طالب عدد من رموز الجماعة الإسلامية بالإفراج عن الدكتور عمر عبد الرحمن، الزعيم الروحي للجماعة، أو إعادة فتح التحقيقات فى قضية الشيخ الضرير المعتقل منذ نحو 19 عامًا بالولاياتالمتحدة، مؤكدين على وجود أدلة كثيرة تثبت تلفيق القضايا المنسوبة له. وقال محمد عمر عبد الرحمن، نجل الشيخ الأسير، إن قضية والده لابد أن تأخذ منحى سياسيًا وأن يعود بناء على طلب من مصر، مشيرًا إلى أنه لا بد من استغلال الفرصة السانحة لذلك. وأوضح فى تصريح ل"المصريون" أن القضية ظهر فيها بعض العوار وبعض الدلائل التى تشير إلى براءة الشيخ عمر، ولابد أن تؤخذ فى الاعتبار. وأشار أن هناك حلا آخر يمكن اللجوء إليه إذا تعقدت الأمور، وهو أن يعود الشيخ عمر لقضاء باقى مدة سجنه فى مصر حتى يتم التمكن من زيارته ورعايته. من جانبه أكد الدكتور صفوت عبد الغنى، رئيس المكتب السياسى لحزب "البناء والتنمية"، الذراع السياسية ل "الجماعة الإسلامية"، إن قضية الشيخ عمر عبد الرحمن قضية إنسانية مطالبًا بالإفراج عنه صحيا نظرًا لخطورة حالته الصحية. وقال إن الولاياتالمتحدة أمامها فرصة حقيقية لتحسين صورتها أمام العالم من خلال الإفراج عن الزعيم الروحي ل "الجماعة الإسلامية"، مطالبًا بإعادة فتح التحقيق فى القضية المتهم فيها، مؤكدًا امتلاكه أدلة قوية تثبت براءته من التهم الملفقة التى نسبت إليه. وقال الدكتور عبد الآخر حماد، مفتى "الجماعة الإسلامية"، إن الإدارة الأمريكية لا تقول الحقيقة بخصوص قضية الدكتور عمر عبد الرحمن, لافتا إلى أن رد وزارة الخاجية الأمريكية بعد إعلان الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي وقوفه إلى جانب أسرة عمر عبدالرحمن جاء مغايرًا للحقيقة. وأشار إلى أن الجماعة الإسلامية تؤكد وجود دوائر وشخصيات في الإدارة الأمريكية لا تزال تفكر بنفس العقلية السابقة التي يسيطر عليها العداء والبغض لكل ما هو عربي أو إسلامي وتفتقد إلى الشفافية والمصداقية وليس أدل على ذلك من أنهم يتحدثون عن أن الشيخ عمر عبد الرحمن قد أدين فى التفجير الجزئي الذي وقع في مركز التجارة العالمي عام 1993 مع أن الثابت أن وزيرة العدل الأمريكية السابقة كانت قد برأت الشيخ من تلك التهمة، وقالت إنه لا توجد أدلة على تورطه فى ذلك التفجير. وأضاف حماد أنه "تحت ضغط اللوبى الصهيونى وبتعاون خبيث من أجهزة نظام مبارك لفقت الاتهامات التي حوكم بها الشيخ، وأهمها تهمة التحريض على اغتيال الرئيس المصري المخلوع أثناء زيارةٍ كانت مقررة له وقت ذاك إلى نيويورك ولم تتم، وتهمة التحريض على قتال الجيش الأمريكي، وقد حوكم الشيخ بقانون استثنائي جائر لم يطبق منذ الحرب الأهلية الأمريكية". وناشد مفتى "الجماعة الإسلامية" العقلاء في الإدارة الأمريكية ألا يزيدوا من كراهية الشعوب العربية والإسلامية لهم وعليهم إن كانوا فعلاً جادين فى تحسين صورة حكومتهم أمام الرأى العام المصرى والعربي أن يتعاطوا بإيجابية مع مساعي الرئيس محمد مرسي في إعادة الشيخ عمر عبد الرحمن إلى وطنه، خصوصاً أنه رجل مسن كفيف يعاني العديد من الأمراض المزمنة أى من باب الحالة الإنسانية. كما ناشد الجميع وعلى رأسهم شيخ الأزهر بالعمل من أجل الإفراج عن الشيخ الضرير, وتثمين الطريق السلمى التى تسلكه الأسرة, معلنًا تضامنه الكامل مع أسرة الدكتور عمر عبد الرحمن فى الإفراج عنه. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون رفضت في تصريحات أمس الأول الإفراج عن الشيخ الذي تحتجزه الولاياتالمتحدة منذ 18 عاما بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993، قائلة إنها تمت محاكمته وإدانته بموجب أدلة مقنعة وواضحة للغاية. وأضافت في تصريحات لشبكة CNN الأمريكية، بشأن ردة واشنطن إزاء طلب الرئيس المصري، تسليم الشيخ الضرير لدواع إنسانية، إن عبد الرحمن "حوكم وأدين لمشاركته في أنشطة إرهابية، خاصة تفجير مركز التجارة العالمي: " الأدلة واضحة للغاية ومقنعة.. صدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة.. ونحن لدينا كافة الأسباب لدعم هذه العملية والحكم الذي صدر بحقه، وسوف نفعل ذلك".