لابد أن يسترجع كل مصري وهو يحيي ذكرى 25 يناير أمورا تغافلنا عنها والتي أهمها أن هذه الثورة قد حفظها الله حيث لم تتحول مصر إلى حروب طاحنة كما حدث في بعض الدول وسيحفظها من كل مؤامرة ومن كل كيد،وبالتالي فإن أي محاولة لزعزعة الأمن وحدوث الاضطرابات– تحت أي مسمى وإن كان أصحابها يعلنون ويعلنون أنهم يريدون مصلحة مصر – ستبوأ بالفشل قطعا وهذا يقيننا في الله الذي أخبرنا بذلك في كتابه :"ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله"،وأن الله كما أمن البيت الحرم حيث قال:"من دخله كان أمنا"،كذلك قال في حق مصر:"ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"0فمصر أمنة بوعد الله لنا. ومن الأمور التي يجب مراعاتها أيضا وتذكرها في ذكرى 25 يناير أن يظهر أهل مصر الشكر الحقيقي لرب العالمين ؛وذلك عن طريق العمل والبناء،فالحزين والحريص على اقتصاد مصر وأحوال مصر لابد أن يسعى بكل ما يملك لكي تقوم مصر من أزمتها مرة أخرى وهذا هو الحب الحقيقي لمصر والشكر الحقيقي لله،وكل ذلك بعيد عن المهاترات الكلامية والمزايدات من أجل حسابات كشفت للعيان وللقاصي والداني ،فأين حب هؤلاء في ظل المناطحات والمحاولات المستميتة لاغتيال إرادة شعب عن طريق إسقاط رئيسه المنتخب بالطريق التي نادى بها الذين يريدون إسقاط الشرعية!!.وبعد ذلك يسمون هذا احتفالا!! إن الاحتفال الحقيقي بالثورة في لم شمل أهل مصر والرجوع مرة أخرى لنتذكر أحوال الثورة وأخلاقها والنداءات والشعارات التي كان يهتف بها الجميع في جميع ميادين مصر (إيد واحدة) ،حيث كان المسلم يحمي المسيحي ويحمي كنائسه،وكذلك المسيحي يحمي المسلم ويقف من ورائه حتى يصلى،فبهذه الروح حصلنا بعض مكتسبات الثورة وسقط رأس النظام،وعند غياب هذه الروح وهذه الأخلاق المصرية الأصيلة سنمكن لنظام جديد نظام الدولة العميقة التي ستقضي مرة أخرى على آمال وطموح الشعب؛ليكره الشعب الثورة عن طريق الأخلاق المضادة والمنفرة من بعض من يحسبون أنفسهم ثورا!!!. إن التهديدات التي توجه من وقت لآخر من بعض التيارات السياسية – وهي أبعد ما تكون عن السياسة؛لأن السياسة- كما قال ابن عقيل-كل فعل يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح،وأبعد عن الفساد..- لإدخال الخوف واليأس في قلوب المصريين لأكبر دليل على أن هؤلاء كانوا يريدون مكاسب ومصالح خاصة فلما لم يصلوا إليها عن طريق الشعب انقلبوا عليه انقلابا ناعما بوسائلهم المعروفة (الإعلام- الأموال-الشائعات- التضخيم للأحداث- التزوير- التخطيط ليل نهار- البعثات الخارجية لجلب الدولارات- استفزاز الطرف الآخر ..)،ثم تحول هذا الانقلاب الناعم إلى احتكاك مباشر ليتقابل أبناء الشعب وجها لوجه ليسب بعضهم بعضا،ويجرح بعضهم بعضا،بل ويقتل بعضهم بعضا،والوقائع والشواهد تثبت ذلك وما أحداث الاتحادية منا ببعيد ،وهذا ما يخطط له هؤلاء في ذكرى 25 يناير لينقلبوا على الثورة مرة أخرى،فينبغي على الشعب أن يضيع عليهم الفرصة،فهؤلاء معهم من الأموال ما يجعلهم يحتفلون بالثورة أعواما مديدة ولا يتأثر أحدهم بشيء،والدليل على ذلك التحرير الذي قرب فيه الاعتصام على ثلاثة أشهر!! وعلى الداخلية أن تأخذ حذرها فهي مسئولة وتعرف الثوري من البلطجي،وباستطاعتها أن تؤمن المداخل والمخارج عن طريق تفتيش دقيق حتى يدخل هذه الاحتفالية المدبر لها السلميون كما يدعون، ولا نرى (شماريخ وملتوف )ورصاص حي،فكيف تدخل هذه الأشياء في ظل التفتيش الحقيقي والدقيق؟!! هذا تدبيرهم وهذه خططهم ،ونسي هؤلاء أن الله من وراءهم محيط. حمى الله مصر وشعبها. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]