قصر أندراوس باشا، القيادى الوفدى السابق، هو أحد القصور التاريخية فى الأقصر حيث تم بناؤه عام 1897 ، ويقع على كورنيش النيل وملاصق لمعبد الأقصر الذى شهد جريمة مقتل نجلتى توفيق باشا أندراوس "صوفى آندراوس 85 عامًا" وشقيقتها "لودى 79 عامًا" يعتبر مبنى أثريًا وذلك لمرور أكثر من مائة عام على إنشائه. توفيق باشا أندراوس، الذى كان عضوًا بمجلس الأمة عن حزب الوفد بعد ثورة 1919 ونائب الأقصر لثلاث دورات بمجلس النواب فيما بعد، ولم تنتخب الأقصر نائبًا غيره حتى وافته المنية أثناء إعداده للمؤتمر الوطنى فى السادس من يناير 1935. وكان أندراوس باشا بشارة من أثرياء مصر وقام والده بوقف مائة فدان لخدمة مساجد وكنائس الأقصر مناصفة وأوقف عشرة أفدنة لخدمة المدرسة الصناعية لأنه كان يؤمن أن الصناعة والحرف تشكل المستقبل لشباب الأقصر ثم قام ببناء مدرسة الأقباط التى مازالت قائمة وبنى مسجد المقشقش ومسجد المدامود وجمعية الشبان المسلمين والعديد من المشروعات الخيرية تصدر توفيق أندراوس صفوف ثورة 1919 ووهب لها عمره، حيث حاول القصر الملكى أن يثنيه وعرض عليه أحمد حسنين باشا - وكان زميلاً له فى جامعة أكسفورد - رغبة الملك فؤاد فى تعيينه سفيرًا فى لندن على أن يترك سعد زغلول، فكان رده الرفض بشدة . وعندما نفت السلطات سعد زغلول ورفاقه علم توفيق أندراوس أن أم المصريين صفية هانم زغلول تشكو من نضوب خزينة الوفد، فما كان منه إلا أن باع سبعمائة فدان ووضع ثمنها تحت تصرف أم المصريين للصرف على الحركة الوطنية. وفى رحلة سعد زغلول النيلية إلى الصعيد استقبله توفيق أندراوس على رأس أهالى الأقصر وما حولها رغم كل محاولات بدر الدين بك مدير الأمن العام أيامها وكان فى عنفوان قوته وجبروته ولم يهب توفيق أندراوس قوات بدر الدين وأسلحته التى حاولت الحيلولة دون رسو باخرة سعد باشا فى الأقصر بحجة دواعى الأمن، فتصدى لهم توفيق باشا أندراوس واستقبل سعد بمنزله وكان اجتماعًا تاريخيًا مشهودًا للوطنية فى الصعيد فى سنة1921 ودوت الجماهير بهتافها المدوى يحيا سعد وهتف سعد زغلول "بل يحيا توفيق أندراوس". ويذكر التاريخ أنه نتيجة لجهوده، دخلت المياه النقية والنور إلى الأقصر قبل محافظة الجيزة وكان له العديد من الموافق البرلمانية الوطنية المشهودة. وهو القصر الوحيد فى الأقصر الذى استقبل الزعيم سعد زغلول فى عام 1921 فى رحلته النيلية التاريخية لمدن الصعيد بغرض جمع دعم شعبى لمطالب ثورة 1919. تم تحويل القصر فى أواخر عهد النظام السابق إلى مقر للحزب الوطنى المنحل بالمحافظة. يذكر أن عائلة "أندراوس" صاحبة القصر تنتمى إلى مدينة قوص بمحافظة قنا وكانوا يعملون بالتجارة ثم استقروا بالأقصر وقاموا بالعمل بالأشغال الفندقية وشيدوا فندق "سافوي" بينما ظل الجد الأكبر للعائلة "بشارى أندراوس" يعمل بالتجارة.. وترجع أصول العائلة إلى أصول سورية وكان الشقيقان "توفيق وياسا" من هواة جمع الآثار وقد تبرع توفيق أندراوس بما يقرب من 100 فدان لبناء المساجد والكنائس، خصص جزء كبير منها لبناء مسجد سيدى أبو الحجاج القطب الصوفى المعروف بالأقصر. وأكد مسئولو الآثار بالأقصر على حقيقة وهى أن هذا القصر لم يتم تسجيله حتى الآن، كمبنى أثرى رغم الطراز المعمارى المتميز للقصر وما توجد بداخله من قطع وتحف فنية نادرة، وطالبوا السيد الرئيس محمد مرسى بضرورة إصدار قرار جمهورى حتى يتم أدراج "قصر أندراوس باشا" ضمن القصور المسجلة كآثار ويكون تحت مسئولية وزارة الآثار والسياحة بالأقصر.