ما يجري في الزمالك حاليا فزورة مستعصية على الحل وضعها المهندس حسن صقر بحرفية شديدة وعقلية شديدة الذكاء، فقد اثبت أنه سليل حكومة الفراعنة بقدراتها الفذة على الاختراق واللعب على كل الحبال والايقاع بمن يضعهم حظهم العاثر في طريقها! كنت أمس أضحك بسخرية مريرة مع أحد أعلام الفقة الدستوري بشأن تصريح أحمد نظيف الارتجالي عن أن مصر دولة علمانية، فقد ذهبنا في النهاية الى استنتاج وحيد وهو أن رئيس حكومتنا نسي ان يبحث بواسطة الباحث الشهير "جوجل" عن معنى كلمة علمانية، أو أنه لم يكن لديه وقت فارتجل كلامه عنها، وهو كما قال زميلنا الاستاذ جمال سلطان رجل تقنية لا علاقة له بالسياسة ودهاليزها، وبالتالي فان ما في قلب السلطة وعقلها على لسانه! لكن الحقيقة التي غابت عني أن أحمد نظيف لا يتمتع بالصلاحيات التي يتمتع بها كل رؤساء الحكومات في العالم، فهو مجرد سكرتير تنفيذي للسلطة، ينفذ أجندتها وقراراتها دون مراجعة، وبالتالي لا أظن أنه سيكون مفيدا تهديد مرتضى منصور باللجوء إليه لحل أزمته مع رؤساء الزمالك الثمانية الآخرين! لن يكون أحمد نظيف في هذه الحالة سوى عرضحالجي لا يقدم ولا يؤخر، ولذلك أشك أنه يعلم شيئا عما يجري في الزمالك أو أنه يستطيع أن يقول لحسن صقر "احم" أو "دستور"! لقد أجاد حسن صقر في تأليف فزورة مجلس ادارة الزمالك وفي احكام الخناق على مرتضى منصور، لقد حل خالد الذكر ممدوح البلتاجي المجلس المنتخب، بسبب صراعه مع نائبه اسماعيل سليم! وبعد أن عاد بحكم قضائي كان يجب احترامه وألا تحتج عليه السلطة التشريعية الممثلة في مجلس الشعب بواسطة لجنة الشباب والرياضة، عين له صقر نكاية في هذا الحكم، ثمانية رؤساء يناطحونه ويملكون سلطة الأغلبية واصدار القرارات وتحريض الجهاز الفني بقيادة كاجودا ورمزي ضد رئيس النادي الشرعي الذي لم تعد له سوى صلاحية توقيع الشيكات، وهو يرفض أن يكون رئيس ناد لشؤون الشيكات على حد قوله! مرتضى منصور الآن رئيس لا يحكم، مجرد رئيس شرفي مع أن أعضاء الجمعية العمومية اختاروه بالانتخاب، أما الثمانية الآخرون المعينون بقيادة رؤوف جاسر فهم الرؤساء الحاكمون النافذون، الذين يتخذون قراراتهم ويسيرون خطواتهم بمباركة حسن صقر في غرفة العمليات الرئيسية في الجهة المقابلة لنادي الزمالك! وما يثير دهشتي الموقف الغريب لجهاز كاجودا، فهو يعلق هزائمه على شماعة مرتضى منصور، ويتراجع عن وعده بالفوز بكأس مصر لأن مرتضى يجلس في مكتبه ويريد أن يمارس اختصاصاته! فزورة أخرى.. كاجودا يحرض لاعبيه على الهجرة الى الاندية الأخرى لأنهم أفضل نجوم في مصر، ولكن وجودهم في الزمالك في ظل المشاكل الادارية والجيوب الخاوية لا يساعدهم على ابراز قدراتهم، وهكذا قدم تهانيه لطارق السعيد ومحمد صديق، متمنيا نفس الحظ لمحمد أبو العلا وعبدالواحد السيد! تصوروا المدير الفني للزمالك يفعل ذلك، مع احساس بالقوة يستمده من سطوة الرؤوس الثمانية الذين جددوا الثقة فيه بعد هزيمة الزمالك من الأهلي، ولا اعتراض عندي، فقد كتبت يومها بألا تكون هذه المباراة سببا في اقالته، وأنه مدرب جيد ويجب اعطاء الفرصة الاستقرار، والاستفادة من المرحلة السابقة التي شهدت تغيير عدد من المدربين خلال فترة قصيرة لمجرد التعثر في مباراة او حتى التعادل! لكنه الآن يتحدى الرئيس الشرعي ويسانده أحمد رمزي، ويرفضان تحميل هزيمة الفريق من المصري للأسباب فنية، ومعهم مجموعة النجوم الكبار من أمثال حازم وعبدالحليم علي وجمال حمزة! الصحافة حملت مرتضى منصور مسؤولية أزمة الزمالك المالية الحالية، وأن عدم توقيعه على الشيكات تسبب في الحجز على فريق الكرة في الفندق الذي أقام فيه قبل المباراة الأخيرة، وكاد يلغي المباراة نفسها لعدم دفع ايجار ملعب الكلية الحربية! كلها توابع تهب على الرجل بفعل قرارات خاطئة لرئيس المجلس القومي للرياضة حسن صقر، فلو كانت النيات صافية لاختار فريقا متجانسا وليس فريقا متخاصما مع رئيس النادي! ولو كانت النيات صافية لوافق الرؤساء الثمانية على تحديد موعد قريب للانتخابات التكميلية، لكنهم يعارضون لأغراض لا نعرفها، وكلامهم طبعا سيمشي بحكم أنهم الأغلبية! [email protected]