ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الأخيرة لمدينة ديجون شرق فرنسا كشفت عن تراجع شعبيته على نحو سريع لم يشهده رئيس فرنسي من قبل. وقالت المجلة - في تقرير بثته بموقعها على شبكة الإنترنت- إن التأييد الشعبي لأولاند تراجع بشكل كبير بعد دخوله قصر الإليزيه بعشرة أشهر فقط، ولم تشفع له زيارته لديجون التي استهدف من خلالها التقرب من الشعب الفرنسي. وأضافت المجلة أن أسوأ ما كان يتوقع الرئيس الفرنسي حدوثه في زيارته للمدينة التي تقع شرق البلاد قد حدث بالفعل، فقد قابل سكان المدينة محاولات أولاند لتعزيز نسبة شعبيته المتردية، وسعيه لإعادة التواصل المباشر مع الفرنسيين، بمواجهته بحقيقة غضبهم تجاهه، حتى أن البعض وجه إليه أسئلة بشكل مباشر حول عدم الوفاء بوعوده التي أطلقها في حملته الانتخابية. وأوضحت المجلة أن مشهد المواطن الفرنسي الذي حاول الاقتراب من أولاند وهو يسأله بغضب "أين ذهبت وعودك ؟"، ولجوء اثنين من حراس الرئيس الفرنسي لاستخدام العنف معه وحمله وإبعاده عن الموكب ، كان كارثيا بما يكفي للفرق العاملة بالقنوات الإخبارية لتعمد تفويته على المشاهدين، بعد أن كاد يعيد إلى الأذهان موقف سلف أولاند في رئاسة البلاد نيكولا ساركوزي عندما أهان مواطنا فقيرا فظلت عبارته عالقة بأذهان الفرنسيين. ونقلت المجلة الألمانية عن صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية رصدها لمحاولات حرس أولاند إسكات مواطن صاح بوجهه قائلا "ننتظر تغييرك يا فرانسوا !" وأشارت المجلة إلى أن أولاند يمر بأسرع معدل لتراجع الشعبية بين جميع الرؤساء الفرنسيين ، فبعد أن تراوحت نسبة شعبيته في يونيو الماضي بين 51 و 63 \% وفقا لمؤسسات استطلاع الرأي ، تراجعت هذه النسبة بشكل كبير لتتراوح حاليا بين 30 و 37 \% ، وهي تتجه بسرعة نحو أسوأ نسبة قبول شعبي لرئيس فرنسي ، والمسجلة بإسم ساركوزي في مايو 2011 ، والتي بلغت آنذاك 20 \%. ورصدت المجلة تغيرا جذريا في سلوك المواطنين الفرنسيين تجاه رئيسهم بعيدا عن استطلاعات الرأي ، فبعد أن غادر أولاند مدينة ديجون وأهلها الغاضبين بساعات قليلة ، سأل الرئيس الفرنسي سيدة كانت تمر بالقرب من موكبه عما إذا كانت ترغب في أن تحصل على صورة تذكارية بصحبته ، فردت عليه ببرود "لدينا الكثير من صورك التي نشاهدها في التليفزيون". ولسوء حظ الرئيس الفرنسي ، فقد تصادف أن واجهته مواطنة فرنسية أخرى في اليوم ذاته ، وقالت له حرفيا "لا تتزوجها ، إننا في فرنسا لا نحبها" في إشارة منها للسيدة فاليري ترايرويلار شريكة الرئيس الفرنسي وصديقته ، الأمر الذي تسبب لأولاند في حرج بالغ لم يستطع اخفاؤه.