الجنزورى يخصص المستشفى الرياضى لصالح جمعية أهلية مقابل مليار دولار للمصابين والجمعية سددت مليون جنيه فقط حصلت "المصريون" على مستندات تكشف عن فساد ملف مصابى الثورة، واستغلاله من قبل بعض المتربحين، الذين قاموا بجمع تبرعات باسم المشروع، وقامت الدولة بتخصيص مستشفى لهم لمتابعة مصابى الثورة، بعدما تم إيهام الجهات المسئولة بأن المستشفى لن تكلف الدولة مليمًا واحدًا وسوف يتكفل المتبرعون بدفع تكاليف العلاج. كانت البداية عندما تقدم حسنى صابر، رئيس مجلس إدارة جمعية "عمار يا مصر"، وفؤاد أبوزعلة، عضو بالجمعية، بطلب لرئيس مجلس الوزراء السابق الدكتور كمال الجنزوري، وذلك بغرض تخصيص المستشفى الرياضى بمدينة نصر التابع للمجلس القومى للرياضة إلى الجمعية لعلاج مصابى الثورة فيها بالمجان، وعدم تكلفة الدولة أى مصروفات فى هذا العلاج، وتم إيهام الجهات المسئولة، بأن الجمعية تستطيع أن توفر تبرعات بمبلغ مليار دولار، أى ما يعادل ستة مليارات جنيه. وبالفعل وافق الجنزورى على نقل ملكية المستشفى المملوكة للدولة ممثلة فى المجلس القومى للرياضة بالكامل إلى جمعية "عمار مصر" مجلس إداراتها حسنى صابر الذى كان يشغل فى نفس الوقت منصب الأمين العام للمجلس القومى لرعاية الأسر والمصابين. غير إنه ووفق بلاغ تقدم به المحامى مصطفى شعبان للنائب العام قامت الجمعية التى تعهدت بعدم تكلفة الدولة جنيهًا واحدًا بجمع تبرعات بأرقام خرافية تحت بند علاج المصابين، بينما لم تتحمل سيدة الأعمال هبة السويدى، التى ظهرت فى الكثير من الوسائل الإعلامية لتعلن تكفلها بتحمل نفقة علاج المصابين مليمًا واحدًا. وأوضح البلاغ أنه بعدما تعهدت الجمعية بعدم تكلفة خزينة الدولة أى مبالغ وتوفير مبلغ مليار دولار فى حالة تخصيص المستشفى الرياضى بمدينة نصر وهو ما تم بالفعل، وجدنا "جمعية عمار يا مصر" تجمع تبرعات بأرقام خرافية، إلا أن تقرير مستشفى قصر العينى التعليمى الجديد فجر مفاجأة من العيار الثقيل تكشفها السطور القادمة. إذ أرسل الدكتور عمرو جاد مدير مستشفى قصر العينى التعليمى الجديد 4 كشوف إلى المجلس القومى لرعاية أسر الشهداء والمصابين يكشف عن تكلفة علاج مصابى الثورة والملايين التى تحمّلها المستشفى، ليكذب بذلك ادعاءات جمعية عمار مصر التى تم تخصيص المستشفى الرياضى لها بعدما أوهمت الدولة أنها لن تكلفه مليمًا واحدًا فى علاج المصابين. الكشف الأول الذى أرسله مستشفى قصر الفرنساوى يظهر أن الحالات التى تم علاجها منذ بداية الثورة وتحديدًا منذ جمعة الغضب 28 يناير وحتى تاريخ 3/7/ 2012 وصل إلى 250 مصابًا وتم علاجهم على نفقة جمعية "عمار يا مصر" بمبلغ "1035399" مليون وخمسة وثلاثين ألفًا وثلاثمائة وتسعة وتسعون جنيها. أما الكشف الثانى فيوضح أن الحالات التى تم علاجها فى مستشفى قصر الفرنساوى منذ 28 يناير وحتى تاريخ 3/7/2012 بعدد 338 مصابًا تم علاجهم على نفقة مستشفى قصر العينى الفرنساوى بمبلغ "1989753.10" مليون وتسعمائة وتسعة وثمانون ألفًا وسبعمائة وثلاث وخمسون جنيهًا وعشرة قروش. ويوضح الكشف الثالث أن الحالات التى دخلت قسم الطوارئ فى المستشفى منذ بداية الثورة 28 يناير بعدد 561 مصابًا تم علاجهم على نفقة مستشفى قصر العينى الفرنساوى بمبلغ "25758.50" خمسة وعشرون ألفًا وسبعمائة وثمانية وخمسون جنيهًا وخمسون قرشًا. كما أرسل الدكتور عمرو أحمد جاد مدير مستشفى قصر العينى التعليمى الجديد بيانًا تفصيليًا يشمل كافة أعداد المصابين والتكلفة التى تحمّلها المستشفى فى علاجهم، ويوضح البيان أنه اعتباراً من 28 1/ 2011/ "داخلى وخارجي" تحمل منها مستشفى قصر العينى التعليمى الجديد مبلغ قدره "2021805.20" اثنان مليون وواحد وعشرون ألف وثمانى مائة وخمسة جنيهات وعشرون قرشًا، مشيرًا إلى أن جهات المجتمع المدنى مبلغ قدره "1035399" مليون وخمسة وثلاثون ألف وثلاثمائة وتسعة وتسعون جنيهًا فقط. وقال المحامى مصطفى شعبان إن التحقيقات جارية الآن فى البلاغ الذى تقدم به إلى النائب العام والذى أرفق معه كافة المستندات التى توضح حجم الفساد الذى عانى منه ملف مصابى الثورة، والذى كشف أن عددًا من المنتفعين استغلوا جراح المصابين للتربح وجمع مبالغ خيالية.