شهد عام 2010، انجازات غير مسبوقة سطرتها مصر والعرب وإفريقيا، بداية من إنجاز من الصعب أن يتكرر لمنتخب أبناء الفراعنة على المستوي القاري ومرورا باستضافة القارة السمراء لأول لكأس العالم لكرة القدم عام 2010 وانتهاء بفوز قطر بحق استضافة مونديال 2022، في حين جاء منتخب أسبانيا علي صدارة أهم الأحداث الذي شهدها عام 2010 بالنسبة للرياضة العالمية. إنجاز مصري ففي بداية عام 2010، حقق المنتخب المصري الأول لكرة القدم، إنجازا جديدا بحصوله علي بطولة كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في أنجولا للمرة الثالثة علي التوالي والسابعة في تاريخ الفراعنة، بعدما تغلبنا علي منتخب غانا في المباراة النهائية بهدف عن طريق محمد ناجي "جدو" لاعب النادي الأهلي. واستطاع المنتخب المصري تحقيق أرقام قياسية سيظل عام 2010 شاهدا عليها من ستة انتصارات متتالية وسجل خال من الخسارة في المباريات ال19 الأخيرة في البطولة القارية وفوز أول على الجزائر خارج القواعد وبرباعية قاسية. ويأتي ذلك بعد فشل منتخبنا في الوصول لكأس العالم عام 2010 بجنوب أفريقيا بعد منافسة قوية مع منتخب الجزائر. فشل الأندية في حين فشلت الأندية المصرية في المشاركة بالبطولات الأفريقية لعام 2010 سواء في بطولة دوري أبطال أفريقيا (الأهلي والإسماعيلي) أو كأس الاتحاد الأفريقي (حرس الحدود وبتروجيت) في تحقيق أي من اللقبين .وخرج فريق بتروجيت من دور الستة عشر علي يد فريق الصفاقسي التونسي بعد أن تعادل معه في السويس بهدف لكل منهما قبل أن يهزمه الصفاقسي في تونس بهدف نظيف . أما فريق حرس الحدود فقد ودع البطولة من دور المجموعات . بينما فشل الأهلي والاسماعيلي في تحقيق دوري الأبطال الأفريقي وذلك بعد أن ودع الإسماعيلي البطولة من دور ال8 وأكمل الأهلي المسيرة رغم أداءه السيئ إلي دور النصف النهائي ولكنه خرج من فريق الترجي التونسي بهدف نظيف. سباق الفورمولا 1 وفي فبراير 2010 كانت اللحظة الأولى في فانكوفر، مع افتتاح دورة الألعاب الشتوية في كندا، لكن اليوم والحدث بأكمله تخيم عليهما ظلال وفاة الجورجى (نودار كوماريتاشفيلي) لاعب رياضة اللوح. وفي الرابع عشر من مارس ومن حلبة "صخير" البحرينية انطلق الموسم الحادي والستين لسباقات الفئة الأولي للسيارات "فورمولا وان" في موسم شهد تطبيق لوائح فنية جديدة كانت ولا زالت موضوع نزاع ونقاش بين الاتحاد الدولي للسيارات وبين رابطة فرق الفورمولا وان. وفي السباق الأخير الذي استضافته حلبة "مرسى ياس" الإماراتية تمكن السائق الألماني سيباستيان فيتل من إحراز لقب البطولة للسائقين بفارق أربع نقاط عن صاحب المركز الثاني فرناندو ألونسو، فيما كان فريقه ريد بول قد ضمن الفوز بلقب الصانعين في نهاية السباق ما قبل الأخير والذي جرى في البرازيل. ولم يفارق الموت عالم الرياضة سريعاً وهذه المرة من نصيب (خوان أنطونيو سامارانش) الرئيس الفخري للجنة الأولمبية الدولية عن عمر يناهز 89 عاماً فى 21 أبريل. وحجز سامارانش مقعداً له فى تاريخ الرياضة بعد فتحه باب الألعاب الأولمبية أمام الرياضيين المحترفين. إنجاز الإنتر في الثاني والعشرين من شهر مايو قاد النجم الأرجنتيني دييجو ميليتو فريق انتر ميلان الإيطالي لتحقيق فوز تاريخي بثنائية نظيفة على بايرن ميونخ الألماني ليتوج العملاق الإيطالي بطلا لدوري الأبطال للمرة الثالثة في تاريخه، ويبرهن "الاستثنائي" جوزيه مورينيو مدرب النيراتزوري في هذه الفترة، على أنه الأفضل بين المدربين على مستوي العالم خاصة بعدما تفوق على معلمه الهولندي لويس فان جال مدرب البايرن في النهائي. فيما استطاع الأسباني رافاييل نادال أشهر لاعبي التنس في العالم، في الحادي والعشرين من شهر يونيو العودة لمركز المصنف الأول عالميا في قائمة تصنيف لاعبي رابطة محترفي التنس بعدما توج باللقب الخامس لبطولة فرنسا المفتوحة للتنس "رولان جاروس" متغلبا على السويدي روبين سودرلينج بثلاث مجموعات متتالية. مونديال في السمراء والحلم الأسباني في الفترة من الحادي عشر من يونيو إلى الحادي عشر من يوليو، حل كأس العالم ضيفا وللمرة الأولي على القارة السمراء التي أنابت الزعيم نيلسون مانديلا لاستضافة الحدث الأبرز في العام مونديال 2010. ومن خلاله حقق الماتادور الأسباني إنجازا هو الأعظم في تاريخه الكروي بعدما قاده المدرب الوطني العبقري فيسنتي ديل بوسكي لمنصات التتويج العالمي للمرة الأولي. حملت الدقيقة 117 في نهائي المونديال بين هولندا وأسبانيا فرحة لا توصف للأسبان بعدما استطاع نجم الوسط أندريس أنيستا هز شباك الطواحين بهدف وحيد رقصت على أنغامه بلاد الأندلس وتناست على إثره ويلات الأزمة الاقتصادية العالمية. الأهم أنها حققت اللقب اعتمادا على الكرة الجميلة والأداء الهجومي. وبات الإسبانيان إنييستا وتشافي هما المرشحان الأقوى للكرة الذهبية، حتى أمام ميسى أسطورة كرة القدم الأرجنتيني الذي لم يشفع له تألقه مع برشلونة لمحو خيبة أمل منتخب الأرجنتين في كأس العالم تحت قيادة دييجو مارادونا. ولعب المنتخب الغاني دور الحصان الأسود في العرس الكروي بعدما خرج مرفوع الرأس من دور الثمانية عندما كان قاب قوسين أو أدنى من كتابة التاريخ وبلوغ نصف النهائي للمرة الأولى في تاريخ القارة لولا سوء الحظ الذي رافقه في ركلة جزاء ترجيحية في الأنفاس الأخيرة للقاء وركلات الترجيح أمام المنتخب الأوروجواياني في الدور ربع النهائي. سيطرة أمريكية في السلة في الفترة من 28 أغسطس وحتى 12 سبتمبر احتضنت أربع مدن تركية بما فيها العاصمة اسطنبول نهائيات كأس العالم لكرة السلة التي شهدت مشاركة 24 منتخبا من ضمنهم الأردن وتونس، وانتهت البطولة بتربع الولاياتالمتحدة على عرش كرة السلة العالمية بعد تفوقها على تركيا في النهائي لتحصد اللقب العالمي للمرة الرابعة في تاريخها. وننتقل إلى السرعة التي أكدت مقولة أن (الأصغر أسرع وصولا) وذلك بعد فوز الألماني (سيباستيان فيتيل) ببطولة العالم فى الفورمولا وأنه في سن الثالثة والعشرين حيث أصبح أصغر بطل للعالم في التاريخ بعد فوزه بسباق أبو ظبي للجائزة الكبرى. وفي 13 نوفمبر توج تي بي مازيمبي الكونغولي بطلا لبطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، علي حساب نادي الترجي التونسي، في حين حقق الفتح الرباطي المغربي لقب بطولة كأس الاتحاد الأفريقي. حلم العرب من خلال قطر حملت الأيام الأخيرة من عام 2010 بشري سارة لقطر بصفة خاصة والوطن العربي بصفة عامة، بعدما وقع الاختيار على قطر لاستضافة كأس العالم 2022، حيث جاء القرار نتيجة اقتراع سري لأعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" يوم الخميس 2 ديسمبر 2010 بالمدينة السويسرية زيوريخ. وتنافست قطر إلي جانب اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والولاياتالمتحدةالأمريكية على الفوز بتنظيم النهائيات، قبل ترجيح كفة الملف العربي في لحظة سجلت بحروف من نور في التاريخ الرياضي العربي. في الخامس من شهر ديسمبر توج المنتخب الكويتي بطلا للنسخة العشرين من كأس الخليج"خليجي 20"والتي استضافتها اليمن في الفترة من 22 نوفمبر وحتى 5 ديسمبر. حصد المنتخب الكويتي لقب البطولة بعد فوزه على نظيره السعودي بهدف نظيف أحرزه وليد على جمعة في الدقيقة الرابعة من الوقت الإضافي الأول بعدما انتهي الوقت الأصلي للقاء بالتعادل السلبي بينهما. تراجع شوماخر وفي يوم التاسع من ديسمبر لعام 2010 كان هناك صدمة كبيرة بعد اكتشاف (14 رياضياً) يتعاطون المنشطات، من بينهم بطلة العالم في ألعاب القوى الإسبانية (مارتا دومينيجيز) التى اعتقلت في إطار عملية جالجو، التي شنتها سلطات مكافحة المنشطات فى إسبانيا. وفي إنجاز أوروبي جديد، حقق فريق أنتر ميلان الإيطالي لقب بطولة كأس العالم للاندية لكرة القدم والذي اقيم في أبو ظبي للمرة الثانية علي التوالي، وذلك علي حسب فريق تي بي مازيمبي الكونغولي بطل أفريقيا. كما شهد موسم 2010 تراجع السائق الألماني مايكل شوماخر الأكثر نجاحا في هذه الرياضة "بطل العالم 7 مرات" عن الاعتزال، والعودة بعد غياب ثلاث سنوات.