أيام قليلة ونحتفل بذكرى الثورة.. الثورة التي تجمع فيها المصريون على قلب رجل واحد وكانت أهدافها واحدة وسقط النظام وانتخب رئيس مدني لأول مرة بإرادة الشعب المصري وأيضًا كتب دستور يعبر عن المصريين واختاره المصريون، ومنح الدستور فرصة للرئيس المنتخب لإنشاء نظام ديمقراطي تتحقق به وفيه أهداف الثورة، وتأتى بعد أيام ذكرى الثورة والشعب المصري منقسم بين مؤيد ومعارض، وبين مَن يسارع إلى الوصول على كرسي الحكم حتى لو على جثة الوطن. وأيضًا هناك مطالبات بالنزول فى ذكرى الثورة لإسقاط النظام المنتخب، وإسقاط الرئيس الآن ليس فى مصلحة الوطن ولا الثورة بل فى مصلحة أعداء الوطن والثورة، ولا أدرى لماذا لا تجلس المعارضة مع نظام الحكم وأتمنى أن أجد معارضة فى مصر؛ لأن هناك آداب للمعارضة يجب أن تلتزم بها ونحن الآن أمام معارضة تلوثت حتى النخاع وصارت تباهى بأنها تسعى للمصالحة مع أعداء ألداء لهذه الثورة وأيضًا يجب أن نحترم رأى الشعب المصرى بانتخابه للدكتور مرسى فالدكتور مرسى انتخبه الشعب ولكن هؤلاء مَن انتخبهم فكل شخص يدعو للنزول يوم 25 لإسقاط النظام أقول له يجب عليك أن تحترم اختيار الشعب وليس معنى هذا أننى أرفض النزول يوم 25 بل مع النزول لكن فى إطار احترام الشرعية واحترام رأى الشعب فأنا لا أستطيع أن أقول إن الدكتور مرسى حقق جميع أهداف الثورة.. الدكتور مرسى حقق بعضها ويمضى فى تحقيق الباقى لكن المؤامرات والفساد الذى تركه مبارك يعرقله فيجب على الدكتور مرسى أن يمضى فى محاربة الفساد والمفسدين ونفس الوقت ينجز فى تحقيق لقمة العيش للشعب المصرى؛ لأن الشعب المصرى ما يهمه هو لقمة العيش ولا تهمه كل هذه المعارك، وعلى الإعلام دور كبير فى هذه المرحلة لأننا فى دولة العدل والحرية لا نريد إعلامًا لكى يضلل الناس بل نريد إعلامًا هادفًا يهدف إلى تثقيف الناس وليس الكذب على الناس.. إعلام يتعايش مع الناس ولا يتعالى عليهم يعطيهم الأمل قبل أن يزرع فى قلوبهم اليأس وأتوقع أن الأيام القادمة تحمل لمصر الكثير من الآمال ولكنها تحمل لكل أطراف العملية السياسية الكثير من المسئوليات والأعباء ونأمل أن نحتفل بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير احتفالاً جماعياً تنتهى به حالة التربص والتوتر وأن تستغل المناسبات القادمة لإدخال السرور على الشعب وليس للتربص فى معركة جديدة لم يعد الشعب يطيقها كما لم يعد الوطن قادراً على تحملها والمعاناة منها. وفى نهاية مقالى أقول للجميع أغلقوا أبواب الكراهية والصراع فالوطن منهك ويحتاج إلى فترة هدوء الفترة القادمة للبناء واستعادة روح المحبة التى غابت بين أبناء الوطن الواحد. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]