الهزيمة من الأهلي بهذه الحالة التي هو عليها ليست عيبا ولا يجب أن تقابل بهذا الأسلوب العصبي من ادارة الزمالك والذي يعيد للأسف الشديد ريما إلى عادتها القديمة، بعد أن اعتقدنا أنها تعلمت – الادارة وليست ريما – من أخطائها قبل قرار الحل! تصريحات مرتضى منصور التي انتقدت بعنف جهازه الفني وأنه سوف يتم تغييره، لا تليق بمرتضى منصور في صورته الجديدة التي تمنيناها، بل تذكرنا بسيرته الأولى وتدخله في الشؤون الفنية ومعاركه التي لا تليق مع اللاعبين التي لا تليق به كرئيس لمجلس الادارة! وللأسف الشديد نرى الآن الزمالك بالحالة التي رأيناها عليه في أول الموسم.. حالة "قرف" من اللاعبين والجهاز الفني، وحالة تشنج وعصبية وعنترية في التهديدات والقرارات من مرتضى منصور! هزيمة الزمالك من الأهلي متوقعة في ظل استقرار تنعم به القلعة الحمراء ولاعبين على أعلى مستوى ووجود نجم عالمي من طراز فريد هو أبو تريكة الذي لو لعب في ناد انجليزي أو اسباني لحصل على شهرة طاغية لم يسبقها إليها أحد من لاعبي أفريقيا. أي جهاز فني معرض لعدم التوفيق في وضع خطته أو قراءة الفريق الآخر أو كشف أوراقه، فما بالك إذا كان هذا الفريق الآخر هو الأهلي الذي كان قوام 95% من منتخب مصر الحاصل على كأس الأمم الأفريقية! لقد كان مانويل كاجودا عمليا ومنطقيا عندما قال في تصريحاته الصحفية عقب المباراة إنه انخطف من الاهلي في عشر دقائق بهدفين، والأهلي ليس بالفريق الذي يمكن أمامه التعويض! ومع ذلك فنحن نرى أن هذا المدرب ليس سيئا، فقد اعاد الزمالك الذي تركه فاروق جعفر وهو يترنح إلى دائرة المنافسة حتى قبل انتهاء الدوري بمباراتين فقط! الحكم عليه يكون من خلال الدور الثاني الذي لم يخسر فيه حتى الآن سوى أربع نقاط فقط، وجوزيه تحدث بعد المباراة باحترام كبير عن مواطنه وعن الزمالك، وكان منطقيا في تعامله مع المباراة، فقد كان يحتاج التعادل لكنه فاز وحسم فوزه في أول عشر دقائق، ثم لعب بعد ذلك على المضمون رغم أن لاعبيه الموهوبين في مجملهم أضاعوا فوزا كاسحا كان في متناولهم جدا خلال الشوط الأول! وأصارحكم القول إنني ظننت أن جوزيه يشفق على مواطنه ولا يريد أن يزيد من غلته في شباك عبدالمنصف، فسحب بين الشوطين ورقته الرابحة أو ماكينة صنع الأهداف اسلام الشاطر ثم عماد متعب وأبو تريكة، لكنني ذكرت نفسي بأنه مدرب محترف حيث لا عواطف ولا لغة سوى لغة الفوز والاكتساح. لقد كان منطقيا وواثقا في امكانات كل لاعبيه الأساسيين والبدلاء، وقارئا جيدا للملعب، أدرك منذ بداية المباراة أن الزمالك بحالته تلك ليس هو الفريق الذي يمكنه ان يحرز هدفا واحدا فما بالك بهدفين! من المهم لمرتضى منصور أن يتراجع فورا عن افتعال المعارك التي نسيناها، ولم نعد نتذكره بها. عليه أن يدرك ان النجاح لا يكون بهذه القرارات السريعة المتشنجة. وإذا لم يكن قد تعلم من أخطائه الماضية فلا أمل في تطوير فريقه أو تغييره إلى الأفضل، وبهذه الطريقة سيكون الموسم القادم مستنسخا من الموسم الحالي بالنسبة لمشاكل الزمالك واحباطاته وانكساراته! [email protected]