لم يحل العداء والهجوم على شخصه بسبب موقفه من برنامجها النووي ورفضها الانضمام لمعاهدة حظر الانتشار النووية، واتهامه بمجاملة إيران إبان رئاسته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دون أن تهتم وسائل الإعلام الإسرائيلية بعودة الدكتور محمد البرادعي إلى القاهرة مساء الجمعة مثيرة تساؤلات عما إذا كان سيدخل سباق الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. وتحت عنوان "البرادعي عاد للقاهرة هل يناضل للرئاسة؟"، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه وبعد 12 عاما من عمله كرئيس لأكبر الوكالات الدولية عاد البرادعي للقاهرة، مضيفة أنه ومنذ إعلانه رغبته في الترشح للرئاسة والمصريون وضعوا احتمال نجاحه نصب أعينهم رغبة في التغيير وبدؤوا في الاستعداد للمرحلة المقبلة. وأضافت أن "المصريين بدءوا في تهيئة أنفسهم للانتخابات المقبلة ناظرين إلى البرادعي على أنه التهديد الحقيقي للرئيس الحالي حسني مبارك"، ورغم العوائق التي تقف في طريق ترشحه للانتخابات الرئاسية إلا أنها وضعت احتمال ترشحه وفوزه في الحسبان، وتساءلت: هل تستطيع إسرائيل التعامل مع البرادعي إذا ما وصل للحكم في الوقت الذي ينظر إليه جميع الإسرائيليين كشخصية جدلية وهل ستحدث تصادمات بين مصر وإسرائيل حينذاك. وتوقعت في حال وصوله إلى كرسي الرئاسة في مصر أن يعمل على تحقيق الديمقراطية، لافتة إلى دعوته مرارا إلى إجراء تغييرات جذرية بعدم تحقيق الديمقراطية، وهي الدعوات التي كررها بعد إنهائه وظيفته كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر الماضي. كما أنه أعلن في أكثر من موقف نيته عزمه كل ما بوسعه كي تتقدم مصر على الصعيد الديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي، واصفة إياه ب "رجل التغييرات الجذرية" وأنه وبرغم أعوامه ال 67 وضع على عاتقه تحقيق هذه التغييرات. لكنها مع ذلك، استبعدت وصول البرادعي إلى السلطة خلفا للرئيس مبارك الذي ستنتهي فترة ولايته الخامسة العام المقبل، في ظل وجود اتجاه لتوريث الحكم لجمال مبارك، خاصة وأن الدستور المصري لا يتيح للبرادعي الترشح لانتخابات الرئاسة إلا إذا كان رئيسا لحزب قائم منذ خمس سنوات، فضلا عن أنه ترك القاهرة منذ 27 عاما للعمل بالأمم المتحدة. من جانبها، اهتمت صحيفة "معاريف" العبرية باستقبال مئات المصريين لبرادعي خلال وصوله مطار القاهرة مساء أمس الأول، وكتبت تحت عنوان "استقبال حار بالصور واللافتات" أن المئات من المصريين تجمعوا خارج مطار القاهرة لاستقبال المدير العام السابق لوكالة الطاقة الدولية داعين إياه للمشاركة في سباق الرئاسة ضد الرئيس مبارك. وأشارت إلى أن مؤيدي البرادعي احتشدوا أمس الأول لتهنئة البرادعي على عودته إلى مصر بعد ست سنوات عاش بها في العاصمة النمساوية فيينا نظرا لظروف عمله، لافتة إلى أنه وبعد هبوطه من الطائرة بقي في إحدى صالات الانتظار بسبب كثرة الجموع التي جاءت لرؤيته والتي تدفقت إلى المكان كي تشهد عودته، وبسبب الازدحام غادر المطار تحت حراسة مكثفة وتأخر خروجه من المطار بسبب رغبته في تحية مؤيديه. وأضافت أن عددا كبيرا من مؤيدي البرادعي يأملون في خوضه انتخابات الرئاسة القادمة المقررة العام القادم 2011، وأن يقوم بإزاحة الرئيس الحالي حسني مبارك من منصبه، موضحة أن هذه الآمال تأتي بعد تصريحاته عن نيته الترشح للانتخابات إذا ما توفرت النزاهة والرقابة الدولية عليها.