فوز الزمالك على الترسانة في الدوري يوم الثلاثاء لم يكن ضروريا فقط بل كان أشبه بطوق الإنقاذ لبطل الدوري والعلاج السريع لمريض في أوج شبابه وكاد المرض المفاجيء أن يفتك به دون سابق إنذار مما أعاد البسمة لجماهيرة وأعاد الأمل لإدارته وأعاد روح التحدي والفوز للاعبيه. هل كان الألماني ستيبي سبب الهزيمة الوحيد أمام الأهلي ثم أسمنت السويس ؟ وعندما ابتعد عن الفريق وحل محله جهاز"غير مكتمل" فاز الزمالك وبالثلاثة ؟ أم أنه الجهاز المعاون الذي لم يستطع التأقلم مع فكر المدير الفني ؟ لا أميل إلى فكر المؤامرة ولا أحبذ التفسير السلبي للنكسات الكروية والإخفاقات العارضة ولا أعتقد أن الهزيمة إذا تكررت واقترنت بسوء المستوى والأداء كانت نتاج عنصر واحد من عناصر النجاح او الفشل .. لكني أقف كثيرا أمام تفسير لعضو بارز في مجلس إدارة النادي بعد الهزيمة أمام أسمنت السويس قال لي "بعض اللاعبين متآمرون على الجهاز الفني حتى يثبتوا للإدارة وللجماهير أن الهزيمة أمام الأهلي يتحملها المدير الفني وحده وأنهم أبرياء" . العضو البارز الذي رفض ذكر اسمه قال : "انظر لتامر عبد الحميد كيف تعامل مع المباراة وكيف ظل يحرس عادل مصطفى لاعب أسمنت السويس حتى سجل هدفه دون صعوبة تذكر أو محاولة لإبعاد الخطر .. انظر لجمال حمزة وكيف كان مترددا أمام مرمى الخصم .. تابع أداء وائل القباني .. إنهم لا يريدون الفوز ولا يرغبون حتى في التعادل". و التفسير المنطقي لكلام العضو أنه ناتج عن الغضب بسبب الهزيمة وليست اتهامات حقيقية وأنا شخصيا أميل لهذا التفسير إلا أنني في نفس الوقت أحاول استخلاص المعنى من هذا التفكير الغاضب والرافض لمجرد الهزيمة في مباراتين بعد خمسين مباراة رسمية متتالية بدون هزيمة .. هل أصبح الموقف داخل القلعة البيضاء على هذه الدرجة من الهشاشة بعد الهزيمة من الأهلي؟ وأيضا هل يمتلك أحمد رمزي المدرب العام الجديد الذي قاد الفريق أمام الترسانة العصا السحرية أو التوليفة التي لايعرفها غيره ليظهر الفريق بهذا الشكل الجيد ويستعيد روح الانتصارات بسهولة ويهزم الترسانة بثلاثية نظيفة ؟
رحيل ستيبي خطأ لكنه كان ضروريا الزمالك يعيش حالة ديمقراطية فريدة في الأندية المصرية .. في النادي مجلسان للإدارة يضمهما مجلس واحد شرعي أحدهما برئاسة كمال درويش رئيس النادي والأخر يرأسه مرتضى منصور نائب الرئيس والمصالح الانتخابية تحكم القرارات هنا وهناك وقد يعارض أحدهما قرارا سليما لأنه نابع عن الطرف الآخر فقط .. وقد تجد عضوا مع هذه الجبهة الآن ومع الأخرى بعد قليل لأن التيارالإنتخابي يسير بهذا الشكل وليس مصلحة النادي العريق. ومن هذا المنطلق كان قرار "إبعاد" ستيبي المدير الفني وليس إقالته .. لأن قرار الإقالة لا يستطيع أحد تحمل مسئوليته طبقا للعقد الذي يمنحه في هذه الحالة مرتب بقية الموسم ومن هنا بدأت المفاوضات مع الرجل وكما قال كمال درويش : "لست مقتنعا بإقالة المدرب وسط الموسم والرجل يعمل وسط ضغوط إعلامية وجماهيرية صعبة ولكن أمام الأغلبية الكبيرة في مجلس الإدارة كان لابد من الموافقة على إبعاده". ويحاول درويش من خلال مفاوضات يشارك فيها بعض أعضاء السفارة الألانية بالقاهرة إقناع ستيبي بالوصول إلى حل وسط بالنسبة للشرط الجزائي "لابد أن يعرف أن هذا الفريق الذي حصل على بطولة الدوري لا يمكن أن يقنع بهذ المستوى والإبتعاد عن المنافسة إنه أيضا يتحمل مسئولية كبيرة ويجب أن يعترف بذلك" ، وفي طريق الضغوط على ستيبي تم إبلاغه بتعيينه مستشارا للبرازيلي كابرال الذي سيتولى المسئولية الفنية يوم الخميس المحدد لوصوله إلى القاهرة. ورفض ستيبي أن يكون مستشارا لكابرال وطالب بتنفيذ العقد مع النادي ويبدو أن الطرفين سيتوصلان لحل وسط بحيث يحصل الرجل على نصف مستحقاته (نحو 60 ألف دولار أمريكي) ويرحل ، ليبدأ عصر جديد مع كابرال الذي استغل الموقف جيدا كأي مدرب محترف ، وبعد أن كان موافقا على تدريب طلائع الجيش بعشرة آلاف دولار فقط وبدون مقدم عقد ، طالب الزمالك بمقدم عقد 50 ألف دولار وراتب شهري 16 ألف دولار .. وحقا مصائب قوم عند قوم فوائد ، وها هو كابرال يعود فيجد فريقا قد تغلب على روح الهزيمة وتملكته روح الثأر والرغبة في الفوز. وعندما يفوز الزمالك بقيادة كابرال كما فعل بقيادة أحمد رمزي ، سينسى الجميع كل شيء ولن يتذكروا سوى شخص هو واحد اسمه كابرال عاد فعادت معه الانتصارات حتى قبل أن يصل إلى القاهرة ... "أرزاق".