الحقد هو شعور إنساني تجاه شخص أو مجموعة لسبب معين يدفع صاحبه إلى الرغبة في الإنتقام . ولعل هذا التعريف يفسر لنا كثيرا من الجدل والبذاءة والتعصب والصوت المرتفع وتلك الحالة المستنكرة من الغضب المستعر واحمرار الوجوه ,, والإنكار المستمر لكل ما ومن هو إسلامى ,, وهذا المشهد المأساوى من تحريق للأحياء لا لشئ اقترفوه إلا أنهم ينتمون الى جماعة الإخوان المسلمين ,, وهذا الذى يحدث من بعض القوى مدعية الثورية وآخرين ,, من مناهضة لحكم الرئيس محمد مرسي عبر أعمال تخريبية إجرامية تتنافى مع أبسط قواعد الشرع والقانون والعرف ,, متحدة فى هذا ومتعاونة مع رجالات العهد البائد ,, الذين تضررت إمبراطورياتهم المادية الحرام وسلطتهم المستبدة الفاسدة ,, من أجل إفشال التجربة الإسلامية بوجهيها : الهوية والمشروع النهضوى ... ما هو إلا تنفيسا عن حالة الحقد هذه التى استعمرت تلك القلوب الضعيفة . قال الغزالي : "إن من آذاه شخص بسبب من الأسباب وخالفه في غرضه بوجه من الوجوه, أبغضه قلبه وغضب عليه ورسخ في قلبه الحقد عليه, والحقد يقتضي التشفي والانتقام, وقد يحدث الحقد بسبب خبث النفس وشحها بالخير لِعِبادِ الله". انتهى . والنفوس الكاملة المخلصة المتأدبة بأدب الاسلام والمتربية على مائدة القرآن والسنة لا تصاب بمثل تلك الأمراض التى اختصت بها النفوس المريضة الضعيفة ,, التى خاصمت المساجد وضاقت بالقران قلوبها , وامتلأت بالحرام بطونها , وغذيت بالتغريب أفكارها . وكما قال عنترة بن شداد : أيحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ ! ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ وكم قال آخر الحقد داءٌ دفينٌ ليس يحمله.. ..إلا جهولٌ مليءُ النفس بالعلل حقا إنها أنفس أشباه الرجال,, تلك التى مولت وتلك التى خططت وتلك التى نفذت ,, وتنفذ هذا المخطط التخريبى للثورة المضادة بعد أن فشلت كل تلك المحاولات الغير دموية لإسقاط الرئيس الثورى ومشروعه . ومن نتائج هذا الحقد وثمراته الخبيثة .. مرض مدمر للمجتمع .. إنه الحسد : والحسد هو تمنى زوال نعمة الغير .. والنعمة المحسود عليها الإخوان المسلمون ,, هى نعمة التنظيم القوى والعمل المجتمعى الدؤوب الذى يدفع الناس الى حبهم والثقة بهم واختيارهم فى كل الإنتخابات . والحاسد ظلوم جهول غشوم منتقم لايشفى صدره ولا يزيل حزازة الحسد الكامن فى قلبه .. إلا زوال نعمة محسوده . وداريت كل الناس لكن حاسدي *** مداراته عزت وعز منالها وكيف يداري المرء حاسد نعمة *** إذا كان لا يرضيه إلا زوالها وكما قال اللآخر : أعطيت كل الناس من نفسي الرضا *** إلا الحسود فإنه أعيان لا أنا لي ذنباً لديه علمته *** إلا تظاهر نعمة الرحمن يطوي على حنق حشاه إذا رأى *** عندي كمال غنى وفضل بيان ما أرى يرضيه إلا ذلتي *** وذهاب أموالي وقطع لساني وأذكر الإخوان المسلمين وكل مخلص لهذا البلد بقول القائل : إصبر على كيد الحسود *** فإن صبرك قاتله كالنار تأكل بعضها *** إن لم تجد ما تأكله وقول اللآخر : أوما رأيت النار تأكل نفسها *** حتى تعود إلى الرماد الهامد تضفو على المحسود نعمة ربه *** ويذوب من كمد فؤاد الحاسد وإلى هولاء الحاسدين خاصة من الإعلاميين المرتزقة الذين يرقصون لكل ممول ويطبلون لكل فاسد ويشوهون كل عامل مخلص فيرمون الإخوان بكل نقيصة ويطيرون عنهم كل كذبة ويختلقون لهم كل فرية ,,,, أقول : وإذا أتتك مذمتي من ناقص *** فهي الشهادة لي بأني فاضل وأقول لهم أيضا : كم سيد متفضل قد سبه *** من لا يساوي طعنة في نعله وإذا استغاب أخو الجهالة عالماً *** كان الدليل على غزارة جهله أهل المظالم لا تكن تبلي بهم *** فالمرء يحصل زرعه من حقله أرأيت عصفوراً يحارب باشقاً *** إلا لخفته وقلة عقله واحرص على التقوى وكن متأدباً ***وارغب عن القول القبيح وبطله واستصحب الحلم الشريف تجارة *** واعمل بمفروض الكتاب ونقله واجف الدنيء وإن تقرب إنه *** يؤذيك كالكلب العقور لأهله واحذر معاشرة السفيه فإنه *** يؤذي العشير بجمعه وبشكله واحبس لسانك عن رديء مقاله *** وتوق من عثر اللسان وزله ليعلم هؤلاء المتآمرون جميعا أن كل ما يدبرون له .. فاسد باطل ضائع ,, ((مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ )) وأن قطار الثورة والإستقرار والنهضة انطلق فليركب من يريد وليتخلف كل مشوه الخلق منكوس الفطرة ضعيف الذاكرة فاقد الإدراك خبيث النفس .. وليعلموا أنا نحبهم ونحرص عليهم ,, كما قال الإمام الشهيد حسن البنا ** سنقاتلهم بالحب ** فبناء بلدنا يحتاج لكل أيادى أبناءه ,, ولن يستطيع فصيل واحد مهما بلغت قوته أن يقوم بالمهمة منفردا .. قال تعالى ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ((وقال تعالى ((إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ )) صدق الله العظيم . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]