كان حكيمًا واستطاع بحكمته وحنكته أن يرفع بلده "ماليزيا" من مصاف الفقر إلى مصاف "النمور الأسيوية الصاعدة" اقتصاديًا واجتماعيًا، ونهضويًا وأصبحت بلاده قبلة القصاد من السياح والدارسين والتجار والمتنزهين، بعد أن رأوا فيها الأمن والأمان والابتسامة والوئام والإسلام والسلام، واعتبروها "عروس الشرق الأوسط" كله. ذلكم هو "ماهتير محمد" رئيس وزراء ماليزيا السابق، الذي صعد ببلاده صعودًا مشرفًا، وفي عز نجاحه للوصول ببلاده إلى بر الأمان.. اعتزل بشرف رئاسة الحكومة، وتركها لغيره قوية فتية، ولم يستمسك بالحكم كأنه ورثه من آبائه الأقدمين، ولم يفكر في توريثه لذريته، باعتباره ملكًا عضوضًا يعض عليه بالنواجذ، بل بكل شرف وثقة في النفس تنازل عنه، ولم يرشح نفسه مع أنه لو فعلها لحمله شعبه كله على الأعناق يطوفون بها جزر بلاده.. وموقف مهاتير هو الرجولة الفريدة في المواقف الجليلة والزهد الحقيقي في الحكم والحكمة أيضًا، وكأن لسان حاله يقول: "مادامت السفينة الماليزية تم إنقاذها وأبحرت لشاطئ الأمان، فليقد دفتها أي قادر على ذلك من أبناء الشعب، فقد أديت دوري، وليجرب الشعب نجاح غيري". جملتان مهمتان قالهما الرجل أثناء زيارته لمصر، مع أن البعض- ممن تعرفونهم بلحن القول وعويل الفضائيات- كان "يعصر على نفسه ليمونة"، وهو يسمع كلامه، أو ينظر في طلته، ويتركون تجارب الرجل الناجحة وقيادته الجميلة لبلاده كلامه الجميل وهو يزرع فينا الأمل بقوله: "إن ماليزيا مرت بظروف أصعب من مصر لكنها تغلبت على كل المعوقات بتطوير التعليم الهندسي وجذب الاستثمار"، ينسون كل هذا، ويركزون على أنه كان "ضيف الشاطر" في المؤتمر الصحفي وهل من العيب أن يضيف الشاطر قمة كبرى مثل مهاتير محمد، أيها المصابون ب"جنون البشر" أو "جنون البقر" لا تفرق!! وقال الرجل أيضًا إن ماليزيا اكتشفت أن نصائح صندوق النقد الدولي ليست كلها حقيقية خالصة وبعضها مضللة, ومن هنا قررت ماليزيا التعامل مع مشاكلها ذاتيًا دون الرجوع لنصائح صندوق النقد الدولي لافتًا إلى أن الصندوق كان يضغط على ماليزيا وهو الأمر الذي رفضناه". وأهم ما قاله الرجل:"إن ماليزيا استعانت بالخبرات الخارجية للنهوض بالبلاد، واهتمت ماليزيا بالصناعة الإلكترونية، لأنها تحتاج إلى أيدٍ عاملة مما يساعد في القضاء على البطالة في البلاد". وفي جملته الأخيرة عنصران مهمان جدًا في النهوض بأي بلد يمر بأزمة، ومواقف الرجل وكلماته حكم جميلة جدًا، ليتنا نتعلم منها ما ينفعنا في مصر ونفيد من تجربة الرجل في النهوض بمصر، فالناس والشعوب والدنيا كلها تجارب في تجارب، ومن لا يتعلم من تجارب الغير ويطبقها، سيظل أبد الدهر عالة على الغير. ************************************* ◄◄كبسولة صباحية: ◄"أسوأ ما صدمني في موضوع سلمى صباحي.. أنها بكل تأكيد لم تتحدث مع والدها عن اشتراكها في شركة للاستثمار عبر الإنترنت، كما أفترض أنها كانت تتصور، لأني لا أصدق أنها" نصابة".. وهذا معناه أن حمدين السياسي بعيد عن ابنته الوحيدة بهذا القدر المخزي.. ولو كان يعلم لمنعها من البداية.. لبئس الأب هو!! = هذا رأي" فيسبوكي" لزميلنا العزيز الصحفي "محمد رفعت".. أبلغ رد على صباحي هو بيت الشعر الشهير: إن كنت لا تدري فتلك مصيبة // وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ ◄◄كبسولة إعلامية: ◄نقل رئيس تحرير ب"راديو مصر" لتجاهله خبرًا عن "مرسي". = الغريب أن من وضع العنوان صدره بكلمة: "بفرمان إخواني".. والحكاية لا فرمان ولا له علاقة بالإخوان.. الحكاية أن وزير الإعلام نقل الإعلامي؛ لأنه تجاهل الخبر، ومن يتجاهل خبرًا مهمًا عن "رئيس جمهورية مصر العربية"، كائنًا من كان، يبقى اسمحوا لي إعلامي "في نفسه شيء من حتى".. و"وألف باء المصداقية" الحيادية، سواء كنت مع أو ضد رئيس الدولة، سيما في إذاعة الأخبار. ◄◄كبسولة شاعرة: ◄قال شاعرٌ حديث، فخرًا وتيهًا، يستفز مشاعر الأنثى الشاعرة ويريها أنه وأنه : و كم دقت نساء الشعر قلبي وما زالوا على أعتاب بابي سأمهلهم إلى أن يستفيقوا ولو مكثوا إلى يوم الحساب ِ ◄فردت عليه الشاعرة بأبيات حكيمة فيها تعقل كبير للأمور واتزان في الوعي فألجمته بقولها: أيا مَنْ غرّهُ زهوُ التّصَابِي طرقتَ البابَ فلْتسْمع جَوابي فمثلي من تُشدُّ لهُ المطايا ويُرفَعُ ذكْرهُ عندَ الخِطابِ فلا تحْسب قريضَكَ منْ سُلافٍ ولا تحْسَب يراعكَ من شِهابِ ودعكَ منْ التكلّف يا صديقِي فلسْتَ سوى تُرابٍ من تُرابِ دمتم بحب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.