًا أنه ليس لديه أى نية الآن لتغيير أى من قيادات الجهاز التنفيذى بالمحافظة وأن القرار سيكون مرهونًا بالأداء التنفيذى . وفي قنا سادت حالة عامة من الرضا فى الشارع القنائى بعد إعلان حركة المحافظين الجدد وتعيين د. صلاح محمد محافظًا لقنا ورحيل عادل لبيب. يذكر أنه فى الفترة الأخيرة انتشرت الاعتصامات العمالية وحالات قطع الطرق والسكة الحديد والتى لم يتعامل معها لبيب بالشكل الصحيح وخاصة مشاكل مياه الرى، وازدياد حالات الخطف والاشتباكات بين العائلات فى مدن المحافظة ومشاكل عقود المعلمين. كما رحب بعض المعلمين بقرار رحيل لبيب واعتبروا رحيله انتهاء لسياسات فرض الرأى التى كان ينتهجها الحزب الوطنى السابق. وأكدت مصادر أن عادل لبيب فور علمه بالحركة الجديدة للمحافظين، قد غادر مكتبه غاضبًا جدًا ولم يسلم على أفراد مكتبه وسافر مباشرة إلى القاهرة عن طريق مطار الأقصر. وفي الأقصر ، أقام العاملون بقطاع السياحة وأعضاء الحركات السياسية والأحزاب الليبرالية صباح أمس وقفات أمام مبنى ديوان عام المحافظة ، معلنين عن رفضهم لمحافظ ينتمى للجماعة الإسلامية.
فيما قال محمد كمال بيومي، عضو الجماعة الإسلامية بالأقصر، إن عادل الخياط الذى تم تعيينه محافظًا للأقصر شخصية محترمة وله تاريخ في النضال السياسي وقيادة طلابية فى فترة السبعينيات. وفي البحر الأحمر تلقي الأهالي خبر تعيين محافظ جديد للبحر الأحمر بسعادة غامرة وذلك لأملهم أن يلبي المحافظ الجديد مطالبهم التي مكثوا سنوات طويلة لتحقيقها. وأكد حازم محمد على، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية أننا نتمنى الاهتمام بالأسواق وتفعيل القوانين في التجارة العشوائية والعمل على تنمية مدن المحافظة ببنية تحتية وشوارع وأماكن انتظار للسيارات وأماكن عبور للمشاة وأماكن للتنزه تتناسب مع اسم المحافظة السياحي. وفي الوادي الجديد، أكد مؤمن مرعي، أمين حزب النور أن رحيل اللواء طارق مهدي يعد بمثابة خسارة كبيرة للمحافظة عامة وللحزب على وجه الخصوص مناشدًا المحافظ الجديد اللواء محمود خليفة تكملة مسيرة الإنجازات والبدء من حيث انتهي سلفه. ودعا المحافظ الجديد بالبدء على الفور في إنجاز أشياء خدمية والتي يستشعرها المواطن البسيط في الشارع ويشعر بعدها بأريحية كالخبز والبنزين والسولار والبوتاجاز والمياه والآبار. وفي أسوان استقبل الأهالي قرار تعيين المحافظ الجديد اللواء أركان حرب إسماعيل حسن عطية بحالة من الارتياح خاصة القوى السياسية التي رأت معظمها أن المحافظ السابق مصطفى السيد لم يستطع تحقيق طموحات المرحلة التي تشهدها البلاد حاليًا.
وأكد وائل رفعت، المتحدث الإعلامي باسم ائتلاف الثورة، ترحيبه بالقرار حيث كان المحافظ السابق هو الوحيد من بين المحافظين الذي احتفظ بموقعة منذ عهد المخلوع حتى الآن، مؤكدًا أن خلافنا ليس لمنصب المحافظ بقدر ما هو للحكم على الأداء في الشارع وتحقيق مطالب الجماهير.