هل يعتبر نوعا من التطبيع مع إسرائيل أن يقوم منتخب كروي عربي بملاقاة شقيقه الفلسطيني على أرض فلسطينية محتلة..! إن ضغوطا شديدة يتعرض لها حاليًا اتحاد كرة القدم البحريني لإلغاء موافقته السابقة على أداء مباراة لكرة القدم مع نظيره الفلسطيني في القدس يوم 28 مايو المقبل تحت زعم أن هذه المباراة ستمثل نوعًا من التطبيع مع إسرائيل..! والموضوع في حاجة إلى أن يدرس بشكل أكثر واقعية وعقلانية وفي إطار مفهوم ومنظور ومنطق أصحاب القضية أنفسهم.. فالجانب الفلسطيني صاحب الدعوة يؤكد أن أي وفد رياضي عربي سيزور الأراضي الفلسطينية لن يخضع لأي ترتيبات إسرائيلية، وهذه الزيارات واللقاءات ليست تطبيعًا وإنما هي محاولة لكسر الحصار الإسرائيلية ومعايشة الواقع المرير الذي يحياه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال. وكما يقول سامي مكاوي مسئول الدائرة الإعلامية في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم فإن زيارة الأخ لأخيه المعتقل في السجون ليست تطبيعًا أو اعترافًا بالاحتلال وإنما هي تصب في خانة رفض الاحتلال والتأكيد على الهوية العربية للأراضي الفلسطينية.. والواقع أن رفض التواجد على الأراضي الفلسطينية العربية هو تكريس للاحتلال واعتراف بأنه المسئول عن إدارة الأمور على هذه الأراضي، وهو أيضًا نوع من ضعف الإرادة العربية في التأكيد على رفض الاحتلال. وهناك اختلاف كبير بين مناصرة الأخ الشقيق في أرضه ومعايشة واقعه، وبين أفكار التطبيع الثقافي والاجتماعي والرياضي التي نقف معارضين تمامًا لها إلى أن يتم تحقيق السلام الشامل والعادل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. فالتواجد العربي على الأراضي الفلسطينية هو مساندة ودعم، أما التواجد العربي بزيارات ولقاءات وصفقات ومصالح مع الإسرائيليين فهو نوع من التطبيع الذي يمنح إسرائيل جائزة لا تستحقها، ويجعلها تتطلع إلى تحقيق مكاسب أكبر دون الحاجة إلى تقديم أي تنازلات أو التوصل إلى حلول وسط. والمزايدة على التواجد والحضور والمشاركة العربية في الأراضي الفلسطينية هو نوع من القصور في الرؤية وخلط الأوراق لإحراج الأنظمة العربية دون النظر إلى القيمة الفعلية لتواجد والتقاء العرب بإخوانهم الفلسطينيين فوق الأراضي الفلسطينية. فما يحدث ليس تطبيعًا ولا اعترافًا بإسرائيل، وكما يقول الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم فإن المنتخب البحريني لن يلعب في أراضي إسرائيلية بل في أراضي فلسطينية، وهذا في رأينا هو المعنى والرمز.. وهذا ما يجب أن نؤكد عليه وأن نتفهمه، وليس لهذا علاقة بالتطبيع ولا بخيانة القضية..! [email protected]