أكتب هذه الأسطر مساء الخميس، ومصر تنتظر من سيحضر مليونية نبذ العنف فالبعض يصرح أن الشيخ العريفى لن يحضر والبعض يرى أن الشيخ حسان لم يستقر الأمر على أن يكون خطيب الجمعة أم لا؟ وجماعات تنوى الحضور وأخرى تنفى الحضور وثالثة ترى أنه لا داعى للحضور.. وأحزاب تشارك بعد أن تم نقل المليونية من السويس للقاهرة وتقرر لها أن تكون 15 فبراير يعنى أمس الجمعة، وتصريحات لهؤلاء تؤيد فوائدها وأهميتها وأنها ستساهم فى تخليص مصر من العنف وتساهم فى بناء مصر وهؤلاء الذين يورون بقيادات الجماعة الإسلامية الداعين للمليونية بقولهم رعاة الدم فى السبعينات يدعون لنبذ العنف" .. وفى رأيى أن نبذ العنف فى مصر لا يحتاج إلى مليونيات، إنما يحتاج إلى حملة توعية شاملة ضد العنف وخطورته تجتاح مصر كلها ميدانيًا وفيسبوكيًا وتوتيريًا. نبذ العنف يحتاج إلى أن تعى النخبة قبل العامة أنهم إن وفروا الوقت والجهد للمساهمة فى نبذ العنف فسيكونون قد قدموا خدمة وطنية لمصر تساهم فى حل أكبر أزمة تمر بها كنانة الله فى أرضه منذ سنتين عجاف أعقبتا الثورة. نبذ العنف يحتاج إلى أن يعى علماء الدين أنهم بأقوالهم وتصريحاتهم وفتاويهم وأفعالهم وسلوكهم اللين، سيقضون على العنف سلوكًا وأن يدعو الناس للدين باللين، وأن يجادلوا المخالفين "بالتى هى أحسن" وأن يجعلوا نصب أعينهم مقولة الشافعى - رحمه الله -:"رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب". نبذ العنف يحتاج من الوطنيين على مختلف مشاربهم وتياراتهم وأحزابهم أن يكونوا على قلب رجل واحد من أجل مصر، وأن تكون مقولة العلامة رشيد رضا الذى شرب من نيل مصر وتخلق بأخلاق مصر:" لنتعاون على ما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه". لكن حتى العلماء والدعاة لا يريدون الاتفاق على هذه القاعدة الذهبية وينكرونها تمامًا، مما يسبب اختلاف ويوسع الهوة بين المتفقين والمختلفين وبين الأجيال التى طبقت هذه القاعدة وجنتها حصادًا طيبًا خدم المجتمع؟ نبذ العنف يريد منا نشر ثقافة التسامح حتى لا يزيد خطأ الخطائين وجهل الجاهلين فيصفو المجتمع وتكون الدنيا أرحب بأهلها وأوسع بأخلاقهم واحتضان بعضهم بعضًا. نبذ العنف يدعو إلى نشر مبدأ التعاون على البر والتقوى لا التعاون على الإثم والعدوان والعصيان والشحناء والبغضاء وضرب الأمثلة فى فنون الغوغائية والبطلجية ونشرها فى المجتمع. انبذوا العنف بكل طرقه ووسائله فوالله ما قامت الدول العريقة ومنها دولة الإسلام إلا بنبذ العنف فتوحدت القبائل المتناحرة وبنو العمومة المتشاجرين فكانوا رجلًا واحدًا وجسدًا واحدًا "إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". ************************************** ◄◄كبسولات حكيمة ◄لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك.. إلا إذا كنتَ منحنيًا (مارتن لوثر) ◄إن الرجل الشجاع... هو من يتحمل نتائج عمله... " هتلر " . ◄اللسان الطويل .. دلالة على اليد القصيرة .( مثل أسبانى) ◄تعلم ولو من خصمك.. " مثل ألمانى " ◄◄آخر كبسولة ◄تعليقًا على قصتى القصيرة التى ختمت بها كبسولات أول أمس "بكاء العطاء".. البعض قال:" أديب اختصر المسافات" والبعض قال: قلت فأوجزت ووعظت فأبلغت"، والبعض قال:" جميلة جدًا ومغزاها واضح جدًا رغم قصرها سلمت يداك"، والبعض تساءل:" ماذا تقصد"؟! =هكذا كان الناس ولا يزالون فى الفهم، لابد أن يظهر فيهم من يفهم بعمق وتصل رسالتك إليه بوضوح، ومنهم من لا يفهم بالمرة، وعدم فهمه مهم جدًا؛ حتى تظهر نعمة الفهم والتعبير للآخرين.. فعلًا ليس شرطًا أن نكون كلنا أذكياء.. وصدق من قال "فبضدها تتباين الأشياء"! ◄ دمتم بحب [email protected]