أتوجه بحديثي هذا إلى أخي، جندي الأمن المركزي، المصري، الصعيدي، الفلاح أو ابن البلد المسلم، الذي يؤمن بالله وكتبه ورسله والذي يحب وطنه وأهله. ولذلك إن لم تكن يا أخي ممن يعرف حق المواطنة، ولا يؤمن بالله ورسالاته ولا تحب وطنك فلا تشغل نفسك ولا وقتك بقراءة ما يلي. أقول وبالله التوفيق، أن الأرض لله يورثها من يشاء، وأنه لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض. فاعلم يا أخي أن جنديتك لحماية أمن الوطن والمواطن هي واجب وطني وشرف لا يساويه أي شرف وجزاؤه عند الله، ولذلك، وعندما تقف في صفوف الجنود وبأيديكم الهراوات والمصدات والخوذات المصفحة، تذكر أن الذي يقف أمامك في الجهة الأخرى هو أخ لك، مصري، هو منك وأنت منه، وأنه لا ذنب له إلا أنه يطالب بحقه وحقك في العيش الكريم، وأنه فيمن يقفوا في الجهة المقابلة أقارب لك من قريب أو من بعيد وجيران وزملاء مدرسة وأولاد من بلدك مسلمين. وإن كان مسيحيا فحقه عليك وعلينا أكبر لأننا نكون قد حكمناهم بالإسلام وظلمناهم باسم الإسلام. واسأل نفسك قبل أن تهوي بعصاك على رأس أحدهم لماذا أضرب هذا؟ وبأي حق أضربه؟ وما الذي بيني وبينه حتى أضربه؟ واعلم أنه إذا كان لا يستطيع أن يقتص منك فإن الله سيقتص له منك في يوم عسير وسيكون الموقف يومها مختلف. إعلم إنما هي سلطة منحك إياها حاكم استعملك على أخيك. وتذكر أن من فزع مؤمنا في الدنيا لا يأمن فزع يوم القيامة، فهل تقدر على أن تكون من هؤلاء؟ وتذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)، وكلنا نعلم من هن أهل الصنف الثاني، فهل تقدر على أن تكون من الصنف الأول؟ وقال صلى الله عليه وسلم (أتدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار). إعلم يا أخي أنك مستعمل ومستخدم وأنك مسلط منا...علينا، وأن راتبك الضئيل هو من جيوب وقوت هؤلاء الذين تضربهم، وأنك قد لا تدافع إلا عن ظالم وأنك يوم القيامة تقف في صفه وسيلقى الكل جزاؤه. وأنا لا أطالبك بأن تستدير بعصاك وتضرب من يستحق الضرب بها ولكن أطالبك أن ترفق بإخوانك نحن نعلم ما أنتم فيه من أسر وندعوا لكم ولنا بفك أسرنا في بلدنا وأن يأتي الله بفتح من عنده. وفي المرة القادمة عندما تقف رافعا هراوتك، قف وتفكر على من يجب أن تهوي بها. ولنا حديث مع إخوتنا ضباط الأمن المركزي. كارم حماد [email protected]