مناخ الحرب الذي يعيشه الزمالك حاليا يدخله دوامة الموسم المنتهي ويغلق كل الطرق أمام عودته من جديد إلى حلبة البطولات وإلى سابق عهده كناد عريق وقادر على المنافسة في جميع الألعاب. والغريب أن المناخ المسيطر على الزمالك هو نفسه مناخ دولة تعيش حالة فارقة من حالات التاريخ.. نظام يقاوم اختيارات الشعب وطموحاته حتى النفس الأخير. لا يؤمن بالديمقراطية ولا حقوق الانسان! الشعب في رأي أركان هذا النظام لا يزال طفلا رضيعا لم يتم فطامه بعد ولا يمكن الوثوق بأنه قادر على الاختيار والانتخاب، هكذا قالها أحمد نظيف صراحة يوما ما دون أي احترام لشعب كبير تضرب جذوره في أعماق التاريخ! ولذلك فان اختيار رئيس المجلس القومي للرياضة المهندس حسن صقر لثمانية معينين في مجلس الادارة من الراسبين في انتخابات الجمعية العمومية، هو مجرد صفحة في الكتاب الأسود للنظام الذي يفرم ويعجن معارضيه ويعتدي على أعراض الشريفات ويسلمهن للمخبرين البلطجية "ليشوفوا شغلهم".. كما حدث مع الزميلة عبير العسكري الصحفية بجريدة الدستور في قسم السيدة زينب يوم الخميس الماضي الأسود! هؤلاء الثمانية عقاب لارادة الجمعية العمومية واختياراتها، تعبير عن غرور النظام وصلفه وجبروته. فحسن صقر يتصور أنه يفهم أحسن من أعضاء الجمعية العمومية، ويملك الوصاية على اختياراتهم ويعرف مصلحتهم، ولذلك فلا يجب أن تكون لهم كلمة وعليهم فقط السمع والطاعة! حسن صقر هو المسؤول عن أزمة الزمالك الحالية. يزعم انه يحترم الشرعية، فأي شرعية في حصار يواجهه مرتضى منصور، الرئيس المنتخب والشرعي، من ثمانية معينين مرفوضين من الجمعية العمومية يتزعمهم رؤوف جاسر! ثقافة حسن صقر هي نفس ثقافة النظام.. نفس المراوغة واللف والدوران ونصب الأفخاخ والدبابيس! مرتضى منصور يصرخ الآن بأن الزمالك يتعرض لعملية تدمير منظمة ويستنجد بصقر ويعتبره المسؤول الأول عن النادي حاليا. يطلب منه أن يتدخل قبل ان تصل الأمور إلى خط اللا رجعة وتتفاقم وترتب نتائج كارثية! لا أعرف ما سر الاصرار الحكومي على اذلال مرتضى منصور وتقزيمه وتحويله إلى رئيس (منظر) لا سلطة له ولا قوة ولا رأي، وهو الواقع الذي يعيشه حاليا بالفعل، فمجلس الادارة بقوة ونفوذ المعينين يجتمع بدونه ويتخذ قراراته وقادر على منع انعقاد جمعية عمومية طارئة للانتخابات التكميلية، وهي الحجة التي يستند إليها صقر في اطالة امد المعينين الى سبتمبر القادم موعد الجمعية العادية، لاطالة أزمة الزمالك إلى أطول وقت ممكن حتى يستمر في الموسم القادم في نفس النفق المظلم! هل فعلا يدير زكريا عزمي رجل النظام القوي هذه الأزمة بأصابعه من خلف الكواليس بسبب خلافاته مع مرتضى منصور؟! هل حل عزمي كل مشاكل مصر وقضى على الفساد الواصل للركب – على حد احدى تعبيراته البرلمانية – ليتفرغ للكرة ولرأس مرتضى؟! [email protected]