مع التطور الإعلامي الجديد لجماعة الإخوان المسلمين والإنتخابات شبه العلنية والتنصيب في مؤتمر صحفي والبيعة . هذا الوضع الجديد يضع الجماعة أمام استحقاقات جديدة وهي المناقشة المفتوحة للأفكار . وأعتقد أن هذا الموضوع ليس ترفاً فكرياً لإن جماعة الإخوان المسلمين هي فصيل هام في مصر وأظن أن الأزمة المصرية الحالية ، أحد أركانها الأساسية هي جماعة الإخوان المسلمين ، لا أقول أنها سبب الأزمة ولكنها أشبه بنظرية ألاواني المستطرقة فنظام شمولي أثر علي المناخ العام وأفسده بما فيه الجماعة وجماعة شمولية أربكت النظام والنخبة علي حد سواء وأعطت مسوغات تبريرات للنظام للإستمرار علي ماهو عليه. والسؤال عنوان المقال ليس مطروحاً للإجابة عليه فالإجابة معلومة تقولها النخبة وتقولها قيادة الجماعة ولكن الممارسات وسقطات اللسان وطبيعة الأفكار تعبر عن عكس الإجابة المطروخة ، وسأناقش بعض الأفكار ، أولها الإنتخابات الحالية رغم تقديري لشكل الإنتخابات وشبه علانياتها ووجود مرشد سابق لأول مرة ولكن يجب علي الرأي العام أن يطًّلع علي بعض المعلومات الجانبية فالجماعة بخلاف التقسيمات الجغرافية الشعب والمناطق ثم المحافظة ومكتب الشوري ومكتب الإرشاد ولكل مستوي مكاتبه ولكن هناك رتب داخل الجماعة منها أولي : ( محب أو مبتدئ ) ثانية : ملتزم ويدفع الإشتراك المالي وموجود داخل أسرة وملتزم بالسمع والطاعة لأميره ( مسؤول أسرته ) عامل : أخ مبايع ملتزم بالسمع ووالطاعة نقيب : أمضي أخاً عاملاً فترة من الزمن أظهر درجة من الولاء والإلتزام والإنضباط وأستطيع بحسبة بسيطة أن أجزم أن عدد الأعضاء العاملين علي مستوي الجمهورية لا يتجاوز الخمسة آلاف علي أقصي تقدير أما عدد النقباء فلا يتجاوز الخمسمائة علي أقصي تقدير وهؤلاء هم التنظيم السري داخل الجماعة التابع مباشرة لمحمود عزت بشكل مباشر وهم الآداة الحقيقية لتحريك التنظيم . وما يستحق التعليق هنا أن فكرة الإنتخابات تتعارض بشكل مباشر مع فكرة الإنتخابات لأن الإنتخابات من شفافيتها التساوي في حقوق الترشيح والتصويت إلا إذا كانت شروط عامة كالسن ولكن أن تكون الرتب ممنوحة من أطراف بعينها من الطبيعي أن يمنع من تلك الرتب من لا يتوافق مع رأي تلك المجموعة وبذلك يكون فكرة الإنتخابات شكلية لأنك ستختار ممن تم التوافق عليهم مسبقاً ولا أقول الإنتخاب الخاص بالمرشد أو مكتب الإرشاد أو مكتب الشوري بل قبل ذلك فشروط مكتب المحافظة أن يكون الأخ برتبة عامل ومكتب المحافظة هو الذي ينتخب مكتب الإرشاد وللعلم فمن الممكن بل من المؤكد أن أعضاء كثر داخل جماعةالإخوان المسلمون ربما يمضي داخل الجماعة ثلاثون عاماُ أو أكثر يدفع الإشتراك المالي وربما يتعرض للإعتقال وغيره ويلتزم السمع والطاعة ولا يحصل علي رتبة عامل لأنها مبنية علي تقارير أو ما يسمي بالتوثيق والتضعيف والتي تقدر ما يسمي بدرجة الإنضباط ( والإنضباط في توصيفاتهم الغير معلنة هو الولاء التام والثقة الشديدة والتي من مظاهرها عدم المناقشة والمجادلة والتماهي مع القيادات الروحية للجماعة ، كالوصف الذي وصفه عمر التلمساني وهو من التوصيفات الصوفية أن يكون مع شيخه كالميت بين يدي مغسله . بل إن كثيراُ ممن يدفعون إشتراكات مالية لا يدعون للتصويت أصلاً ناهيك عن حقوق الترشح ولذلك ففلسفة الإنتخابات الإخوانية تحتاج إلي مناقشة من نظروا لها ومارسوها نعود لعنوان المقال فأنا أختلف مع كثيرين ممن يقولون أن الجماعة وقت الإمام البنا كانت نقية وجاء المحدثون فانحرفوا عن الطريق ولكني أظن أن الفكرة منذ مولدها كانت مملوكية بمسحة شيعية ربما بسبب نشأة الإمام البنا نفسه وطبيعة تكوينه وظروف عصره الإستعمار والخلافة والهوان الذي كانت عليه الأمة فيقول في كتابه الوحيد مذكرات الدعوة والداعية بخلاف كتاب الرسائل وبعض الخطب التي فرغت في كتب مطبوعة . يقول الإمام البنا في مذكراته علي لسان محمد سعيد العرفي ( مناضل سوري ) حيث ينصح الإمام " إسمع لا تتحرج من أن تضم للدعوة المقصرين في الطاعات ، المقبلين علي بعض المعاصي الخسيسة مادمت تعرف منهم خوف الله ، واحترام النظام ، وحسن الطاعة ، فإن هؤلاء سيتوبون من قريب . ولكن احذر من صنفين حذراً شديداً ولا تلحقهما لصفوف الدعوة أبداً . الملحد الذي لا عقيدة له ، والصالح الذي لا يحترم النظام ولا يقدر معني الطاعة : فهذا يغري الأفراد بصلاحه ويفرقها بخلافه . ويقول الإمام البنا في كتاب الرسائل معرفاً الطاعة ( الطاعة هي امتثال الأمر وإنفاذه تواً في العسر واليسر والمنشط والمكره ويستطرد شارحاً لمرحلة التكوين بأنه في هذه المرحلة نظام الدعوة صوفي بحت من الناحية الروحية ، وعسكري بحت من الناحية العملية ، وشعار هاتين الناحيتين ( أمر وطاعة ) من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج وقد أعطي الإمام البنا القيادة في الجماعة حق الوالد بالرابطة القلبية والأستاذ بالإفادة العلمية والشيخ بالتربية الروحية .ومن المواقف التي رواها الإمام البنا في مذكراته ، حيث حدثت مشكلة علي نيابة الجمعية بالإسماعيلية حيث اختار الإمام البنا شخص ( نجار ) للإمارة ورأي آخر أنه أحق منه ( شيخ أزهري ) لعلمه ونشاطه وثار لغط شديد حيث جمع الشيخ أنصاره ولكن الإمام البنا أستطاع أن يقنع جموع الأفراد برأيه وحتي الآن الأمر عادي ولكن المشكلة ماقاله الأمام البنا بعد ذلك منتقداً الطرف الآخر . قال في مذكراته واصفاً أقوالهم " قول معسول ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب ، وإن لإبليس لأصدقاء ومعاونين لعلهم أنفذ منه قولاً ..... ويستطرد الإمام " وزين له الشيطان أن في ذلك مصلحة الدعوة وأنه يتشدد لا لنفسه ولكن للمصلحة العامة وهذا المنفذ الذي ينفذ منه الشيطان دائماً إلي نفوس المؤمنين ليفسد عليهم صدق إيمانهم وطهر قلوبهم " وكان الإسلام حكيماُ في وصيته بأخذ مثل هؤلاء الخوارج علي رأي الجماعة بمتنتهي الحزم ، من آتاكم وأمركم جميع يريد أن يشق عصاكم فاضربوه بالسيف كائناً من كان ولكننا تأثرنا إلي حد كبير بالنظم المائعة التي يسترونها بألفاظ الديمقراطية والحرية الشخصية وما كانت الديمقراطية ، ولا الحرية يوما"ً من الأيام معناها تفكيك الوحدة والعبث بحرية الآخرين . هذا ماقاله الإمام البنا في حق أول من اختلف معه في بداية دعوة الإخوان المسلمين ( خوارج وسيف والشيطان ) فهل هذه جماعة بشرية محمود عزت في 2007 واصفاً من يريدون تغيير شعار الإسلام هو الحل أن يتحملوا مسؤوليتهم يوم القيامة عن هذا الأمر . وللحديث بقية إن كان في العمر بقية سامح عيد إخواني سابق حزب الوسط حالياً