علمت "المصريون" أن هناك ضغوطا شديدة يمارسها جمال مبارك على القيادة السياسية لاستبعاد تعيين الوزير عمر سليمان نائبا للرئيس مبارك بعد انتخابات الرئاسة القادمة وأن مبارك الابن يحظى بدعم لهذا الأمر من جانب شخصيات ذات وزن و ثقل سياسي كبير داخل عائلته و كذلك من داخل التيار الإصلاحي الذي يرغب في تحرير بعض المناصب الكبرى من العسكرة التي سادت الحياة السياسية والاقتصادية في مصر خصوصا أن وجود شخصية مدنية في منصب مهم كهذا قد يخفف من الضغوط الأمريكية المتنامية على النظام. وقد نقل عن مصادر حزبية أن هناك خلافات شديدة قد تصاعدت في الفترة الأخيرة بسبب رغبة جمال في استبعاد الوزير عمر سليمان من هذا المنصب وإعطائه لشخصية مدنية رجحت هذه المصادر أن يكون الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء والمقرب من جمال ولجنة السياسات بشدة. وقد أرجعت هذه المصادر رفض جمال لتعيين عمر سليمان في هذا المنصب مخافة أن يعرقل الوضع القوي لسليمان وخلفيته العسكرية وشعبيته المتنامية مساعيه لخلافة والده في ظل تزايد احتمالات تنازل مبارك عن رئاسة الحزب الوطني بعد فترة قصيرة من فوزه بالولاية الخامسة والقيام بتعديل دستوري يجعل من مصر جمهورية برلمانية تدشن خلافته لوالده. وشددت المصادر أن ضغوط جمال مبارك والعائلة على الرئيس كانت وراء تصاعد أسهم أحمد نظيف لتولي هذا المنصب وأن نجاح الأخير النسبي في زيارته الأخيرة لواشنطن قد أسهم في تزايد الثقة فيه خصوصا أن جمال يدرك افتقاده للدعم الشعبي وإمكانية التخلص منه بسهولة واستثمار الغضب الشعبي ضد ممارسته وسياساته الاقتصادية. غير أن محاولات مبارك الابن لفرض نظيف تواجه بمعارضة شديدة من الحرس القديم في الحزب الوطني إذ يمثل هذا التعيين تدشينا رسميا لانتهاء نفوذ شخصيات ذات ثقل مثل صفوت الشريف وكمال الشاذلي وأحمد فتحي سرور حيث يراهنون على افتقاد نظيف للخبرة السياسية وعدم تمتعه بقبول لدى الرأي العام وتورطه في وصف الشعب المصري بعدم النضج السياسي مما سيجعل محاولات تعيينه أمراً صعبا ومعقدا. وقد ترددت شائعات أن هناك اتجاها لتأجيل تعيين نائب للرئيس بسبب هذه الخلافات وهو أمر يوافق هوى الرئيس مبارك الذي كثيرا ما أعرب عن تحفظه على تعيين نائب أو فرض خليفته على الشعب كما أكد أكثر من مرة. ويتوقع المراقبون أن تنجح مساعي جمال مبارك لإبعاد عمر سليمان عن الساحة السياسية بحجة تقدمه في السن وحاجة مثل هذه المناصب إلى أشخاص قادرين على العمل الدءوب لمعالجة المشاكل والصعوبات التي تواجه النظام.