لم يعد الحصول على وظيفة مدرس بالشئ الهين في مصر وأضحي هؤلاء الذين يتحدثون عن عدم قبولهم في مهنة التدريس في العقود الأخيرة الماضية ينظر إليهم باعتبارهم يتجاوزون الحقيقة ويقولون اللامعقول .. فمن ذا الذي يمكن أن يفوز بشرف العمل في التدريس ويمكنه أن يجتاز كل تلك العقبات التي تواجه المرشحون لها ..بدءا من الحصول على المؤهلات التربوية ووصولا إلى التقارير الأمنية واستطلاعات الرأي حول هذا المرشح . المهم أن من يعين في التربية والتعليم يكون عند الحكومة "صاغ سليم " ليس له انتماءات سياسية أو توجه فكري حتى لا يمكنه استخدام موقعه لبث أفكاره الهدامة لدى الجيل الجديد . خالد محمود إمام واحد من هؤلاء الذين تأكدت المباحث من عدم انتماءهم لأي تيار أو جماعة وعلى هذا الأساس فقد تم تعيينه للعمل مدرسا للغة الإنجليزية التي طالما حلم للعمل بها وما أن تسلم خالد عمله وبدأ يمارس مهامه حتى أصبح محبوبا من الطلاب وأولياء الأمور فهو شاب على مستوى أخلاقي عال يبذل جهدا ضخما من أجل إفهام هؤلاء الطلاب الذين نسوا دور المدرسة وأصبحوا يعتمدون كلية على الدروس الخصوصية . لكن الداخلية اعتبرت أن كل ذلك مؤشرا على أن خالد أصبح عنصرا خطرا يهدد الأمن العام فاعتقلته في يناير عام 2002 ومر عليه ثلاث سنوات دون أن يعلم لماذا اعتقل . خالد الذي كان يغط في نومه يحلم مساء ذلك اليوم المشئوم بيوم دراسي يلتقي خلاله بطلابه ويقوم بدوره في تحبيبهم للغة الإنجليزية التي طالما مثلت لآلاف الطلاب مادة ثقيلة ... يحلم بعد ثلاث سنوات من نومه الأخير في منزله بأن يعود لطلابه يستكمل معهم ما قد بدأه ولم يكمله لكنه يريد كذلك أن يعرف لماذا حرموه من أن يحقق الحلم الأول .