"خطوة فاجأت الكثير من المراقبين"، هكذا وصفت مجلة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إعلان قطر عن تقديم مساعدات مالية إضافية بقيمة 3 مليار دولار إلى مصر، التي تعاني من ضائقة اقتصادية، رافعة إجمال مساعداتها إلى ثمانية مليارات دولار. وقال رضا أغا كبير الخبراء الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في "تي بي كابيتال" في لندن: "الإعلان عن دعم قطري إضافي... كان غير متوقع وعلى النقيض من التصريحات العامة... وبغض النظر عن أي شيء؛ فإنها خطوة إيجابية وتعطي الحكومة فضاء أوسع للتحرك". ورأت الصحيفة أن ضخ الدعم المالي القطري قد يعزز من موقف القاهرة في مفاوضاتها مع وفد صندوق النقد الدولي الذي يضغط علي المسئولين المصريين لخفض الدعم عن السلع الغذائية الأساسية والوقود وزيادة الضرائب كشرط أساسي للحصول على القرض. واعتبرت أن الدعم القطري من شأنه أن يعزز دعم الميزانية المصرية والمساعدات من الدول والمنظمات الأخرى، لافتة إلى أن حكومة الرئيس محمد مرسي كانت حاولت السعي للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي بالإضافة إلى مساعدات مالية من دول الخليج العربي. وأوضحت أن الإعلان جاء عقب زيارة "غير متوقعة" هذا الأسبوع من قبل الحكومة المصرية إلي العاصمة القطرية الدوحة، بعد ظهور بوادر الخلاف بين البلدين، جزئيا بسبب الصفقة المصرفية المتعثرة. وأشارت إلى التغير المفاجئ في الموقف القطري، فقبل شهر ووسط علامات الإحباط التي يعاني منها المصريون بشأن عدم كفاءة القادة الإسلاميين، أعلن وزير المالية القطري يوسف كمال أنه لا مساعدات جديدة ستصل مصر في القريب العاجل. مع ذلك، قالت الصحيفة إن الكثير من المصريين يرتابون من دوافع قطر لمساعدة بلادهم، فهم يتهمونها بمحاولة التأثير على السياسة المصرية عن طريق دعم الحكومة التي يهيمن عليها الإسلاميون، كما أن توجُهات الإعلام القطري يدعم سياساتهم. وأوضحت أن الإعلامي الساخر باسم يوسف عرض خلال برنامجه الأسبوع الماضي أغنية تتباكي على التأثير القطري على البلاد.