لقد هالنى مقال كتبه أحد الكتاب المعروفين إعلاميًا باسم نيوتن فى جريدة "المصرى اليوم" عدد الجمعة 11/1/2013 والذى عنونه بعبارة: (مساندة علنية لإرهابى)، بث فيه أحقاده على الشيخ عمر عبد الرحمن ووصفه فى تحيز خارج عن المهنية الصحفية بالإرهابي.. لقد دأب هذا الكاتب أن يبخ سمومه عبر مقالاته المملوءة حقدًا وكراهية على كل ما هو إسلامى متأثرًا فيها على ما يبدو بالمجتمع الغربى الذى عاش فيه لسنوات طويلة، فجاء إلينا محملاً بأفكار هدامة ومعتقدات غريبة على مجتمعنا المصرى الذى لم يعرف يومًا التشفى أو الشماتة بإنسان أسير مهما بلغ حجم الجرم الذى اقترفه. ..يقول هذا النيوتن متجردًا من كل مشاعر الرحمة والإنسانية وموجهًا اللوم لرئيس الدولة لمجرد أنه صرح لشبكة "سى إن إن" الأمريكية بأنه سوف يحاول خلال زيارته المرتقبة لأمريكا الإفراج عن الشيخ الأسير: ((روعنى الرئيس. قال لشبكة سى إن إن إنه حين يزور الولاياتالمتحدةالأمريكية سوف يطلب من الرئيس أوباما الإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن. روعنى لأن الشيخ أدين من القضاء بحكم بالسجن مدى الحياة عن جريمة إرهابية)). ...لقد روع الرئيس مرسى هذا النيوتن الذى دائمًا ما يتغنى فى مقالاته بالكرامة الإنسانية لدفاعه عن شيخ بلغ من العمر أرذله يعيش آخر أيام حياته خلف الأسوار ويعامل معاملة غير آدمية تتنافى مع كل حقوق السجين التى كفلتها له كافة المواثيق الدولية بل ويعيش فى بيئة مهينة للكرامة الإنسانية، حيث لا يستطيع معها ممارسة صلواته وشعائره الدينية، أو أن يتمكن من الاتصال بأهله وذويه.. لقد روع الرئيس مرسى هذا النيوتن وأصابه بالهلع لأنه سيطالب بالإفراج عن مواطن مصرى ضرير.. وبدلاً من أن يوجه الشكر لرئيس الدولة لاهتمامه الخاص بمواطن مصرى راح يكيل الاتهامات للرئيس، مدعيًا بأنه يقول كلامًا للاستهلاك المحلى، بل ومتهما إياه بمساندة الإرهاب.. وبلغ الفجر بهذا النيوتن مداه، فواصل تحريضه على المواطن الشيخ الضرير - فك الله أسره - بأن ((عمر عبد الرحمن ارتبط اسمه بجريمة شهيرة في 1993 وأنه هو الذى حرض على تدمير مركز التجارة العالمى وأن هناك علاقة وثيقة بين الشيخ عمر وتنظيم القاعدة)). إن من العار بل ومن الوضاعة المهنية أن يقوم شخص يزعم أنه مصرى بالتحريض على مواطن من بنى جلدته.. من لحمه ودمه مهما بلغت تجاوزاته.. لأنه فى النهاية مواطن مصرى. المصرى الحقيقى لا يشمت أبدًا أو يحرض على مواطن أسير يعيش آخر أيام حياته فى بيئة قاسية لا يعلمها إلا الله، لكن أن يقلب هذا النيوتن الآية ويبدل الحق باطلا ويتهم الرئيس محمد مرسى بعدم الكياسة لأنه يحاول ولو مجرد المحاولة الدفاع عن شيخ مصرى ضرير.. فهذا أمر غاية فى الغرابة من رجل يتبنى دائمًا فى مقالاته مفاهيم الحرية والكرامة الإنسانية.. هل من الإنسانية أن تحرض- أيها النيوتن - على شيخ ضرير؟ .. أين الرحمة والإنسانية يا رجل؟!.. أين النخوة والشهامة والرجولة؟!.. يبدو أنك قد افتقدت كل هذه القيم الإنسانية النبيلة، بل وتجردت منها، فلا يمكن لأى إنسان حر مهما كانت معتقداته أو آراءه أن يلوم الرئيس لمجرد أنه يدافع عن مواطن مهما اختلفنا مع قناعاته ومنهجه.. جميعنا يدين العنف بكل أشكاله وألوانه ولن تزايد علينا أيها النيوتن فى ذلك لأن الإسلام دين السماحة والرحمة، لكن أن تجعل من الاختلاف السياسى والفكرى مع الرئيس مدعاة للتحريض على شيخ ضرير فهذه انتهازية سياسية تتنافى مع كل القيم الانسانية، أن توجه سهامك المسمومة إلى الرئيس وتنتقد سياساته فهذا أمر مشروع لك ولأمثالك من الكتاب التحريضيين، لكن أن تفعل ذلك وترتكب هذه الحماقة وتنال من الشيخ الأسير الذى لا يملك من أمر نفسه شيئا وتزيد من آلام أسرة الشيخ والذين يتمنون أن يدفن الشيخ فى تراب بلده، فأنت ترتكب إثمًا عظيمًا يتناقض مع كل المواثيق وحقوق الإنسان الدولية التى تتدعى أنك مؤمن بها وتصرف غير مسئول من كاتب يزعم أنه مصري. [email protected]