صدقوني ، بعد عروض ونتائج الأهلي الأخيرة ، وبعد فوز الزمالك على الترجي في عقر داره ، لم أعد مقتنعا بأن أي فريق من الفرق الستة الأخرى التي تلعب حاليا في دور الثمانية له الحق في الفوز بكأس دوري أبطال أفريقيا ، لأنه "حرام" أن تكون المباراة النهائية بين أي فريقين غير الأهلي والزمالك. بل يمكن القول إنني سأكون أشد الناس حزنا لو التقى الفريقان الكبيران وجها لوجه في الدور قبل النهائي ، لأنني مقتنع تمام الاقتناع الآن وأكثر من أي وقت مضى بأنهما الأحق بالمباراة النهائية دون غيرهما ، وأحق بكأس البطولة ، وأحق ببطولة أندية العالم ، وأي "حظ ملعون" سيقول غير ذلك سيصيبنا بالإحباط .. وإحنا مش ناقصين بصراحة! أي نعم ، توجد أخطاء في فريق الأهلي كشفت عنها مباراتا أياكس في القاهرة وكيب تاون ، سواء من حيث فردية بعض اللاعبين وعلى رأسهم أبو تريكة ومتعب وبركات ، ولكن لا ننسى أن هذا "المثلث" هو مركز ثقل الفريق الأحمر ، وأسلوب أدائهم يعتمد أصلا على المهارة الفردية ، وهو ما يدفعهم في كثير من المواقف إلى "الاعتماد على النفس". أي نعم ، إسلام الشاطر بعيد عن مستواه ، ولكني أعتقد أنه سيتحسن "غصب عنه" لأنه لو لم يفعل ذلك لحل محله فورا محمد عبد الله! أي نعم ، توجد أخطاء وسلبيات بالجملة في فريق الزمالك ، وسبق أن تحدثت عنها بالتفصيل في المقالة السابقة ، ولكني أعتقد أن جانبا كبيرا منها يعتمد على فكرة "الاسترجال" ليس أكثر ، واللعب باسترجال لا يحتاج إلا لقرار من اللاعب نفسه ، ربما يكون هذا القرار أثناء المباراة ، وربما يكون قبل المباراة ، وسنلاحظ بوضوح أن تشكيلة الزمالك لم تتغير في مباراة الترجي عما كانت عليه في مباراتي الترجي والنجم الماضيتين ، ولعل هذا هو ما جعلنا نرى لاعبا مثل مدحت عبد الهادي سيئا جدا أمام الترجي في مباراة القاهرة ، ولكنه كان رجلا بمعنى الكلمة في مباراة المنزه! إزاي ما أعرفش! أو ربما هو نفسه يعرف أنه نزل إلى أرض الملعب وهو قد اتخذ قرارا بأن يكون قدر المسئولية.
"كما أن الشدة إللي شدها مرتضى منصور للجهاز الفني واللاعبين قبل السفر إلى تونس جابت نتيجة". ومثلا حالة حازم إمام واضحة وضوح الشمس ، عندما تعرض للانتقاد من طوب الأرض بعد المباراة الماضية ، صحي لنفسه ، وأيقن أنه إذا أراد أن يكون نجما فليكن نجما بالأفعال وليس بالتصريحات و"التسريحات" ، وعندما دخل مباراة الترجي الثانية ووجد نفسه في قائمة البدلاء عرف أنه لن يكون أمامه إلا نص شوط فقط يثبت فيه نجوميته ، ولعله لعب مصابا أيضا أو غير جاهز بنسبة 100% ، ولكنه قرر أن يكون نجما وأن يلعب "زي الناس" ، فأحرز هدفا غير متوقع وصنع الثاني لجونيور ، ولكنه - أي حازم - إذا عاد إلى القاهرة نجما وطالب - أو طالب محبوه - بالاشتراك منذ بداية المباراة ، ف"ستعود ريما إلى عادتها القديمة" ، وأعتقد أن حازم من نوعية اللاعبين الذين يكون من الأنسب لهم تركيز جهدهم في فترة نصف شوط فقط من كل مباراة ، ليس أكثر من ذلك ، وفقا لظروف كل مباراة ، وهو موهوب ويملك خبرة كبيرة لا شك في ذلك. كما أن "الشدة" إللي شدها مرتضى منصور للجهاز الفني واللاعبين قبل السفر إلى تونس "جابت نتيجة" ، بعد أن هدد بوكير نفسه بالرحيل إذا لم يتأهل إلى الدور قبل النهائي ، إلا أن موضوع بقاء أحمد رفعت مع الفريق أو سفره إلى البحرين ما زال لغزا سخيفا يجب وضع حل له سريعا. سيقول الناس إن هناك منافسين آخرين لنا ويجب أن نحترمهم ، وسأرد بالقول إننا لو لم نحترم منافسينا فلن نهزم أيا منهم ، ولكن الاحترام الآن هي مهمة الأجهزة الفنية ، أم نحن عندما ننقد فإننا نكتب ما نشاهده ، وأنا شخصيا لم أشاهد حتى الآن كرة عليها القيمة لا من من الرجاء ، ولا من الترجي ، ولا من النجم ، ولا من أياكس الذي هلل عبر موقعه الرسمي لأنه "اقتنص نقطة من الأهلي" .. أي والله العظيم! وإذا نظرنا إلى موقف الزمالك فأعتقد أنه الآن يستطيع أن يضمن التأهل إذا فاز على أسيك في القاهرة ، كما أصبح لزاما عليه - بعد مباراة الترجي - أن تتحول مباراة النجم والزمالك إلى مواجهة صعبة للنجم أكثر من صعوبتها للزمالك ، ولكن المهم الأداء بقوة وجدية والابتعاد عن الدلع والمياصة والمنظرة. أما بالنسبة للأهلي ، فأعتقد أنه بعد خسارته نقطتين ثمينتين من أياكس ، فإن عليه أن يتعامل بجدية مع مباراتيه المقبلتين ولا يفكر في حكاية النقطة هذه ، لأنها "ممكن توديه في داهية" ، فمن العيب ألا يفوز الأهلي على إنيمبا في القاهرة ، ومن العيب أن يلعب الأهلي أمام الرجاء على التعادل مثلا ، بل يجب أن يحاول الأهلي صراحة تجنب اللعب مع الزمالك في الدور قبل النهائي ، ولست مع آراء بعض الأهلاوية الذين يقولون إن مواجهة الزمالك أفضل من مواجهة الترجي أو النجم أو أسيك ، لأن وجهة النظر الفنية البحتة تقول إن الزمالك في صعود تدريجي ، بينما الترجي والنجم في تراجع فني وبدني ، وربما