لا أدري ما إذا كان نقيب الصحافيين الزميل جلال عارف ، قد تلقى شكوى من الزميلات اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي يوم الاستفتاء ، يبلغنه فيها بما يتعرضن له من تهديدات من قبل أجهزة الأمن ، لحملهن على التنازل عن القضايا التي رفعنها ضد رئيس الجمهورية و وزير الداخلية ، بصفتهما المسئولين عما تعرضن له من اعتداءات جنسية على قارعة الطريق و تصويرهن عرايا بكل لغات العالم . لم يصلنا حتى الآن إلا بيان صادر عن المركز العربي لاستقلال القضاء ، و ما فهمناه أن المركز تلقى شكوى من الصحفيات ، و لم تنشر وسائل الإعلام العربية و الأجنبية ، إلا هذا البيان الذي تلقته من هذا المركز الحقوقي ، و لم نسمع في ذات الوقت حسا و لا خبرا ، عما إذا كانت نقابة الصحافيين تلقت شكوى مشابهة من الزميلات ضحايا عدوان يوم 25 من مايو. ما يقلقني حقا أن تكون الصحفيات توجهن إلى المركز العربي لاستقلال القضاء ، و تجاهلن النقابة و النقيب و مجلسه الموقر ، إذ سيكون ذلك حال حدوثه ، ذا دلالة بالغة الخطورة ، ربما يعني فقدان ثقة أعضاء النقابة في قدرة النقيب على حمايتهم من أذى و جبروت و بلطجة ممثلي السلطة من أجهزة أمنية أو بلطجية و شبيحة الحزب الوطني . لأول مرة في عهد مجلس النقابة الحالي ، تتعرض منازل صحافيين للتفتيش سرا من قبل جهات أمنية أثناء غيابهم عن البيت ، و لقد أسر لي زملاء أن بيوتهم تعرضت لاعتداءات أمنية ، صحيح أن أجهزة الأمن أنكرت صلتها بها ، إلا أن الزملاء لا يراودهم شك في مسؤولية أمن الدولة في تلك الاعتداءات . سكوت النقابة أو اكتفائها بتقديم مذكرة إلى النائب العام رغم علمها المسبق بعدم جدوى هذه المذكرات ، و تعلم علم اليقين ما ينتظرها من مآل ، ثم العودة إلى مقرها "مرتاحة الضمير" جرأ "كلاب السلطة" على نهش لحم الصحافيين ، و تمزيق ملابس الصحفيات و العبث في مواطن العفة لديهن ، لكسرهن و إذلالهن . النقيب الحالي الزميل جلال عارف و الذي يعلم كم أحبه و أجله و أحترمه و أعطيته صوتي في الانتخابات الماضية يعلم تماما أن أبواب انتخابات النقيب بعد شهرين من الآن ، و يعلم أيضا أن الجمعية العمومية ستحاسبه حساب الملكين ، و لقد تلقى عشرات الرسائل من منافسيه التي حاولت إضعافه أمام الجماعة الصحفية ، مثل حادث تعدي ضباط قسم الأزبكية على صحافي الأهرام المسائي ، و كيف رد إبراهيم نافع الاعتبار للصحفي و مؤسساته ، و استجابت له سلطات الدولة و جرجرت ضباط القسم إلى إدارة التفتيش بالداخلية و نكلت بالمعتدين منهم على كرامة الصحفي . فيما اكتفى النقيب و مجلسه بمخاطبة وزير الداخلية و النائب العام ، ثم يكفي على الخبر ماجورا ، و لا يدري الصحافيون ما صدر بشأن مخاطباته من قرارات ، تعيد للصحافة هيبتها و كرامتها التي اتمرمطت في تراب ميدان رمسيس !. يا سيادة النقيب إن وراءك جمعية عمومية لأقوى نقابة في مصر و أكثرها هيبة و تأثيرا على الرأي العام ، و تستطيع أن تقيل ليس ضابطا بنجمتين في أمن الدولة و لكن حكومات و تسقط نظما سياسية ، إذا أحسن النقيب أي نقيب لا أقصد عارف تحديدا إدارتها وبات نقيبا مستقلا لا يكترث لا لسيف النظام و لا لذهبه . ________________________________________________________ [email protected]