عثرت أجهزة أمن الأقصر ، اليوم الإثنين ، علي جثتي صوفي ولودي نجلتي توفيق باشا أندرواس صديق الزعيم سعد زغلول مقتولتين داخل قصرهما المطل علي نهر النيل بالأقصر . واكد اللواء أحمد ضيف صقر مدير أمن الأقصر أن محامي القتيلتان هو من إكتشف موتهما عندما ذهب إليهما وطرق باب القصر فلم يفتح له أحد فاستدعي أجهزة الأمن وتم كسر الباب فعثر عليهما مقتولتان داخل القصر .
وأشارت التحريات المبدئية أن مجهولين إقتحموا القصر وقاموا بالإعتداء علي المجني عليهن .
يشار إلي أن توفيق باشا أندراوس هو أحد رجالات الحركة الوطنية المصرية خلال ثورة 1919ونائب الأقصر لثلاث دورات بمجلس الأمة ولم تنتخب الأقصر نائبا غيره حتى وافته المنية أثناء إعداده للمؤتمر الوطنى فى السادس من يناير 1935 .
ووالده اندراوس باشا بشارة كان من أثرى أثرياء مصر وقام والده بوقف مائة فدان لخدمة مساجد وكنائس الاقصر مناصفة وأوقف عشرة أفدنة لخدمة المدرسة الصناعية لأنه كان يؤمن ان الصناعة والحرف تشكل المستقبل لشباب الاقصر ثم قام ببناء مدرسة الأقباط التى مازالت قائمة وبنى مسجد المقشقش ومسجد المدامود وجمعية الشبان المسلمين والعديد من المشروعات الخيرية، تصدر توفيق اندراوس صفوف الثورة ووهب لها عمره.
حاول القصر الملكى ان يثنيه وعرض عليه احمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى وكان زميل له فى جامعة أكسفورد رغبة الملك فؤاد فى تعيينه سفير فى لندن على ان يترك سعد فكان رده الرفض بشدة. وعندما نفت السلطات سعد ورفاقه علم ان أم المصريين صفية هانم زغلول تشكو من نضوب خزينة الوفد فما كان من توفيق اندراوس إلا ان باع سبعمائة فدان ووضع ثمنها تحت تصرف ام المصريين للصرف على الحركة الوطنية. وفى رحلة سعد زغلول النيلية الى الصعيد استقبله توفيق اندراوس على راس اهالى الاقصر وماحولها رغم كل محاولات بدر الدين بك مدير الامن العام أيامها وكان فى عنفوان قوته وجبروته ولم يهاب توفيق اندراوس قوات بدر الدين وأسلحته التى حاولت الحيلولة دون رسو باخرة سعد باشا فى الاقصر بحجة دواعى الامن فتصدى لهم توفيق باشا اندراوس واستقبل سعد بمنزله وكان اجتماعا تاريخيا مشهودا للوطنية فى الصعيد فى سنة1921 ودوت الجماهير بهتافها المدوى يحيا سعد وهتف سعد زغلول بل يحيا توفيق اندراوس. ويذكر التاريخ انه نتيجة لطلباته دخلت المياه النقية والنور الى الاقصر قبل محافظة الجيزه وكان له العديد من الموافق البرلمانية الوطنية المشهودة.
ومات توفيق اندراوس فى ريعان شبابه ووافقت وفاته مناسبة لاتتكرر اجتماع عيد الفطر المبارك وعيد الميلاد المجيد فى يوم واحد فخيم على الاقصر الحزن العميق وخرجت جماهير الاقصر وقوص وارمنت فى موكبه الحزين وشهدت جنازته العديد من الشخصيات منهم مكرم عبيد باشا سكرتير الوفد وتوفيق دوس وزير المواصلات ونقيب الأشراف محمد ابو الحجاج الحجاجى والعلم الجليل الحسين الحجاجى . فيحيا توفيق اندراوس كما قال سعد زغلول فارسا وطنيا فى مدرسة السماحة المصرية.