موضوعات كثيرة وقضايا عديدة فكرت الكتابة عنها هذا الأسبوع.. ولكن بعد فوز منتخبنا الوطني لكرة القدم ببطولة كأس الأمم الافريقية للمرة السابعة في تاريخه والثالثة علي التوالي لم أفكر لحظة إلا في الكتابة عن هذا الحدث المهم في تاريخ مصر.. وقبل أن ينتقدني البعض بسبب الكتابة في الرياضة علي أساس انني لست متخصصاً في هذا المجال أو انني لست من النقاد الرياضيين أقول لهم إن فوز منتخبنا الوطني بهذه البطولة الغالية وتحقيقه العديد من الأرقام القياسية الافريقية والعالمية هو حدث تاريخي يستحق أن يتناوله جميع الكتاب والصحفيين بصفة عامة وليس النقاد الرياضيين فقط. نعم هو حدث مهم أدخل البهجة والسعادة والفرحة إلي قلوبنا جميعاً.. حكومة ومعارضة.. مسلمين ومسيحيين.. صعايدة وفلاحين.. جلسنا سوياً أمام شاشات التليفزيون طوال مباريات البطولة نشجع فريقنا بحماس شديد.. نصفق مع كل هدف يسكن شباك المنافس.. نحلم بالفوز وتحقيق الكأس.. الجماهير خرجت في النجوع والقري والمدن تهتف باسم مصر وهي تحمل أعلامها.. نساء.. فتيات.. أطفالاً.. شباباً.. شيوخاً طافوا الشوارع والميادين الرئيسية وهم يرسمون علم مصر علي وجوههم هتفوا باسم مصر رددوا الأغاني والأناشيد الوطنية.. أطلقوا الألعاب النارية لتضئ سماء القاهرة والمحافظات المختلفة. بالطبع منتخبنا الوطني يستحق منا جميعاً ان نصفق له ونشيد به ونهتف بأسماء جميع لاعبيه وجهازه الفني.. فهذا الفريق حقق العديد والعديد من الأرقام القياسية العالمية والافريقية فهو الفائز بأول بطولة افريقية عام 1957 وآخر بطولة عام ..2010 منتخبنا الوطني فاز بالبطولة للمرة الثالثة علي التوالي وهو رقم قياسي عالمي لم يحققه سوي منتخب الأرجنتين في الأربعينيات وإيران.. منتخبنا فاز بالبطولة للمرة السابعة في تاريخه وهو رقم قياسي لم يحققه أي فريق افريقي آخر.. منتخبنا فاز في 19 مباراة متتالية دون هزيمة واحدة في البطولات الافريقية آخرها الفوز علي غانا في نهائي البطولة الأخيرة.. منتخبنا نجح لأول مرة في تاريخ البطولات الافريقية في تحقيق الفوز في كل مبارياته في البطولة دون تعادل أو هزيمة منذ قرار الاتحاد الافريقي بأن تكون عدد المنتخبات المشاركة في بطولة افريقيا 16 منتخبا.. منتخبنا نجح في تحقيق الفوز عن جدارة واستحقاق علي 4 منتخبات من أصل خمسة منتخبات تأهلوا لمونديال جنوب افريقيا وذلك بعد الفوز علي نيجيريا في الدور الأول بنتيجة 3/1 والفوز علي الكاميرون بنفس النتيجة في دور الثمانية ثم الفوز الكبير والتاريخي المهم علي الجزائر 4/صفر في النصف النهائي للبطولة وأخيراً الفوز علي غانا 1/صفر في نهائي البطولة. ومن الأرقام القياسية التي حققها فريقنا الوطني كذلك حصول صقر الفريق وعميد القارة السمراء أحمد حسن علي لقب أحسن لاعب في البطولة والحارس العملاق عصام الحضري علي لقب أفضل حارس مرمي بينما حصل أسطورة البطولة محمد ناجي "جدو" علي لقب هداف البطولة برصيد 5 أهداف رغم عدم مشاركته إلا في فترات قليلة من المباريات.. كما حقق أحمد حسن وعصام الحضري رقماً قياسياً بأنهما الوحيدان اللذان أحرزا اللقب 4 مرات بدأت عام 1998 ببوركينا فاسو و2006 بالقاهرة و2008 بغانا و2010 بأنجولا. أعتقد ان فريقنا الوطني يستحق أن نفخر به بعد أن رفع علم مصر وأشادت به جميع وسائل الإعلام الأجنبية والعربية باستثناء الجزائر .. فريقنا يستحق أن نفخر به بعد أن أكد للعالم أجمع ان لاعبيه أسياد القارة السمراء. أعتقد ان فريقنا الوطني يستحق هذا التكريم الذي كرمه له الرئيس مبارك.. يستحق هذا الاستقبال الكبير من الجماهير المصرية الوفية له بمطار القاهرة.. يستحق التحية والتقدير والاحترام من الجميع.. يستحق أن نحافظ علي جهازه الفني وجميع لاعبيه. ويمكن القول إن فوز فريقنا الوطني علي نظيره الجزائري برباعية نظيفة في النصف النهائي للبطولة كان الأهم للجماهير المصرية التي سعدت بهذا الفوز أكثر من سعادتها بالفوز علي غانا وتحقيق البطولة.. أعتقد ان الجماهير المصرية عندها كل الحق أن تفرح وترقص وتغني بالفوز علي الجزائر والثأر من الهزيمة في المباراة الفاصلة التي أقيمت بأم درمان يوم 18 نوفمبر الماضي. ورغم الفوز الكبير والمستحق لفريقنا الوطني الذي تلاعب بالفريق الجزائري طوال المباراة وتلقينه درساً مهماً في كرة القدم إلا أن الإخوة الجزائريين سواء كانوا مسئولين أو إعلاميين أو جماهير خرجوا علينا كعادتهم بادعاءات وأكاذيب رخيصة وقللوا من فوز منتخبنا واتهموا الحكم الشجاع البنيني كوفي كودجا بالتحيز لصالح منتخب مصر بل وصلت وقاحتهم إلي اتهام سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم برشوة الحكم الشجاع. الصحف الجزائرية الصفراء ابتعدت تماما كعادتها خلال تعاطيها مع مباراة مصر والجزائر عن كافة المعايير المهنية والأخلاقية وتفرغت لنشر الأخبار الكاذبة واتهام الحكم البنيني كودجا بالتحيز لصالح مصر بل والتطاول علي أعضاء الجهاز الفني واللاعبين وسب الشعب المصري بألفاظ بذيئة. أعتقد ان الجميع يعلم ان بعض الصحف الجزائرية كانت وراء إشعال وإثارة الفتنة بين الشعبين المصري والجزائري في تصفيات كأس العالم وهي وراء ما حدث من اعتداءات الجماهير الجزائرية علي المصريين العاملين بالجزائر عقب المباراة الأولي التي أقيمت بالقاهرة يوم 14 نوفمبر الماضي كما كانت وراء ما حدث أيضاً في العاصمة السودانية الخرطوم من اعتداءات صارخة بالأسلحة البيضاء والسيوف والجنازير من الجماهير الجزائرية ضد المشجعين المصريين. شكراً لفريقنا الوطني.. أدخل السعادة والبهجة إلي قلوبنا طوال أيام البطولة.. شكراً لفريقنا الوطني الذي جعلنا ننسي لبعض الوقت همومنا وآلامنا وأحزاننا ومشاكلنا وسيولنا وحوادثنا وانفلونزا الخنازير وازدحام مواصلاتنا وبطالة شبابنا وتلوث مياهنا وخناقات نوابنا وفساد أغذيتنا. [email protected]