احتشد العشرات من الأئمة العاملين بوزارة الأوقاف في وقفة احتجاجية أمس أمام مقر مجلس الشعب وذلك في واقعة نادرة، مطالبين بإقرار كادر جديد لهم لتحسين أوضاعهم المادية، أسوة بالمعلمين. وتقدم المتظاهرون وأغلبهم من مدن طنطا والمحلة الكبرى ودمنهور وكفر الزيات ومن محافظتي الدقهلية وسوهاج بمطالب إلى لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشعب، تتلخص في إقرار كادر مالي خاص لأئمة مساجد الأوقاف، أسوة بالكادر المالي الخاص بالمعلمين، وإنشاء نقابة خاصة بهم منفصلة عن النقابة الحالية الخاصة بالعاملين بوزارة الأوقاف، كما طالبوا بحمايتهم من التحرشات الأمنية وتقديم تقارير أمنية ضدهم. وكان أمن المجلس سمح لعدد من الأئمة المتظاهرين بالدخول إلى مقر البرلمان لتقديم شكاواهم للجنة الاقتراحات والشكاوى، لكن دون أن يسمح لهم بمقابلة الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية بالمجلس. وقال الشيخ عبد الله المصري أمام وخطيب بالدقهلية "ليست لنا أجنده سياسية أو انتماءات حزبية وجئنا جميعا للمطالبة بمطلب واحد وهو كادر الأئمة"، وأضاف: ثقافة الأمام تنبع من مصدرين أثنين، الأول أمهات الكتب، والكتب العلمية وهي لا سبيل لهم بها لعدم قدرتهم ماديا على التزود بها، وحذر من لجوئهم إلى القنوات الفضائية التي تتسم بالتشدد والتطرف، حيث إذا لم يكن لدى كتب فسيتعين بخطب المشايخ المتشددين ويذهب إلى التطرف من حيث لا يدري. من جانبه، أكد علاء حسنين الأمين العام للجنة الدينية بالمجلس أنه تم إحالة طلب الأئمة إلى اللجنة الدينية بالمجلس وسوف تستدعي وزيري الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق والمالية الدكتور يوسف بطرس غالي وممثل عن مشيخة الأزهر لمناقشة الموضوع، وأشار إلى أن لجنة الخطة والموازنة بالمجلس اعتمدت 250 مليون جنيه بناء على توصيات اللجنة الدينية لصالح الأئمة والدعاة، إلا أن الأئمة أجمعوا على أن لم يصلهم شيء من هذه الاعتمادات ولا يحصلون سوى علي 28 جنيها كبدل زى واطلاع. من جانبه، طالب الشيخ محمد جمعة عبد العزيز بإنشاء نقابة خاصة بالأئمة أسوة بالمعلمين والمحامين والصحفيين وغيرهم ممن لهم نقابة تدافع عن حقوقهم، كما طالب بعمل كادر للأئمة لرفع مستواهم المعيشي أسوة بمن طبق عليهم نظام الكادر، وتابع: الأمام عليه أعباء بخلاف كافة الناس فالمدرس يتسلم منهجه أو كتابه من وزارة التربية والتعليم ويقوم بتدريسه للطلبة في فترة محددة بينما يطالب الداعية بشراء أمهات الكتب والحصول على الكتب العلمية، وتساءل: أنا محتاج لكتاب ب700 جنيه في معرض الكتاب فكيف أشتريه إذا كان بدل الزى والاطلاع 28 جنيها وأساس المرتب 250 جنيه ليكون إجمالي الراتب ما بين 350 أو 400 بعد إضافة الحوافز. وكان الدكتور أحمد عمر هاشم سبق أن تقدم باقتراح بمشروع قانون العام قبل الماضي من أجل إنشاء كادر حالي خاص لأمة وزارة الأوقاف، إلا أن المهندس أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب وأمين التنظيم بالحزب "الوطني" برفض الاقتراح بحجة عدم وجود اعتمادات في الموازنة العامة. وقال الشيخ عمرو إبراهيم زايد إن الأئمة: "نطالب بأن نكون مثل أي موظف بالدولة حيث أنني مطالب بأن أواكب العصر وأرفع مستوي الخطاب الديني الذي يطالبونني به". وناشد الأئمة الرئيس حسني مبارك لإقرار كادر خاص للتفرغ للدعوة خاصة وأن بعضهم أضطر للعمل بأشغال أخري لسد احتياجاتهم في ظل غلاء المعيشة كما طالبوا في مناشدتهم بالمساواة بأعضاء النيابة العامة وعمل نقابة للدعاة. كما طالب الأئمة بحصانة للدعاة فوق منابرهم كالحصانة الممنوحة لأعضاء مجلس الشعب، وكذلك توفير الرعاية الصحية والعلمية لهم وتوفير المكتبة سمعية بالمدن والمساجد الكبرى بالقرى، وأيضا توفير مساكن للأئمة مدعومة من الوزارة أو من الدولة.